منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-29, 05:00   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صحة حديث إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

السؤال :


ما صحة هذا الحديث : عن عائشة رضي الله عنها قالت : " فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فخرجت ، فإذا هو بالبقيع ، فقال : ( أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله )

قلت : يا رسول الله ، إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك ، فقال : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) ؟


الجواب :


الحمد لله

الحديث بهذا اللفظ رواه أحمد (26018)

والترمذي (736)

وابن ماجه (1389)

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَخَرَجْتُ ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ لِي : ( أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ ) ، قَالَتْ : قُلْتُ : ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ، فَقَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ).

والحديث ضعفه البخاري ، والترمذي ، والألباني ، ومحققو المسند ، ط الرسالة .

قال الترمذي: " حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمدا [يعني البخاري] يضعف هذا الحديث ، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير" انتهى.

وقال محققو المسند : "إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة ولانقطاعه" انتهى.

وقال في "تحفة الأحوذي" (3/365): " ( أن يحيف ) أي يجور ويظلم .

( الله عليك ورسوله ) ... يعني: ظننت أني ظلمتك بأن جعلت من نوبتك لغيرك؟

وذلك مناف لمن تصدى لمنصب الرسالة.

( قلت: يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك ) أي زوجاتك لبعض مهماتك

فأردت تحقيقها، وحملني على هذا الغيرة الحاصلة للنساء التي تخرجهن عن دائرة العقل ، وحائزة التدبر للعاقبة ، من المعاتبة أو المعاقبة.

والحاصل : أني ما ظننت أن يحيف الله ورسوله علي أو على غيري، بل ظننت أنك بأمر من الله أو باجتهاد منك ، خرجت من عندي لبعض نسائك

لأن عادتك أن تصلي النوافل في بيتك... ( فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ): أي قبيلة بني كلب. وخصّهم لأنهم أكثر غنما من سائر العرب" انتهى.

وأصل الحديث صحيح ، دون الزيادة المتعلقة بليلة النصف من شعبان

فقد رواه مسلم (974) والنسائي (2037) عن عَائِشَةُ قالت:

" أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟

قُلْنَا : بَلَى .

قَالَتْ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي ، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ

فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا ، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا ، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا ، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ، وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ .

فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ : ( مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً ؟ )

قَالَتْ : قُلْتُ : لَا شَيْءَ .

قَالَ : ( لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَأَخْبَرْتُهُ .

قَالَ : ( فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ؟ )

قُلْتُ : نَعَمْ .

فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي

ثُمَّ قَالَ : ( أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟

قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ . نَعَمْ .

قَالَ : ( فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ ، فَنَادَانِي ، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ ، فَأَجَبْتُهُ ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ).

قَالَتْ : قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ: قُولِي : ( السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ) ".

قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح مسلم" (7/43):

" قولها: (فأحضر فأحضرت) الإحضار: العَدْو... (حشيا) : بفتح الحاء المهملة ، وإسكان الشين المعجمة ، مقصور ؛ معناه : وقد وقع عليك الحَشا، وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلام

، من ارتفاع النفَس وتواتره. يقال: امرأة حشياء وحشية، ورجل حشيان وحشٍ. قيل: أصله من أصاب الربو حشاه. وقوله: (رابية) أي مرتفعة البطن...

قولها ( فلهدني ) هو بفتح الهاء والدال المهملة ، وروى فلهزني بالزاي ، وهما متقاربان .

قال أهل اللغة : لهَده ولهّده بتخفيف الهاء وتشديدها ، أي : دفعه . ويقال لهزه ، إذا ضربه بجُمع كفه في صدره ، ويقرب منهما : لكزه ووكزه .

قوله ( قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله . نعم ) هكذا هو في الأصول ، وهو صحيح ، وكأنها لما قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله . صدقت نفسها ، فقالت نعم" انتهى.

والله أعلم.









رد مع اقتباس