الجزء (03) :
تلك الأحاسيس المتدفقة عبر الشرايين
فطرة جعلها الله بقلب كل أنثى
حين تلد فرحتها
فتنسى بها آلامها المشبعة بالأنين
الترقب
الخوف
أحاسيس تضل تطارد الأم في أحلامها
في صحوتها
فتنام والقلب مستيقظ
حتى إن وضعت حملها اللطيف
رأته رؤيا العين والقلب
ألقمته حليبها
وناولته أحاسيسها
فانزاح عنها تعب تلك الشهور
فأبدله الله فرحا يخفق وهي تملأ عينيها بضحكات الرضيع
ذاك الصغير لا يبرح أن يعود للعبته
مصدرا صوتا يشبه لحد كبير " صوت المحرّك "
أما هي فكانت ترقبه يعنين فارغتين من كل جميل
تمني النفس لو أنه حشاشة قلبها
وريحانة صدرها
ومنبت بطنها
تتخيله قادما نحوها ينادي " ماما "
فتسكنه أحضانها
وتهديه من حبها
إنها الأم منبع العطآء
الحنان
تمنح بلا مقابل
نقُص العقل منها
ثم كملت عاطفتها
خلقت لتكون مسكنا للرجل
حين استوحش أبونا آدم بجنة عرضها السماوات والأرض
فلم يكن يملأ جوفه قطوف دانية
وظلال وارفة
استفاقت من أحلامها
وتقدمت إليه تسرق قبلة من خده الصغير
وتمسح على رأسه
ثم تعطيه ما تخبؤه بمحفظتها
فيلتقطه منها مبتسما
وكأنه يخبرها أن تمزق أحزانها
أن تنثرعن نفسها غبار السأم
تودعه
يسيل دمع حارق يغرقها
تمسح دمعتها بكفها وهي تردد : الحمد لله على كل حاآل
يتبع ..........