منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فَتَاوَى للمَرأة الحَامِل والنّفسَاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-04, 15:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المطمئنّة
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المطمئنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي في أقصى مدَّة النفاس

في أقصى مدَّة النفاس:

السؤال: ما حُكْمُ الدَّمِ إذا نَزَل مِنَ النُّفَسَاءِ بعد الأربعين إلى ما يَتعدَّى التسعين يومًا؟ بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا.

الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فأقصى مُدَّةٍ تَنتظِرُها المرأةُ في النِّفاس إذا استمرَّ بها الدَّمُ أربعون يومًا؛ فلا تَدَعُ الصلاةَ بعد هذه المدَّةِ وتُعَدُّ مُستحاضةً، وهو مذهبُ جمهور العلماء؛ لحديثِ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالَتْ: »
"كَانَتِ المَرْأَةُ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ فِي النِّفَاسِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ"، وعنها ـ أيضًا ـ قالَتْ: "كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً"، وإلى هذا القولِ ذَهَبَ جماعةٌ مِنَ الصحابة منهم: عمرُ وابنُ عبَّاسٍ وعثمانُ بنُ أبي العاص وأنسٌ وأمُّ سَلَمة رضي الله عنهم، ولم يُعْرَفْ لهم مُخالِفٌ في عصرهم فكان إجماعًا، وقد حكاهُ الترمذيُّ إجماعًا، وهو مُقدَّمٌ على الاجتهادات الواردة في تقديرِ أكثرِ مُدَّته بستِّين يومًا كما هو مذهبُ المالكية ورجَّحه ابنُ العثيمين ـ رحمه الله ، أو مَنْ جَعَل مُدَّتَه سبعين يومًا ـ وهو أضعفُ الأقوال ـ إذِ المعلومُ أَنْ «لَا اجْتِهَادَ فِي مَوْرِدِ النَّصِّ وَالإِجْمَاعِ».
هذا، والنُّفَسَاءُ لها أحكامُ الحائضِ في جميعِ الأحكامِ كالصلاة والصيام والطواف والوَطْءِ في الفَرْج، ويُسْتَثْنَى حالةُ العِدَّة فلا تحصل بالنِّفاس؛ لأنَّ العِدَّةَ تنقضي بوضع الحمل قبله، وإذا انقطع عنها دَمُ النفاس قبل الأربعين فحُكمُها حكمُ الطاهرات.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

فضيلة الشّيخ أبو عبد المعز محمّد علي فركوس -حفظه الله-

_










رد مع اقتباس