منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فَتَاوَى للمَرأة الحَامِل والنّفسَاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-04, 15:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المطمئنّة
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المطمئنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي في حكم الدم العائد للمرأةبعد طُهرِها مِنَ النفاس

في حكم الدم العائد للمرأة بعد طُهرِها مِنَ النفاس:

السؤال: امرأةٌ طَهُرَتْ بعد الأربعين مِنْ نِفاسها وقد تخلَّلَها في أثنائه انقطاعٌ ثمَّ عاد إليها الدمُ مِنْ جديدٍ؛ فهل هو دَمُ نِفاسٍ أم حيضٍ أم فسادٍ؟ أفيدونا جزاكم اللهُ خيرًا.

الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فدمُ النفاسِ أكثرُه أربعون يومًا بعد الولادة، ويَمنع دمُ النفاسِ ما يمنع منه دمُ الحيض؛ فتَدَعُ النُّفَساءُ الصلاةَ والصومَ والطواف، ويَحْرُمُ على الزوجِ وَطْؤُها في تلك الفترة، ولا يجب عليها قضاءُ الصلاةِ بعد طُهْرِها، وتقضي الصومَ إجماعًا.
ويدلُّ على تحديد النفاس بأربعين يومًا: حديثُ أمِّ سَلَمة رضي الله عنها قالَتْ: "كَانَتِ المَرْأَةُ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ فِي النِّفَاسِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ"، وعنها ـ أيضًا ـ قالَتْ: "كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً"، فإنِ استمرَّ الدمُ بعد مدَّةِ الأربعين فتُعَدُّ مستحاضةً عند أكثرِ أهل العلم؛ فتؤدِّي التكاليفَ الشرعية المتعلِّقةَ بها، فإِنْ طَهُرَتْ قبل الأربعين ورأَتِ القَصَّةَ البيضاء فإنها تَغتسِلُ وجوبًا وتصلِّي وتصوم.
أمَّا إِنْ عاد الدمُ مجدَّدًا على المرأة بعد طُهْرِها مِنَ النفاس لأقلَّ مِنَ الأربعين فإنَّ الأصل في الدم الذي يُرْخِيهِ الرَّحِمُ بعد الطهر هو للحيض، خاصَّةً إِنْ وافَقَ عادةً، ما لم تعلم أنَّ الدم الخارجَ لعلَّةِ المرض أو تَناوُلِ الدواء أو لأسبابٍ أخرى، فيصيرُ ـ حينئذٍ ـ دمَ علَّةٍ أو فسادٍ، لا يؤثِّر في التكاليف الشرعية المُناطةِ بها.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

فضيلة الشّيخ أبو عبد المعز محمّد على فركوس -حفظه الله-

يتبعُ إن شاء الله تعالى...










رد مع اقتباس