منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز تزوج أبي (3)
الموضوع: موضوع مميز تزوج أبي (3)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-04-02, 21:42   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن أعرب أبي عن رغبته في الزواج و أن هناك إمرأة تتوفر فيها المواصفات اللازمة، كانت عمتي الوسيط بين الوالد و أخي الأكبر، أين قام بالإتصال بي مباشرة حول الموضوع " ألو عثمان الأب ينوي الزواج" جوابي كان بديهيا و عفويا لأني كنت أسعى خلف هذا منذ مدة، فقلت " الحمد لله "، أحسست في نبرة أخي بعض التغير، فهو ليس ضد زواج أبي و لكنه وجد صعوبة في تقبل الأمر للوهلة الأولى و له كل الحق، فأخذت أقول أربعة سنوات تعتبر إنجاز كبير في زماننا هذا و لا بد للرجل من زوجة خصوصا بعد تقدمه في السن، تكلمت معه لمدة حتى أحسست أنه إطمئن، فالخبر نزل عليه كالصاعقة، المهم بدأت الأسئلة الروتينية من هي هذه المرأة؟ ما قصتها؟ و ما نسبها؟ كيف وصل إليها!؟... كل هذا كان يدور بيني و بين أخي و بين أخي و عمتي، و فعلا كانت هناك أجوبة عن هاته الأسئلة التي لا تهمني أصلا لأني لن أُعلم أبي كيف يختار زوجة و هو في مثل هذا السن، بقي الجزء الأصعب من هذه القصة و هي إعلام البنات بهذا الخبر... طلبت من أخي أن يكلفني بهذه المهمة بحضوره فهو مع إمتيازه بسرعة الغضب إلا أنه حساس جدا و في موقف كهذا لم أستطع أن أعول عليه، كما كان الحال تم ترتيب موعد لكل أفراد العائلة ماعدا الأخ الأصغر تجنبت أن لا يكون حاضر لأني كنت متأكد أنه سيتأثر بردة فعل البنات، الأمر الذي سار عكس ما خططت له، جاء اليوم الموعود دخلت غرفة الإستقبال مع أخي، فإذا بوجوه شاحبة و جو رهيب كأنها جنازة لأنهم أدركوا أن الموضوع متعلق بشئ من هذا القبيل، تجاهلت ما رأيت و بدأت كالعادة " نتمهبل"، فإذا بالأخت الكبرى تسأل عن سبب إجتماعنا، قلت إجتماعنا هذا بخصوص الوالد، فقد كبر سنه و كل واحد منا ستكون له حياة و عائلة و نحن مسؤولون أمام الله عنه، فلا بد من زوجة تؤنسه و ترعى شؤونه، هنا تدخلت الأخت الصغرى لتذكرني أنهن لم يقصرن في شيئ و أنهن طيلة الأربع سنوات يتناوبن في خدمتنا، فقلت نعم و بارك الله فيكن لم تقصروا و لكن حان الوقت لتهتموا أكثر بأزواجكم و بيوتكم، فليس كل زوج يرضى أن تذهب زوجته مرتين في الأسبوع لبيت أبيها و حتى لو رضي فلن يطول صبره خصوصا بعد إنجاب الأطفال، هنا بدأت بعض المراوغات من الأخت الكبرى، قالت يا عثمان أنت في سن الزواج و نحن نبحث لك عن زوجة لماذا لا تستقر هنا في البيت ترعاك أنت و أبي، فقلت أنت تعلمين جيدا أني لم و لن أتزوج في بيت العائلة و هذا ما كنت أقوله في حياة الوالدة، ثم إسترسلت قائلا أظن أنكن متزوجات و تعرفن أن الرجل لا يكفيه أكل و شرب و غسيل فسنة الله في خلقه أن الرجل لا يستغني عن المرأة، هنا عم صمت رهيب لتبدأ تلك الدموع تتهاطل، ضحكت و قلت ما بكن أيكرم الميت و يهان الحي، أليس أولى بنا أن نكرم أبانا، أترضين أن يرفض الزواج لأجلكن ثم لا يرضى عنكن، قلت ألا تعلمن أني أرسلت له الكثير من الناس حول الزواج لكنه رفض بسببكن و إنتظر حتى تتزوجن، ألا يستحق مثل هذا الوالد تكريما و مزيدا من الإهتمام، و ضربت لهن أمثلة عمن تزوج بعد وفاة الزوجة بأسبوع ولم يراعي شعور بناته، هنا تدخل أخي الأكبر قال في حالات المرض التي لا يمكن لأحد أن يتكشف عنه، كيف نفعل؟، فجأة دخل الأخ الأصغر و الذي لم أرد أن يكون هناك، رأى و جوه البنات مصفرة و عيونهم محمرة فإصفر وجهه و قال ماذا يحدث هنا؟ قلت له إجلس فنحن نتكلم عن قضية زواج الوالد، قال مباشرة أنا لا أوافق، فضحكت مجددا و قلت له نحن لسنا هنا لنقول نعم أو لا، نحن هنا لنتأكد أنك ستحترم المرأة التي ستعيش معها، قال بطبيعة الحال فتربيتي تحتم علي أن أحترم من هو أكبر مني، سكت سكوت الأبكم و كأنه صعق ثم إنفجر باكيا، قلت ما يبكيك يا رجل قال كيف سأعيش في البيت و أنا إعتدت على الحرية و كيف سأكون مرتاحا في غرفتي، فقلت ستعتاد و لن يتدخل أحد في خصوصياتك، و كيف لك أن تقلق على شيئ مثل هذا و أنا أمامك، أكبر منك سنا و من هم في سني قد تزوجوا و أنا لازلت هنا أعيش معكم، فإن كان أحد هنا يحق له أن يقلق فأنا، قال لي أستغرب من برودة تعاملك مع الموقف، قلت له إسمع، لو أنكم كلكم وقفتم ضد أبي لزوجته من حر مالي و لأجرت له بيت مستقل عرفانا لما قدم من أجلنا....
يتبع...









رد مع اقتباس