منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز المُدَوَنــَـة ~«دَفْتَـــــر ¦[~قصص وَاقِعِية،اقتِبَاسَات معبرة،خَرْبَشَات آنِيَة،فضفضة ~ ]¦ يَوْمِياتنا«~الجَلفَاوِيَة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-14, 00:16   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
سطايفية بكل فخر
مشرف منتدى التقنيّة، ومنتديات الثقافة الطبيّة والعلوم
 
الصورة الرمزية سطايفية بكل فخر
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز العضو المميز المواضيع المميزة 2014 
إحصائية العضو










افتراضي

زوووم على مجتمعنا (01):

حينما ترخص النفس عند صاحبها قل عليه السلام...

كلمات ظللت ارددها منذ الصباح لهول ما رايت...
كانت الساعة تقارب 9,00 صباحا حين ركبت الحافلة كعادتي وتوكلت على الله ميسر الامور وغدوت لوجهتي بكل تفاؤل وكلي امل ان يرزقني الله توفيقا في كل خطوة اخطوها،
وبينما كنت غارقة في بحر افكاري احسست ان الحافلة لا تسير... اهي متوقفة او معطلة ام اننا وصلنا للموقف في غفلة مني؟... نظرت أمامي فرايت الكل يلقي بابصاره على زجاج الحافلة ....وعلى وجوههم سيمات مختلفة .... منهم من يقهقه ويضحك ومنهم من هو مندهش ومنهم من هو مفزوع ....تعجبت من الأمر فليست نفس السيمة على كل الوجوه
فقلت أرضي فضولي وألقي ببصري انا ايضا كما يفعلون لعلي اظفر بما يسد رمق فضولي "اقرعج" ....... ويالتني لم افعل..... يالله ماذا ارى ......... هل انا في كابوس ام في علم؟........... منتهى الصدمة...
اول شيء رأته عيني قطرات حمراء تخرببطئ من سكين ... الله اكبر ماهذا ؟....... اهو دم ام اني اتخيل..... ثم رفعت عيناي قليلا لارى شابا في مقتبل العمر... لا ورب الكعبة مراهقا في سن 17 او ال18 ..... والاكثر غرابة انه بدون قميص يستر جسده في هذه النسمة الصباحية الباردة ..... اكيد ان سهري اثر علي وصرت اتخيل اشياء لا توجد ....اضغاف احلام ام تراه سراب.......خرفت يا رصيف الأمل وصرت تحلمين وانت صاحية راحت عليك يافتاة.......
اغمضت عيناي ثم فتحتهما لعدة مرات حتى استوعب ما اراه واتاكد انما كنت في حلم او صاحية .... وكانت صدمتي اكبر حينما عرفت اني واعية ولست احلم .... خيوط الكابوس تنسج امام عيناي...... حركت بصري يمينا وشمالا علي ارى ما يسرني وكلي امل ان لا ارى ما لا يرضيني...... نظرت بربع عيني وليس بكلها فلاحظت فرقة من الشرطة تحيط المكان بشكل دائري في بعضهم...... يالله هناك ضحية اكيد طعن شخصا بالسكين.......لا ليست ضحية فلو كانت ضحية لكانوا في وضع جلوس يرونها.......لا بل هي ضحية ..... لا لا يوجد شيء..... اختلط علي الامر وشوش تفكيري ولم ار جيدا الموقع لاني كنت اطل من النافذة فقط.....
ارجعت نظري الى ذلك المراهق وكلي اشمئزاز مما فعله .... وبدات اترمقه بنظرات غضب من اسفله الى اعلاه....... وكانت الطامة الكبرى هنا....هو الجاني وهو الضحية.... حينما يجتمع الداء والدواء في قنينة واحدة دونما يبطل الدواء مفعول الداء..... حينما يتجرع صانع السم سمه ولا يقتله.... هذا ما رايته وما فسرته حينها....
كانت ذراعه اليسرى تنزف وديانا وديانا من كثر الجروح التي بها .... لقد رسم عليها ابشع انواع العشوائية بسكينه .... ولم يكتفي بهذا فقط كانت رجعله ايضا تنزف وكانت فيها طعنه عميقة..... يارباه الا يحس بالالم.... كيف امكنه ان يفعل هذا بنفسه؟.....هو سوال جاء رده سريعا وكانه كانت يستمع لافكاري.... تقدم اليه احد الشرطيين لاخذ السكين منه فهدده بصوت نكاد نسمعه ولسان متثاقل " لي يقدم جيهتي نذبح روحي" .... والسكينة تدنو نحو عروق عنقه رويدا رويدا حتى بدات في اختراقها دون ان يشعر... قطرات دم تسيل منها ايضا..... استغفر الله واتوب اليه ياربي لطفك يارب لطلفك يارب لطفك هي كلمات رددتها سيدة بجانبي حين رات المنظر.... اما انا فعجزت عن قول اي شيء كنت اراقب وفقط ..... ولم اكن احس باطرافي او جسمي برد كل شيء في.....خاصة لما عرفت اجابة السؤال..... طفل مراهق لم يكفيه انه مخمور او مخدر..... فزاد طينه بلة بالتنكيل بجسمه دون احساس بجروحه .......وقد اكدت علامة x في صدره ما اقول... وكانت ندبة لجرح قديم.....وكانه ينتقم من نفسه بنفسه.... بتخدير عقله وتمزيق جسمه..... قمة المأساة......
ولم استطع وقتها ان اصنفه في خانة الجاني.... لان هناك وبالتاكيد سبب وراء فعلته هذه والتي اجزم انها ليست الاولى من نوعها لكثر ندوبه..... واقع اليم جرعه السم دون ان يقتله .... وتركه يصارع نفسه ويعاقبها.... كما اني لم استطع ان اصنفه في خانة الضحية .... لانه طفل في مقتبل عمره وفعل هدا ماذا سيفعل حين يكبر ويصارع مشاكل الحياة الكبرى.......
تحركت الحافلة رويدا رويدا.... غير ان بصري لم يتحرك بقي مركزا على ذلك الشاب...وكانه يطلب الرحمة من احدهم ان يوقفه.....وابتعدنا شيئا فشيئا .....حتى حجبت عني الصورة ..... لكني سمعي بقي يترقب ويتوسل من الله ان يسمعه الاخبار الطيبة ....... حينها نطق صاحب الحافلة بقول " حكموه...."........
الحمد لله امسكوه قبل ان يقطع راسه او يقتل احد الشرطيين..........رحمة من السماء.......... الحمد لله
اغمضت عيناي بعدها وبقيت ساكنة لربع ساعة او اكثر ........ وقع الصدمة كان قاسيا على نفسي ...... يالله ماذا رايت ...........يالله ماذا حدث........ وتساؤلات اخرى شغلت بالي .........لما يفعل شاب في مقتبل عمره هذا............لما ترخص النفس عند صاحبها بهذه الطريقة ..... هل سيجدون له حلا ليعود شابا عاديا؟..... ام انهم سيزيدون الامر تعقيدا ؟.......لما يضحك هؤلاء الشباب عن حالة الشاب........... لما ذهبت الرحمة من القلوب......... لما صارت مثل هذه الامور تجلب لنا الضحك.......... فعلا شر البلية ما يضحك..... لما ولما ولما....... اسئلة لم اجد لها اجابة وقتها ........
فتحت عيناي من جديد وادركت حينها اني ضيعت طريقي....... تجاوزت موقف الحافلة المعتاد بموقفين ......نزلت من الباص وعدت الى الخلف ماشية ....... وعادت معي صور ماحدث امامي........ وبقي سوال واحد عالق في مخي.......ماذا لو كانت أمه في الحافلة مكاني؟ ......... يالله سترك لكانت سقطت ارضا من هول ما راته ..... تبا لانسان رخصت عليه نفسه ففقدها واذى بها من يحبونه...


من واقعنا الأليم 13-12-2016 الساعة 9.30

على رصيف الأمل