منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *'~`(( وشآء الله أن تكون ... عقيما ))`~'*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-01, 19:55   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

جو الغرفة ثخين لا تكاد الرئة تستنشقه

يوم لطيف عسى أن تخرج هاته النفس المثقلة من خلجاتها

صدر أثقلته الأماني

ونغّصته نظرات الناس

وحثى التراب أزقة شوارعه

فإذا معالم الطمأنينة مطموسة لا تكاد تبين

وتهرع اللطمات على حين غفلة ترديه قتيلا

بحضرة الموت لا يفرق وجع الضربة

فحين يصير الجسد بلا روح تسكنه

لم يفرق إن تخبّطته ضربات موجعات

أو هوى عليه قناّص بضربة وحيدة

تنتشله من واسع الحياة وآفاقها الرحبة

حيث المكان يسع الجميع

الى حفرة تبتلعه في جوفها

ثم تطبق دفتيها

فلا يدري الحي صنيع التراب بمن خلّفه وراءه

لكن في حضرة الحياآة ألم الشوكة كفيل

أن يشل جزء من الحياة

وألم القلب كفيل أن يشل الحياة بما فيها


هذا البيت الواسع الممتد على بساط من رخام

زينت غرفه بلون الحياة

تلك التي تنفلق بين جنبات البذرة

فهي بعدُ صارت نباتا يافعا

ثم حوَت زهرات كثيرات

فهي للناظر متعة

وللزارع ثمرة

وللمتأمل عبرة

أن الله قادر أن يخرج الحي من الميت

أفيعجره جلاء الهموم وطمس معالمها بلحظة ؟؟؟


البهو الرحب الفسيح

أصبح لا يسع خطواتها المثقلة

ذاهبة راجعة
وسؤال يتردد مع أنفاسها : الى متى هذا الكابوس ؟؟


جرح عميق لا تكد تضمّده الا وتتفتح زهرته

مع أول سؤال : ألم تحملي بعدُ ؟؟!!!


حين أقفرت تلك الجدران من صدى صوت طفلها

الذي تمنته منها وإليها

فضاعت الاماني وهي تحمل نفسها بعد آخر زيارة للطبيبة

"مع الاسف أختي امكانية انجابك منعدمة تماما "

تبكي بحرقة وتلعن هذا البطن الذي حرمها أمومتها

يربت زوجها على كتفها

" لا تجزعي هذا قضاء الله لانملك غير التسليم به "


ويطمئنها أنه سيطوف بها ارجاء العالم إن اقتضى الامر

علما أنه ذو رتبة عسكرية هامة

تسكّن لوعتها

وتتذكر رحمه الله التي وسعت كل شيء كيف لاتسعها

في طريق عودتهما

يتخلل سمعها صوت قريب

فتلقي بصرها فإذا طفل صغير

تبتسم له فيبادلها بسمته

ما أجمله


كأنه ملآك لم يتدنس بأخطآء البشر

فمتى جانبت الخطايا النفس البشرية

ارتقت في ملكوت السمآء

وصارت ملاذا لعصبة الشرفاء

الذين لا يبخسون الناس أشياءهم

يهتدون ولا يعتدون

فإذا الدنيا بحضرتهم بساتين وجنات بصدر المؤمن

يخالها السائر فيها روضا من أرض الشهداء الطاهرة

حين تزفهم ملاآئكة الرحمان لأعالي الجنان

فإذا الحياة حياة أخرى

لاتسمعها أذن

ولاتخالج قلبا

ولايراها بصر

ولاتخطر على قلب بشر


فتحت عيناها على اتساعهما

تنظر صاحب الأنامل الصغيرة وهو يحرك سيارته ذات يمين ويسار

يبادلها نظرته وكأن قلبه الصغير خالجته روحها

المشتاقة لمعاني الأمومة

فشغله ماهي فيه عن لعبته .....




يتبع .....









آخر تعديل أثر 2018-05-01 في 19:58.
رد مع اقتباس