[عاصمة الضباب]

تمنيت أن تكون أولى مشاركاتي إيجابية تدفع باخوتي وأخواتي إلى الأمام...لكن هذا ما فاض به الكأس......عذرا إن سببت لكم مشاعر سلبية


.....أشعر بالخوف إخوتي خاصة عند هبوب الرياح وعند اهتزاز أوراق الشجر... ..أشعر بالخوف إذا حدقت في الأشجار فرأيتها تتمايل يمينا وشمالا، لحظتها تكون قد ضاقت بي الدنيا وتجلت لي المواجع.....عندها أسمع صوتا يخاطبني قائلا :يا فتاة هنا لا مكان للاستقرار،سيأتي يوم وتسقط فيه ورقتك من شجرة العائلة فهل تجمعين الزاد وهل أنت مستعدة للحظة الوداع ؟وإذا بها ترتسم في مخيلتي صورة القبور تغمرها الأمطار أو تتناثر فوقها الأتربة والرمال، واتخيل نفسي أنني سأكون يوما ما هناك لوحدي في الظلام ولم أعتد حتى المشي فيه منفردة فكيف لي بالمبيت ؟!
....أيعقل أني لن أسمع صوت سرير أختي اثناء تقلبها ليلا بجانبي؟ ترى من سيقوم لتحضير القهوة في الصباح لأبي؟ ومن سيتكفل بتحضيرات الأعياد وعلى من بوسعها أن تعتمد أمي إن هي غابت لفترة عن الدار.
......أشعر بالخوف رغم أني كلي إيمان بأنها سنة الله في خلقه، رغم أني أعلم أن هذه الدنيا ما هي إلا ممر علي أن أجعل منه طريقا يوصلني إلى الأمان...لا اتشبث بالحياة لأنني راضية عن حالي فيها أو لأني مستمتعة بها لاهية عنما ينتظرني هناك في الدار الآخرة . ....إنما لأنه لي فيها أناس لا أقوى على فراقهم، أتمنى لو أبقى بجانبهم أمد لهم يد العون إن احتاجوني. . . اخفف عنهم، ابتسم في وجوههم وأملا عليهم البيت بالضجيج حتى اجنبهم الاحساس بالوحدة.
.....أعلم جيدا أن ربي رحيم بعباده ولهذا خلق شيئا إسمه النسيان ولكن كم سيستغرق ذلكمن وقت؟ وكم من دمعة ستنزل من عيونهم؟ وكم من آه ستحرق قلوبهم الضعيفة؟
.....ليته كان بالإمكان أن أحرق قبل ذهابي كل شيء يمكن ان يذكرهم بي...اغراضي. ..ثيابي...لكن ماذا عن ذكرياتي ....وضحكاتي. ...ونرفزاتي معهم .....كيف لي أن اجتثها من قلوبهم؟
اللهم احفظ لي أحبائي واحرسهم بعينك التي لا تنام، قوي إيمانهم يا رب واملأ قلوبهم بالرضا والتسليم لأمرك واجمعني وإياهم في نعيم جنتك. ..آمين.