منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ♥~روآية أنْتِ بطلة *من تأليفي*~ ♥
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-05-23, 14:15   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*أنفآل*
عضو محترف
 
الصورة الرمزية *أنفآل*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الخاتمة :

نزلتْ من القطار مممسكة بشقيقها...لم تشعر بدموعها وهي على أرض الوطن من جديد ...{فلسطين}...بدأت تتحركُ هنا وهناك كفراشة عثرت على غابة من الزهور...كان يراقبُ تصرفاتِ أخته ثم اِبتسم قائلا:-"نور...سنذهبُ إلى بيتنا أولا...أليس كذلك؟!"
فجأة جمدت في مكانها...ضغطت على قبضتيها في محاولة يائسة منها لاِستجماع شجاعتها...عقدت حاجبيها ثم ردّت:-"بلى !"
وصلا إلى المكان المنشود...كان هناك شجرةُ صنوبر وحشائش خضراء وفي الوسط آخر ما تبقى من حطامِ المنزل...منزلهما !
أشاحَ أحمد بوجهه وهو يتخيل منظر والديهما الميتين تحت هذا الحطام...كان يتوقع أن تشرع نور في البكاء...لكنها قالتْ وقد كانت تنظر إلى مكان ما من ذلك الحطام:-"أنظر أحمد...هذا عقد أمي...لا يزال بخير !"...أخرجته ثم أردفت وهي تحمل أشاء كثيرة من على الأرض:-"وهذه المفاتيح لأبي...أتذكر عندما كان يخبئها كي لا نعثر عليها بينما كنّا أنا وأنت نتسابق من يعثر عليها أولا ؟!"...ياااه هذا السوار الذي عانينا للحصول عليه في عيد ميلادِ أمّي...هههه أتذكر الخشخاش؟!"
كانتْ تجمع الأشياء وتُذَكِرُ أحمد بتاريخها وما حدث حينها...إقترب منها ونزل لمستواها...نظر إلى تلك الأشياء التي وضعتها جميعا معا...ثم نظر إليها وقال بحزم:-"هذا يكفي نور !"
تجاهلَتْه وحاولت الإبتعاد لاِلتقاطِ شيء آخر...سحبها من ذراعها وصرخ:-"قلتُ لكِ يكفي...لقد ماتا الآن...عليكِ أن تدعي لهما بالرحمة وأن تصبري بقضاء الله...أنتِ تعرفين هذا أكثر مني !!...لذا توقفي عن جمعِ الأشياء والتظاهر بالقوة وأنتِ تتحطمين من الداخل وتموتين ألف مرة...إن كنتِ تريدين البكاء فابكِ...إرحمي نفسك!"
سقطتْ عبراتها بعد أن جاهدت لكبتها...ضمّت أخاها بقوة ثم شرعت في البكاء...أحاطها بذراعيه ثم بدأ البكاء هو الآخر !
************************************************** ***************
ذهبتْ إلى المسجد لتضع مصاحف فيه ويكون صدقة جارية لوالديهما...ولمّا همّت بالخروج اِستوقفها صوتُ أطفال في ركن المسجد وهم يحاولون تعلم تلاوةِ القرآن...كانوا ثلاثة أطفال...نظرتْ إليهم ثم اِبتسمتْ وهمستْ:-"ستكون إبنتي أماني مثلكم يوما ما...بإذن الله !"
إنضمّت إليهم ثم حاولت مساعدتهم...بكل ما تستطيع !
بعد مدّة:
لم تعرف ماذا وكيف...بل علِمتْ أن غريزتها الأمومية دفعتْ بها إلى حماية الأطفال الذين أصيبوا بالرعبِ من أن يتحطم المسجد فوقهم إثر الإنفجار..
ماتتْ بعد ذلك ولم تعلم أنّها أصبحتْ بطلة...وماتتْ كما أرادتْ !
************************************************** **************
"ما شعرتُ به...ما أعلمه حقا هو أنني وُلِدتُ وسط أسرة ملتزمة...كان طريقُ الله هو الطريق الوحيد الذي عرفته منذ صغري...وهذا من أكبر نعم الله سبحانه وتعالى عليّ...وبينما أنا ماشية في هذا الطريق صادفتُ أناسا على جانبيه يمشون في الظلام...لا أدري كيف لمحتهم...لكنني أدري أنني حاولتُ إنقاذهم...حاولتُ أن أكون تلكَ البطلة التي تفعل ذلك...لكنني لم أُفْلِحْ...وجَدْتُنِي أنجرفُ معهم وفشلتُ حتى في إنقاذ نفسي...تخبطي في الظلام كان أصعب ما مررتُ به...دعوتُ الله سبحانه وتعالى باكية أن يعيدني إلى طريق النور...الطريق إليه...إستجاب الله دعائي وأخرجني من ذلك الظلام...في ذلكَ الوقتِ تعلمتُ درسي...
تريدُ أن تكون بطلا ؟!...إبدأ بنفسك...كن بطل نفسك...إذا نجحتَ في ذلك ستنجحُ في تركِ أثر بارز على المدى البعيد !!
من كتابِ أبطآل لنور ~

~تمت بحمدِ الله ~









رد مع اقتباس