منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ♥~روآية أنْتِ بطلة *من تأليفي*~ ♥
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-05-20, 10:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*أنفآل*
عضو محترف
 
الصورة الرمزية *أنفآل*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


صوتُ الصافرةِ كان دلالة على بدايةِ الرحلة... القطارُ مزدحم براكبيه الذين لا ينفكُّون يُحْدِثُونَ الفوضى والضجيجَ العالي...فهذا يصرخُ في سمَّاعةِ

الهاتف...وهذا يحادثُ ذاكَ في أمور تافهة...وفتيات يتناقشْنَ حول آخرِ صيحاتِ الموضة..

أمّا هو فتنهد شارِدا وهو يراقبُ الطريق من نافذةِ القطار..

:-"أبي متى سنصل...هل ستدومُ الرحلةُ طويلا؟!"

استدارَ وما لبث أن اتسعتْ ابتسامتهُ على مرأى صغيرتِهِ متحمسة للغاية..

قال والابتسامةُ لا تفارقه:-"لا أعتقدُ أنها ستدوم طويلا...ربما ساعة أو ساعتان."

ردّتْ متفاجئة:-"ماذا؟! ساعة كاملة؟!..أووه يا إلاهي.."

ضحكَ قليلا وقال:-"يا لكِ من فتاة ..صبرتِ خمس ساعات في الطائرةِ ولا يمكنكِ أن تصبري ساعة واحدة الآن ؟!"

نفختْ خدّيها بطفولية ولم تقل شيء...أما هو فرَبَت على رأسها بحنان هامسا:-"وأنا أيضا مثلكِ يا صغيرتي متلهف للعودة إلى مدينةِ الأماني...أو هكذا

سمَّيناها أنا وأمكِ...وهكذا سمَّيناكِ أنتِ...أماني !"

توقف القطار عند أول محطة صادفتْه...نزل ممسكا بيد طفلته التي بدا أنها ستحلق من السعادة...بدأ يُدير رأسه يمنة ويسارا...ثم تنهد بقوة واِبتسم وقال:-

"ما رأيكِ هل نستريحُ أولا أم نذهبُ مباشرة إلى المركز ؟!"

أجابتْ بطفولية:-"سنذهبُ أولا إلى مكانِ أمّي !"

ضحكَ :-"اِسمه المركز...توقعتُ ردَّكِ لذا هيا بنا "


:-"هذا هو"

اِتسعتْ عيناها وهي تتأملُ روعةَ وضخامةَ المبنى..:-"وآآو...مذهِلْ!"

قال:-"سنصعدُ مباشرة إلى السطحِ حيث المكان المفضلُ لأمكِ"...إبتسمتْ وأومأتْ بقوة!

دخلا عبر الباب الآلي...اِستقبلتهما الموظفةُ في مكتبها:-"مرحبا...كيفَ أخدمكَ سيدي؟!"

أجاب:-"لا أريد شيء...أنا وابنتي قررنا الصعود إلى السطح فقط لمدة قصيرة.."

قالتْ:-"طلبك غريب...أعتذر لا يمكنكَ ذلك...المسؤولون فقط يمكنهم الصعود"

ضحك قليلا وردّ عليها:-"يبدو أنكِ لم تعرفيني بعد... إخلاص!"

نظرتْ إليه فنزع نظارته الشمسية...فتحتْ فاها من الصدمة:-"جورج؟!"

اِبتسم بثقة قائلا:-"بشحمه ولحمه!"

إخلاص*وقد رمشت بسرعة غير مصدقة*:-"وأخيراَ عدت...هل تعرف ماذا حدث بعدما اِختفيتَ فجأة؟!...كلُّ شيء كادَ ينقلبُ رأسا على عقب لولا

تدخل أحمد!"

طأطأ معتذرا:-"آسف.."

إخلاص:-"لا عليك...المهم أنك عدتَ ويمكنني أن أعطيك أمانتك.."

وضعتْ طردا متوسط الحجم أمامه وقالت:-"تفضلْ..هدية من زوجتكْ"..

نظر إلى الطردِ وشرد بعيدا...همس:-"هدية...من...زوجتي!"










رد مع اقتباس