منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - |... (هــديـــر الـصـمــــت) .... قصة بقلمي ... |
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-06-03, 18:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخدت الطفلة الصغيرة (شجن) تتناول فطورها بسرعة كبيرة، تُتبع اللقمة أختها، كانت لا تفكر سوى بعامر، "سيراني كبيرة، سيتفاجأ بي، هل يعقل أنه لن يعرفني، اشتقت له كثيرا ..." و بينما هي مشغولة بخيالاتها وقد أنهت صحنها كله، كانت جدتها تنظر إليها باستغراب، وخاطبت ابنتها قائلة: منذ متى كانت تقبل على الأكل بهذه الطريقة، ترى مالسر؟ فورا أجابت الابنة (أخت عامر): السر باختصار "عامر"، هنا تنهدت أم عامر و الآهات تملأ صوتها، آخ بنيتي، وأين عامر، طال بعد الحبيب، و غلب الشوق قلوبنا، فمتى يكون للقاء نصيب.

في هذه الأثناء كان رجال الإطفاء يطوقون المكان، إنه حادث مروع، دماء تملأ المكان وحقائب مبعثرة، من بين الحطام لفت نظر الصحافية بسمة التي أتت لتغطية الحدث، دمية صغيرة و قد احترق وجهها، وكسر ذراعها، حملتها وقالت في نفسها: ترى من كانت هذه الدمية قاصدةً، وما حال حاملها الآن والمحمولة إليه، و جدت بداخل ملابس الدمية ورقة صغيرة مكتوب فيها (إلى غاليتي شجن، يأسرني الشوق إليك طفلتي الصغيرة).

كانت أم عامر جالسة في فناء المنزل تحت شجرة العنب التي تظلل الفناء وتعطيه رونقا جميلا، تلفحها أشعة الشمس الصيفية الحارة، تحمل قارورة الماء فتشرب منها مباشرة بين الفينة والأخرى، و كانت شجن ترمقها تارة، وتلهو وتجري في زوايا المنزل وفناءه تارة أخرى، أخت عامر واسمها (وردة) خاطبت أمها قائلة: الغداء جاهز أمي، أنتناوله الآن أم ننتظر حتى يأتي أخي سمير من عمله؟، أجابتها والدتها بأن الرأي رأي شجن، قالت شجن لا آكل حتى يأتي عامر، لقد طال غيابه، و بلفظتها هذه حركت أنهارا من الشوق في نفس الأم وابنتها وحتى المنزل لو كان له أين يتكلم.

دخل سمير المنزل، وكعادته يتحدث مسرعا: لقد تعبنا اليوم معاملات كثيرة هذا يطلب ورقة والآخر يستخرج ملفا، حتى في فصل الصيف لا ننعم بالراحة في العمل ... وردة هل الغداء جاهز، ترى ماذا حضرت لنا اليوم، بالمناسبة هل من خبر عن عامر، نسيت أن أسألكم هل سمعتما عن الحادث المروع الذي حدث في مدخل المدينة المجاورة لنا فجر اليوم؟

الأم: حادث، عن ماذا تتكلم أي بني؟
سمير: كل من في العمل كان يتحدث عنه، شغلي التلفاز يا وردة لنرى، شجن تعالي واجلسي بجانبي.
الأم: خيرا خيرا – إن شاء الله

كان الجميع مشدوها لشاشة التلفاز و المذيعة تتحدث عن الحادث المأساوي الذي خلف ضحايا كثر، و هناك جرحى في حالة حرجة ...

يرن هاتف سمير: نعم من المتكلم، .... ألست السيد سمير شقيق عامر، بلى أنا هو، أنا صديقه في العمل خالد، إني أتصل به ولكن هاتفه مغلق، لقد انشغلت عليه لما رأيت صور الحادث في التلفاز، هل وصل؟

تجمد سمير في مكانه لا يكاد يعرف بما يرد: مهلا خالد، ما به عامر ... لقد كان قادما في إجازة، ولم يرد إخباركم أراد أن يفاجئكم، ألم يصل .... ألو ألو سمير ....

سقط الهاتف من يد سمير، و الكل يحدق به، لم ينطق ببنت شفة

الأم: عامر ولدي ما به؟









رد مع اقتباس