كثير من الناس لا يعرف حجا الا من خلال ذكر الطرافة
رحمك الله يا جحا
في إحدى الحكايات القديمة الخيالية عن جحا , أنه قد عاش ببلدة تضم فئتين كبيرتين مختلفتين , ويحكى أن حاكم البلدة كان دائما وأبدا ما يميل مع إحدى الطائفتين دون الأخرى , ففي كل نزاع أو خلاف في الرأي لا يحيد أبدا عن انحيازه لتلك الفئة , فذهب إليه جحا بهيئته المعروفة ناصحا له بان الأمر لن يستقر هكذا , وأنه سيصبح يوما ما منبوذا من الطرفين , وانه لا بقاء له في تلك البلدة إذا استمر على انحيازه الدائم بل وربما يتسبب في هلاك ودمار للبلدة كلها بسبب تصرفاته , ولكن الحاكم لم يعجبه قول جحا وأمر بطرده ونفيه خارج البلاد , فحمل جحا متاعه على حماره الذي لا يملك غيره , وعند مروره أمام قصر الملك وضع كل المتاع في جانب واحد فوق الحمار فسقط المتاع فأعاد وضعه بنفس الطريقة مرات ومرات ويسقط المتاع كل مرة , ويتضاحك كل من في القصر من نساء وغلمان وسفهاء على الذي تجرأ ونصح الملك بينما لا يحسن وضع متاعه فوق ظهر الحمار , وهنا أشفق الملك على جحا المسكين ضعيف العقل والتدبير وقرر أن يهديه نصيحة غالية لتستقيم بها حياته بعد ذلك , فقال له يا جحا إذا أردت أن تحمل المتاع ولا يسقط فعليك بتوزيعه نصفين متساويين على الجانبين ولو وضعته في جانب واحد لسقط المتاع كله وما تحركت خطوة واحدة للأمام ...
وهنا نظر له جحا نظرة عميقة وقال له ... " قلنا ذاك لكن .. قالوا اطلعوا من البلد " .