خامساً:
انصبت الأفكار الرئيسية جميعاً على الطعن في الإسلام ، من خلال : السخرية والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ومن خلال الطعن في القرآن ، وأنه كتاب " فاشي " ! كما قال في الفيلم ، ومن خلال التنبيه على خطر المساجد ، وكل ذلك حاوله المخرج في فيلمه القصير عن طريق المقاطع المرئية ، والصور المؤثرة ، ومن خلال الموسيقى المصاحبة لهما ، لكنه فشل فشلاً ذريعاً ؛ لاستعماله الكذب ، والتزوير ، والتدليس ، وهو ما لن يقبله منه المشاهد ، حتى لو كان كافراً .
وقد أرجع الله تعالى مكر المخرج على نفسه ، فقد انكبَّ الناس في " هولندا " على الكتب الإسلامية ، وعلى المصاحف ، لشرائها ، والنظر فيها ، وسيرون فيها ما يبين كذب وتزوير ذلك المخرج الفاشل ، وقد حصل بالفعل ، فقد أسلم ثلاثة أشخاص من تلك البلاد بعد عرض الفيلم ، وقد هددت شركات هولندية برفع قضايا على النائب المخرج إذا قاطعت الدول الإسلامية منتوجاتها ، وسيبوء ذلك النائب المخرج بالخزي والعار ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله .
سادساً:
قد نصر الله تعالى دينه نصراً مبيناً ، فمنذ الإعلان عن قرب عرض الفيلم والمؤسسات والحكومات والأفراد من غير المسلمين ينكرون على النائب فعله ، ويبينون عدم ربط الإسلام بالعنف والإرهاب ، وأن المسلمين هم ضحايا للإرهاب مثل غيرهم ، ومن هؤلاء المنكرين الرافضين لفعل ذلك النائب المخرج : رئيس وزراء هولندا ، وله كلام قوي في إنكاره ورفضه ، وسكرتير هيئة الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، وجمع من الساسة ، والقادة ، والدول ، وقد رفضت المحطات الفضائية العامة والخاصة عرض هذا الفيلم ، ولم يجد إلا موقعاً في " الإنترنت " لينشره .
وجاء في " مفكرة الإسلام " ( السبت 22 ربيع الأول 1429هـ ، 29 – 3 - 2008م ) :
" ففي بروكسل : أدان البرلمان الأوروبي هذا الفيلم المسيء ؛ حيث هاجم رئيس البرلمان " هانز غيرت بوتيرنغ " بشدة النائب الهولندي " فيلدرز " قائلاً في بيان له : إن محتوى الفيلم " يبدو مصمماً لاستفزاز الحساسية الدينية للمسلمين في هولندا وأوروبا والعالم " .
وأضاف قائلاً : " نيابة عن البرلمان الأوروبي أرفض بشدة تأويل الفيلم بأن الإسلام ديانة عنيفة " ، مشيراً إلى أنه يصادق تماماً على بيان الحكومة الهولندية الرافض لفيلم ( فتنة) " .
وكذلك أصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا اعتبر فيه الفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة " معادياً للإسلام " و " مهيناً " و " ينشر الكراهية " انتهى .
وأما المسلمون فقد تحركوا في الإنكار ، والشجب ، وإخراج البيانات والتحذيرات من الاستمرار في الإساءة لشعائر ديننا ورموزه ، وقد هددت بعض الدول بقطع علاقاتها مع هولندا ، وطالب نواب في بعض الدول بطرد السفير الهولندي ، ومقاطعة البضائع الهولندية ، وعلى الضعف والتفرق الذي يعيشه المسلمون يعتبر هذا نصراً عظيماً للإسلام ، حيث يوجد من يدافع عن ديننا من الكفار والمسلمين ، وقد بعث رئيس وزراء هولندا نفسه رسالة لشيخ الأزهر يبين له فيها رفض حكومته لإنتاج هذا الفيلم وعرضه ، وأن هناك قضية مرفوعة في المحاكم الهولندية .
فكيف سيكون الأمر والحال لو أن المسلمين كانوا على قلب رجل واحد ، وكان لهم من القوة ما يهابهم الحاقدون الأفاكون بسببها ؟! .