مرحبًا أختي زهرة أعتقد أنّ زماننا غير زمان سابقينا ، و مغريات الحياة إشتدّت و طغت ، و لقمة العيش هاربة ونحن من ورائها ملاحقوها ... قد خُطفت منّا مُعظم أوقاتنا و لم يبقى منها الكثير ، و حتى ما تبقّى لنا من أوقات لإلتقاط أنفاسنا بعد عناء و مشقّة العمل أصبحنا نوظّفه لإقتناء مستلزمات الحياة من مأكل و مشرب ، و السّعي بين الإدارات لتسوية وثائقنا ، أو أحد ما طلب مساعدتنا ...... النّاس اليوم أصبحت لا تنام يا أختي زهرة ، فقد أصبحت الحياة أشدّ صخبًا من أيّ وقت مضى ، و الناس في نمو مستمر و متزايد ، و حتى الجالس المتّكِئ للجدران وسط الشّوارع قد يُصاب بالإرهاق و وجع الرّأس وسط هذا الصّخب و الفوضى و مزامير الإنس و الآلة ، و التّفكير عن وسيلة أو مهرب ينقذه من إسناد تلك الجدران يوميًا ..... الكل مشغول حاليًا و لا مجال للفراغ ....و من " فاز " ببعض أوقات الفراغ فاليحمد ربّه و يستغفره هذه الكلمات من خربشات سيف حينما لا يجد ما يقوله ليت ذلك الزّمان يعود يا أختي زهرة بارك الله فيك