السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الأخصائية النفسية ؛؛ كنت من المتفوقات في الدراسة وأحب العلم والتعلم ولم أكن أعتمد على نفسي في المذاكرة بل كنت ألجأ لبنات عمي لكي يدرسونني لكي أتحصل على علامات ممتازة لم أكن أعرف طرقا للمذاكرة كنت أدرس بنهم وبدون منهجية ولا أسلوب وأحسست في وقت مبكر بأنني متعبة ولا أستطيع الحفاظ على المراتب الأولى وهذا جعلني أتأزم من الإمتحان الذي كنت أبذل قصارى جهدي للحصول على علامات جيدة لكن كان هناك من يسبقني وأصبحت أكره الإمتحان وكنت أدرس طيلة السنة بشكل جيد وعندما يأت الإمتحان كنت أمرض وساعات كثيرة لا أستطيع الوقوف على رجلي وأحس بالخوف الشديد والشلل وعدم القدرة على فغل أي شئ بما في ذلك تذكر أي معلومة وكنت حديث الوسط آن ذاك ولم يكن يعجبني ما يقال عني وعن حالتي فقد كنت كتومة وخجولة ولا أحب من يجعلني حديثه وتسليته وتوقفت على الدراسة نهائيا في السنة الثامنة وجلست في المنزل لمدة سنتين بعدها سجلت في الخياطة وعندما ذهبت كنت أرى فارق القدرات بيني وبين زميلاتي فلقد كنت متفوقة عليهن وعرفت بأنني في المكان الخطأ وقلت لعائلتي بأنني أريد الرجوع إلى الدراسة وذهبت إلى أطباء وشخصو حالتي وساعدوني للرجوع للدراسة وعدت في مدرسة كان المستوى الدراسي فيها متوسط وكنت من المتفوقات وكان هذا يرضيني ولككني لم أحس بأن المشكلة قد حلت ودخلت للثانوية شعبة علوم طبيعة وحياة مع أن ميولي لم تكن علمية لكن كنت أريد الدراسة مع المتفوقين ولانه في وقتنا كان يقال عن الأدبيين مستهترين ولا يدرسون وفعلا كانت الدراسة جيدة ورائعة لكن سرعات ما عاد نفس الشئ يؤرقني وكنت أمرض أوقات الإمتحانات لأنني لا أستطيع إستيعاب كل المواد والحصول على علامات ممتازة فيهم وقد شخصو حالتي بأنها فوبيا كنت أحس بأن الأمر فوق استطاعتي وخارج عن تحكمي بحيث أني لا انام أيام الإمتحانات وكنت أعاني من الكوابيس وحتى شهيتي للأكل تنقطع وكأنه شئ سيفقدني حياتي وعندما وصلت إلى الباكالوريا تأزمت كثيرا ولم أستطع التحكم في تصرفاتي ولا ضبط نفسي وكان أهلي يساعدونني ويرقونني كثيرا وكنت أحس بالراحة عند الرقية أكملت بها السنة وفي امتحان الباكالوريا كان هنام نن يدرخ ومن يبكي ومن يخرجونه مغما عليه لكن أنا وطيلة سنوات دراستي لن أكن أفعل مثل هذه التصرفات كان كل شئ بداخلي خوف شديد وظاهريا أبدو عادية حتى عندما لم أستطع المشي في سنوات قبل البامالوريا كنت أحس بعدم القرة على الوقوف لكن لم يكن هناك نحيب وتهويل وبكاء وصراخ مثلما رأيت في الباكالوريا بل على العكس كنت أحب ألا يظهر عليا شئ وكان ما يحدث معي فوق إرادتي وكأن وحشا سيفترسني إسمه الإمتحان كان كل شئ على ما يرام في إمتحان الباكالوريا وعندما دخلت لمادة الفيزياء والكيمياء لم أستطع الإجابة لعدم معرفتي بها وعدم قدرتي على الحل وخرجت محتجزة دموعي إلى أن وصلت إلى المنزل وانهرت بالبكاء لأنني عرفت بأنني خسرت الباكالوريا من هذه المادة التي كنت أعاني من صعوبتها ولم أكن أحب الدروس الخصوصية وأتذكر عندما لم أنجح كنت أحلم كثيرا بأنني نجحت في المنام لأنني تعبت كثيرا وكنت أرفض ولم أستوعب أنني لم أنجح ؛ كان هناك إحساس داخلي بحبي الشديد للعلم والدراسة وفي نفس الوقت كنت أريد التحرر من كل تلك الأحاسيس والأزمات وكان وضعي في العائلة ضعيف جدا لأنني تسببت لهم في مشاكل كثيرة وأتعبتهم كثيرا في قرارة نفسي لم أكن أريد الدراسة من التعب النفسي الذي عانيته وعائلتي كانت تحثني على إعادك السنة وكنت أحضر نفسي في تلك الصائفة بأنني سأعيد السنة لكنني لم أكن أريد ودخلت مع من هم أقل مني بثلاث سنوات ولم أتقبل الفكرة أن من كانوا في مستواي يدرسون الثالثة جامعي وأنا لا أزال في الباكالوريا مع كل تلك المخاوف والمشاكل النفسية ودرست تقريبا أسبوع أو أكثر وتوقفت عن الدراسة ودخلت في مركز تكوين مهني وأنا أحس بالخجل من نفسي ومن عائلتي ولم أكن أستطيع أن أقول رأيي وماذا أريد ساعتها من الخجل منهم وكنت أوافق عللى ما يرونه بما أنني لم أستطع تحقيق ما أراه وأتذكر جيدا كلمة طبيب ذهبت إليه قال لي ليس كل الناس أطباء أو متعلمين يوجد الفلاح والحرفي لكنني بداخلي كنت أحب العلم والتعليم وكنت أحب أن أتعلم.
في مركز التكوين المهني أيضا كنت ألاحظ الفارق بيني وبين من يدرسون معي وكانوا يقولون لي مكانك ليس هنا لكنني كنت أحس بضعف في داخلي يمنعني من رفض ما أنا به وكنت اتنفس الصعداء بأنني تخلصت من الأزمات التي كنت أعاني منها وكنت أخاف من أي امتحان وحتى المسابقات التي كنت أشارك فيها من أجل العمل لكن إمتحان التكوين المهني كان سهلا جدا وكانوا لا يدرسوننا بجد وكان الكل لا يدرس ويستعمل الغش للنجاح وطبعا كان اانجاح مضمون.
وبعدها كنت أعمل أعمالا بسيطة لكنني كنت أرضى بها لأنني لم أكن أستطيع في قرارة نفسي التغلب على مخاوفي وكنت أهرب من الدراسة لكي لا تواجهني تلك الصعوبات .
ومرت سنوات طويلة من 2002إلى غاية 2011 وقرأت في الأنترنات على علم التجويد بالصدفة وأحببته وتمنيت أن أتعلمه لكن هل سأعود للحفظ والدراسة ونفس المشكل حتى بعد تلك السنوات فسني لم يعد يتحمل أن أسبب مشاكل لأهلي وحتى من أجل شهادة عادية وبحثت عن مدارس ووجدت وبدأت وكنت أحس بالحب والرغبة في الدراسة وكنت من المتفوقات وجاء وقت الإمتحان النهائي الشامل والوحيد وفكرت في عدم الذهاب والهروب وأحسست بالخوف وقلت في نفسي أكتفي بما تعلمته لا تهم الشهادة لكنهم تركوا لنا وقتا معينا قبل الإمتحان للمراجهة وأخرجت الكراس وبدأت في التلخيص والحفظ بجد حتى تمكنت من الدروس جيدا وذهبت للإمتحان وأنا مرتاحة جدا وبدأت في الكتابة بنهم والإجابة بشغف مع أن الإمتحان لم يكن سهلا لكنني كنت قد تمكنت من الدروس ولم أحس بالخوف وكنت من الأوائل وحتى من سبقني كان ب0.25 فقط وأحسست بالفخر وثقة النفس وأصبحت أشارك في المسابقات وعاد لي الأمل بأنني أستطيع الدراسة لكن لم أكن أعرف كيف ومن أين أبدأ ومع تغير الطريقة في البرنامج وعدم قدرتي المادية على تحمل مصاريف الدروس الخصوصية وضيق الوقت وعدم الإحساس بأي فراغ وبالرغم من كل تلك السنوات لكن لم أحقق أي نجاحات على المستوى المهني والعملي كان ما يدخل لي أعيش به ولا أستطيع أن أتعلم به وأحسست بأن المال لا فائدة منه في هذه الحالة ليس بالكثير ولا بالكافي وأنه لا بد من التعليم مادام الوضع مزري ولن يغير إنفاقي على التعليم من وضعي بل يمكن أن يحسنه بزيادة ثقتي في نفسي ومستواي العلمي وأريد إعادة الباكالوريا ولا أعرف كيف ومن أين أبدأ مع تغيير للشعبة التي لا أفهم فيها شيئا.
الإشكال سيدتي الأخصائية النفسية الذي يؤرقني هو إحساسي الداخلي بالرغبة في الدراسة وعدم القدرة على تجاهل هذا الإحساس الذي يظهر دائما وإحساسي في كثير من الأوقات بأنني جننت وأن هذا غير منطقي وأنني لا أستطيع تحمل مشروع كالبكالوريا بعد كل هذه السنوات.