منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مناقب التاريخ الاسلامي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-11-02, 16:14   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

رابعا :

وقد ذهب الإمام ابن حزم رحمه الله ، إلى أن لفظ " سيدات أهل الجنة " : "نص" في إثبات السيادة ، والسيادة : الشرف ، ولكن لا يلزم لإثبات السيادة على الغير ثبوت الفضل عليه

فقد يُسود المرء على من هو أفضل منه لمتعلقات أخرى .

قال رحمه الله في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4/103) :"

والسيادة غير الْفضل ، وَلَا شكّ أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا سيدة نسَاء الْعَالمين بِوِلَادَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهَا ، فالسيادة من بَاب الشّرف لَا من بَاب الْفضل ، فَلَا تعَارض بَين الحَدِيث الْبَتَّةَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين .

وَقد قَالَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وهُوَ حجَّة فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة :" كَانَ أَبُو بكر خير وَأفضل من مُعَاوِيَة وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود من أبي بكر " ، فَفرق ابْن عمر كَمَا ترى بَين السَّادة وَبَين الْفضل وَالْخَيْر

وَقد علمنَا أَن الْفضل هُوَ الْخَيْر نَفسه، لِأَن الشَّيْء إِذا كَانَ خيرا من شَيْء آخر، فَهُوَ أفضل مِنْهُ بِلَا شكّ ". انتهى

وقال أيضا (4/96)

:" وَإِنَّمَا تقع المفاضلة بَين الفاضلين إِذا كَانَ فضلهما وَاحِدًا، من وَجه وَاحِد فتفاضلا فِيهِ . وَأما إِن كَانَ الْفضل من وَجْهَيْن اثْنَيْنِ ، فَلَا سَبِيل إِلَى المفاضلة بَينهمَا

لِأَن معنى قَول الْقَائِل أَي هذَيْن أفضل ، إِنَّمَا هُوَ : أَي هذَيْن أَكثر أوصافاً فِي الْبَاب الَّذِي اشْتَركَا فِيهِ ". انتهى.

ومن أحسن ما قيل في هذا الباب ما ذكره ابن القيم رحمه في "بدائع الفوائد" (3/161) :

" الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة أو فاطمة أفضل ، إذا حرر محل التفضيل ، صار وفاقا . فالتفضيل ، بدون التفصيل : لا يستقيم .

فإن أريد بالفضل : كثرة الثواب عند الله عز وجل ؛ فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص ، لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب ، لا بمجرد أعمال الجوارح ، وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه ، والآخر أرفع درجة منه في الجنة .

وإن أريد بالتفضيل : التفضل بالعلم ؛ فلا ريب أن عائشة أعلم ، وأنفع للأمة ، وأدت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها ، واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها .

وإن أريد بالتفضيل : شرف الأصل وجلالة النسب ؛ فلا ريب أن فاطمة أفضل ، فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها .

وإن أريد السيادة : ففاطمة سيدة نساء الأمة .

وإذا تبينت وجوه التفضيل ، وموارد الفضل وأسبابه : صار الكلام بعلم وعدل .

وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ، ولم يوازن بينهما ؛ فيبخس الحق !!

وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضله : تكلم بالجهل والظلم .

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل ، فأجاب فيها بالتفصيل الشافي ...

ومنها : أنه سئل عن خديجة وعائشة ، أمي المؤمنين ؛ أيهما أفضل؟

فأجاب : بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ، ونصرها وقيامها في الدين : لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين .

وتأثير عائشة في آخر الإسلام ، وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة ، وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها : مما تميزت به غيرها .

فتأمل هذا الجواب الذي لو جئت بغيره من التفضيل مطلقا لم تخلص من المعارضة ". انتهى

خامسا :

الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل عائشة رضي الله عنها كثيرة جدا .

منها : أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم :" أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ ، فَقُال : مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا . أخرجه البخاري (3662) ، ومسلم (2384) .

ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة رضي الله عنها :" لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّ الوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ " . ولما قَالَتْ فاطمة لرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ العَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:" أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟» فَقَالَتْ: بَلَى ، قَالَ :" فَأَحِبِّي هَذِهِ ". أخرجه البخاري (2581) ، ومسلم (2442) ، وغير ذلك كثير .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس