الفصل الأخير : حفل نهاية الفصل - الجزء الثاني -
فيما كانت الفرقة الموسيقية تقوم بعرضها بقينا منتظرين حتى تنتهي لكي ندخل بعدهم ، في تلك اللحظات رأيت " روجر " الذي كان يتجه إلينا ، و لما وصل عندي قال :
صباح الخير " كاميليا " كيف حالك ؟
كاميليا : صباح الخير " روجر " أنا بخير السؤال عنك ؟
روجر : حمدا لله .. في الحقيقة لا أريد تعطيلك لكن " اولِفر " طلب مني أن أخبرك أنه وافق أن تخبري الجميع أنه من كتب السيناريو
كاميليا ( متفاجئة ) : " أولِفر " ! منذ متى تعرفت عليه ؟
روجر : منذ تجارب الأداء
كاميليا : عرفت ذلك هذا جيد أنا سعيدة من أجله .. أ .. هل " مارك " من طلب منه ذلك ؟
روجر : لا أنا من فعل
كاميليا : هذا رائع ! حسنا سوف أعلن عن الأمر أنت فقط لا تشغل بالك و اذهب استمتع بالعرض
روجر : قبل أن أفعل أريد أن أريك شيئا
كاميليا : حسنا !
تبعت " روجر " الذي أخذني إلى المكان الذي أخذتني له " غواندولين " قبله
كاميليا : أنا أعرف المكان شكرا لك
روجر : لم أحضرك من أجل المكان بل من أجل هذا ( و أشار إلى احد المقاعد في الصف الأخير في المدرج )
كاميليا ( تصرخ سعيدة ) : إنها الأستاذة المشرفة ، استطاعت القدوم أنا جد سعيدة !
روجر : خطر في بالي أن أريك إياها قبل العرض
كاميليا : شكرا لك هذا رائع ! انتظر لحظة " أولِفر " و " مارك " بجانب أخي ؟
روجر : ذلك أخوك ؟
كاميليا : نعم أخي " طوني "
روجر : إنه شخص رائع ! لم نتحدث كثيرا لكن شخصيته أعجبتني
كاميليا : سعيدة لسماع هذا
روجر : لن أعطلك الآن لأن فريقك يناديك حظا موفقا في العرض
كاميليا : شكرا لك
أسرعت إلى الفريق و أخبرتهم عن الخبر الذي سنعلنه و المفاجئة أن الجميع كان يعلم أن " أولِفر " هو كاتب السيناريو و لقد سعدت كونهم يعلمون لأن ذلك سيسهل الأمور ، ثم أخبرت التلميذة التي ستقدمنا بما عليها أن تقول
رفعت الستارة ليتم تقديمنا
التلميذة المسؤولة عن التقديم : و الآن سيداتي سادتي بعد أن انتهى عرض الفرقة الموسيقية أتمنى أن تستمتعوا مع الفقرة التالية الخاصة بنادي المسرح ، حيث سيعرضون عليكم المسرحية التي عنونوها ب " فجر ثانوية النجاح " ، تحت إشراف الأستاذة " كيلي " ، كاتب السيناريو " أولِفر كيلر " و قائد الفريق " كاميليافلورايت "
صفق الجميع بعد إغلاق الستارة ثم فتحت مجددا لتبدأ المسرحية ... كنت طوال مدة عرضها في الكواليس أحرص كلالحرص على إنجاحها و لأكون صريحة ذلك لم يكن صعبا فالجميع كان رائعا و قمنا بالعمل على أكمل وجه .... إلى أنواجهتنا مشكلة
لينا ( مسرعة غلى " كاميليا " ) : أيتها القائدة هناك مشكلة تعالي معي !
لحقتها مسرعة إلى الغرفة الخاصة بالإذاعة المكان الذي استخدمناه لبث الموسيقى الخلفية
كاميليا : ما الأمر ؟
لينا ( مهلوعة ) : لقد تعطل الجهاز ، لقد ضغطت على الأزرار المناسبة ليقوم ببث الموسيقى لكنه لم يفعل رغم أنه كانيعمل منذ بداية العرض
كاميليا ( بكل هدوء ) : حسنا دعينا نتفقد كل شيء
كان الخوف يسيطر علي كليا في تلك اللحظة لكن لما رأيت " لينا " مضطربة كان عليّ أن أكون هادئة أمامها لكي لاتُخرَب الأمور
لينا : و الآن ؟ماذا ؟
كاميليا : اهدئي يا " لينا " لم يحدث أي شيء ، الموسيقى التي يجب أن تبث الآن ليست ضرورية فلنستغل هذه الفرصة و نعد عملية التأكد من الأجهزة
في نفس الوقت في القاعة الكبرى
- على خشبة المسرح -
جمانة ( التي كانت هناك تمثل في مشهد مع " لوك " الذي كان والدها في المسرحية ) بصوت خافت : ما المشكلة لما لم تبث الموسيقى الخلفية ؟
لوك ( بصوت خافت ) : لا أعرف لكن تابعي التمثيل فقط سيصلحون الأمر
جمانة ( بصوت خافت ) : حسنا كما تقول ! ( بصوت مسموع ) حسنا يا أبي سأرافقك إلى حفل ترسيم الثانوية الجديدة
لوك : أحسنت يا ابنتي العزيزة !
- في مقاعد المدرج -
أولِفر ( الذي كان يجلس بجانب " روجر " من جهة و " مارك " من جهة أخرى ) متسائلا : لقد حضرت التدريبات على المسرحية .. حسنا ربما ليس كل المشاهد لكنني متأكد أن هذا المشهد يحتوي على موسيقى خلفية
طوني ( الذي كان بجانب " روجر " من الجهة الأخرى ) : لكنني أجده جميلا هكذا من دون موسيقى !
مارك : أوافقك الرأي سيد " طوني " لكن مع " اولِفر " حق هذا المشهد يحتوي على موسيقى خلفية و الفريق لم يغيروا هذا حتى الأخير ، اعتقد أن هنالك خطبا ما ؟
روجر : سوف أذهب للتأكد من الأمر ( و نهض من مكانه متجها إلى الكواليس )
في غرفة الإذاعة
لينا : يا إلهي ! ارحمنا !
كاميليا : أرجوك اهدئي يا " لينا " ، سنعيد بروتوكول البث منذ بدايته احضري الكتيب الخاص بذلك
لينا : حاضرة !
كاميليا ( بصوت خافت ) : استغفر الله العلي العظيم ، استغفر الله العلي العظيم ، اللهم فرج عنا يا مولاي اللهم فرج عنا ...
و بينما كنت أدعو و أحاول إصلاح الجهاز فيما " لينا " تحضر كتيب التعليمات دخل " روجر " المكان
روجر : هل هنالك مشكلة ؟
كاميليا : الحمد لله انك هنا فجهاز البث لا يعمل حاولت قدر المستطاع إصلاحه لكنني لم أنجح
روجر : لا عليك دعيني أره ! ( تقدم نحو الجهاز ثم بدا يعاينه ثم قال ) يبدو أنكم أدخلتم السلكين هنا و هنا ( و أشار عليهما) بشكل معكوس ، لا عليك سأصلح الأمر
كاميليا : حقا ! هل هذا صحيح " لينا " ؟
لينا : اوو يا إلهي ! ... لقد فعلت ذلك عندما فُصِلا عن الجهاز و يبدو أنني لما أعدتها خلطت الأمور
روجر : إنه يعمل الآن
لينا : شكرا جزيلا لك سيدي ! أنا آسفة سامحيني أيتها القائدة
كاميليا : لا بأس " لينا " لم يحصل شيء أريدك فقط أن تركزي على العرض الآن
لينا : حاضرة !
خرجت من الغرفة برفقة " روجر " بعد أن تأكدت أن " لينا " تقوم بالعمل الصحيح
كاميليا : شكرا جزيلا لك " روجر " لقد أنقذت العرض ، لا أعرف ماذا كنت لأفعل لو لم تأتي !
روجر : لا تقولي ذلك إنه الواجب
كاميليا : لم يبقى الكثير لينتهي العرض يجب أن أكون بجانب الفريق الآن
روجر : حسنا أراك فيما بعد
حرصت من تلك اللحظة على أن يُعرَض ما تبقى من المسرحية بالشكل الصحيح و الحمد لله تم ذلك بكل نجاح ، و فيالأخير صعد الجميع على خشبة المسرح ليحيي الجمهور الذي كان يصفق بحرارة ثم أغلقت الستائر و نزلت من هناك لأجدالمديرة برفقة الأستاذة المشرفة تنتظرانني
المديرة : " كاميليا فلورايت " دعيني أهنئك لقيامك بهذا العمل الرائع و أطمئنك لأنك ستبقين معنا في ثانوية النجاح
عندما قالت تلك الكلمات شعرت بشيء لم أشعر به من قبل و لقد كان أفضل شعور
كاميليا ( و السعادة تملأ قلبها ) : شكرا ، شكرا جزيلا لك
المديرة : و الآن ادعك تستمتعين بالحفل ( و غادرت )
الأستاذة المشرفة : لقد شرفتني و شرفت عائلتك يا ابنتي بورك فيك
كاميليا : و فيك البركة أستاذتي و شكرا جزيلا لك
الأستاذة : اذهبي الآن فأصدقاءك في الانتظار
كاميليا : حاضرة !
ذهبت للجلوس مع أخي لأشاهد بقية العروض ... كانت بقية ذلك اليوم رائعة جدا ، لا أعرف كيف اصف الأمر لأنني فقدتالكلمات التعبيرية المناسبة
و ها قد وصلنا إلى المرحلة التي لم أحبها ... " لحظة التوديع " ... اللحظة التي ودعنا فيها أساتذتنا و أصدقائنا في الثانويةتوديعا حارا و اتجهت مع صديقاتي المقيمات إلى الإقامة لجمع أغراضنا استعدادا للعودة لمنازلنا ، و بعد أن حضّرنا كلشيء و وقفنا أمام قطار العودة ...
غواندولين : " كاميليا " ؟ أنت تبكين ؟
كاميليا ( بصوت مثقل بالبكاء ) : إنها ... أنا لا أحب لحظات التوديع !
إيلينا ( تحاول منع نفسها من البكاء ) : أرجوك توقفي عن البكاء آو سأبكي أنا أيضا
سارة : يا بنات إنها ليست نهاية العالم سنرى بعضنا بعد العطلة
غواندولين : " سارة " معها حق كن صبورات يا بنات ثم سنتواصل في العطلة لذلك لا تبكين
توقفت عن البكاء و مسحت دموعي و فعلت " إيلينا " المثل ثم تعانقنا جميعا و ركبنا قطار العودة
.................. النهاية ...................
|