منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أحكام المساجد
الموضوع: أحكام المساجد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-04-27, 06:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

في مسجد الحي عندنا هنا في " النرويج " يوجد على الجدار أمام المصلين لوحتان كبيرتان معلقتان ، الأولى مكتوب عليها اسم الله تعالى ، والثانية مكتوب عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم

فما رأي الشرع في مثل هذه اللوحات والتي تُعلق
أمام المصلين فتشغلهم عن صلاتهم ؟ .


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

يُكره أن يوضع في قبلة المسجد ما يمكن أن يُلهي المصلين بالنظر إليه في صلاتهم ، ويدل على ذلك أحاديث

منها :

1. عَنْ أَنَسٍ قال : كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ( أَمِيطِي عَنَّا قِرَامَكِ هَذَا فَإِنَّهُ لاَ تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ فِي صَلاَتِي ) .

رواه البخاري ( 367 ) .

( قرام ) ستر رقيق من صوف ذو ألوان ونقوش

، ( أميطي ) أزيلي ( تعرض ) تلوح .

2. عن عُثْمَان بن طلحة قال : إِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بَعْدَ دُخُوله الكعبة فقَالَ : ( إِنِّي نَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَ الْقَرْنَيْنِ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيي ) .

رواه أبو داود ( 2030 )
وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

والقرنان هما قرنا الكبش الذي فدى الله به إسماعيل عليه السلام ، والتخمير " التغطية .

عون المعبود شرح سنن أبي داود (6 / 9) .

وقد بوَّب مجد الدين ابن تيمية رحمه الله في كتابه "منتقى الأخبار" على الحديثين بقوله " باب تنزيه قبلة المسجد عما يلهي المصلي " .

قال الشوكاني – رحمه الله – في شرحه :

"والحديث يدل على كراهة تزيين المحاريب وغيرها مما يستقبله المصلي بنقش أو تصوير أو غيرهما مما يلهي ، وعلى أن تخمير التصاوير مزيل لكراهة الصلاة في المكان الذي هي فيه

لارتفاع العلة وهي اشتغال قلب المصلي بالنظر إليها"انتهى

من" نيل الأوطار " ( 2 / 173 ) .

ثانياً:

اعلم أخي السائل أن ما يضعه كثير من الناس من لوحات أو آنية يُكتب على واحد منها لفظ الجلالة " الله "
وبجانبه آخر يُكتب عليه " محمد " :

أن ذلك غير جائز ولا يحل فعله

ولا تعلق لهذا المنع بزخرفة قبلة المسجد ، بل هو ممنوع في
المساجد وفي البيوت والسيارات وفي غيرها .

قال علماء اللجنة الدائمة :

" لا تجوز كتابة اسم الجلالة ( الله ) وكتابة ( محمد ) اسم الرسول صلى الله عليه وسلم محاذياً له في ورقة أو في لوحة أو على جدار ؛ لما يتضمنه هذا العمل من الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ومساواته بالله

وهذا وسيلة من وسائل الشرك

وقد قال عليه الصلاة والسلام
( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله )

– رواه البخاري –

والواجب منع تعليق هذه اللوحات أو الورقات ، وطمس الكتابات التي على الجدران التي على هذا الشكل ؛ حماية للعقيدة ، وعملا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم ".

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة "
المجموعة الثانية ( 1 / 169 ، 170 ) .

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

ما رأيكم في البطاقات واللوحات سواء الورقية أو المصنوعة من الخيوط والتي يكتب عليها لفظ الجلالة مقروناً باسم النبي عليه الصلاة والسلام " الله محمد " ؟ .

فأجاب :

"هذه المسألة كثرت في الناس على أوجه متعددة ، ووضع لفظ الجلالة وبجانبه اسم الرسول عليه الصلاة والسلام :

لا يجوز ، وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم
" ما شاء الله وشئت "

فقال النبي صلى الله عليه وسلم
( أجعلتني لله نِدّاً بل ما شاء الله وحده )

– رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح - .

وإذا كان الهدف من تعليق لوحه عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل التبرك : فهذا غير جائز أيضاً

لأن التبرك إنما يكون بالتزام سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، والاهتداء بهديه "انتهى من

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 479 ، 480 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس