[أمير جزائري حر]

[] الدّرس رقم 14: ظاهرة أو فـنِّـيّـة التِّكرار في الشّعر []

منقول بتصرّف عن "عصام شرتح – باحث من سوريا"

تعد تقنية ( التكرار) من الفنّيّـاتالبارزة التي دخلت مضمار القصيدة الحداثية منذ القديم حتى اليوم؛ بوصفها الميزة الفنية الكاشفة عن الكثير من الجوانب النفسية والدلالية التي تنطوي عليها الشخصية المبدعة في تشكيل رؤيتها، ووصف الحالة الشعورية التي تتملكها لحظة المخاض الشعري…

يحقّـقُ التّكرار للنّص فائدتين، الأولى: وتـتمثل في الحالة الشعورية النفسية التي يضعُ الشاعرُ من خلالها المُتلقِّي في جوٍ مماثل لما هو عليه، والثانية: هي الفائدة الموسيقية، بحيث يُحقّـق التكرار إيقاعاً موسيقياً جميلاً، وبهذا يحقق التكرار وظيفته كإحدى الأدوات الجماليّة التي تساعد الشاعر على تشكيل موقفه وتصويره؛ لأن الصّورة الشّعرية على أهمّـيـتها ليست العامل الوحيد في هذا التشكيل.

إن للتكرار قيمة جمالية وإيقاعية لا غنى عنها إطلاقاً في تأسيس شعرية النّـص في كثير من المواضع في نصوصنا الإبداعية المعاصرة؛ ولا نبالغ إذا قلنا: إن سر نجاح الكثير من القصائد الحداثية يعود إلى هذه القيمة التي أغنت العديد من قصائد شعراء الحداثة، وعلى رأسهم الشاعر نزار قباني، وبدر شاكر السياب، ومحمد عمران، وجوزف حرب، وأدونيس. وهذا يعني أن الشاعر الحداثي المميز هو الذي يجعل من هذه الظاهرة قيمة جمالية تزيد النص حسناً، والدلالة رسوخاً وثباتاً، والقصيدة أكثر ترابطاُ ووحدة وتماسكاُ.

يتبع... / أشكال التّكرار