منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-08-31, 22:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

لماذا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال:

قد عاش بلايين البشر من ألف وأربعمائة عام مضت ، وهم يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواتهم وفي كل دعاء خاص وحين يذكر اسم النبي ، ولما كان النبي كاملا معصوما

فلماذا يحتاج منا كل هذه التسليمات والبركات لتدخله الجنة ؟

بينما نحن الغير كاملين ونحن في أشد الحاجة لهذه التسليمات والبركات لتدخلنا الجنة ؟

أم أن هناك سبب آخر مختلف لكوننا نصلي ونسلم على النبي .

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأجل القربات ، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين ، فقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب / 56 .

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وبين مضاعفة أجرها ، وأنها سبب لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحاجات ، فقال عليه الصلاة والسلام : (

مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ) رواه النسائي (1297) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن النسائي " .

وروى الترمذي (2457) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : ( مَا شِئْتَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟

قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟

قَالَ : ( إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي ".

ثانياً :

ما ذكرتيه – أيتها السائلة - من أن النبي عليه الصلاة والسلام كامل معصوم ، فلماذا يحتاج منا أن نصلي عليه تلك الصلوات والتسليمات الكثيرة لتدخله الجنة

بينما نحن أحوج لذلك منه لأننا غير كاملين ؟! هذا الاعتراض منكِ في غير محله ؛ وذلك لعدة أمور :

الأول :

أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بها ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله ، وألا يعترض على أمره .

الثاني :

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، بل هي راجعة أيضاً على المصلي نفسه

فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها من الأحاديث إنما هي لمن صلى على النبي الصلاة عليه والسلام .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – عند شرحه للحديث -

: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة ) يعني : إذا قلت : اللهم صل على محمد ، صلى الله عليك بها عشر مرات ، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات " .

انتهى من " شرح رياض الصالحين " .

الثالث :

حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله ، فقد أنقذ الله به خلقاً من الظلمات إلى النور ، قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) الحديد / 9

وقال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) إبراهيم / 1 .

فإذا كان الإنسان قد يكثر من ذكر اسم الطبيب الذي قد جعل الله على يديه شفاءه وغاية ما في الأمر صلاح البدن ، فكيف بمن جعل الله علي يديه صلاح الروح والبدن معاً .

فكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكثروا من الصلاة عليه ردا لذلك الجميل وجزاء لبعض حقوقه عليه الصلاة والسلام .

قال ابن القيم رحمه الله :

" إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه ، والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله ، فصلوا أنتم عليه فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته "

انتهى من " جلاء الأفهام " .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

: " ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ؛ اقتداء باللّه وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلا لإيمانكم ، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم ، ومحبة وإكرامًا ، وزيادة في حسناتكم ، وتكفيرًا من سيئاتكم " .

انتهى من " تفسير السعدي " ( 1 / 671 ).

فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ، ما تعاقب الليل والنهار ، وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار .

فلا تحرمي - أختنا الكريمة – نفسكِ ذلك الفضل ، أعاننا الله وإياك على اغتنام الطاعات ووقانا شرور أنفسنا إنه جواد كريم .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس