صدّقت أنّي متُّ يومَ السبت
قلتُ عليَّ أن أوصّي بشيءٍ ما
فلم أعثر على شيء
وقلتُ : عليّ أن أدعو صديقاً ما
لأخبره بأني مت
لكن لم أجد أحداً
وقلتُ : عليّ أن أمضي إلى قبري
لأملأه فلم أجد الطريق
وظلّ قبري خالياً منّي
وقلتُ: عليّ واجبً أن أؤدي واجبي
أن أكتبَ السطر الأخير على الظلال
فسال منها الماء فوق الحرف
قلتُ : عليّ أن آتي بفعل ما هنا..والآن
لكن لم أجد عملاً يليق بميّت
فصرختُ : هذا الموت لا معنى له
عبثٌ وفوضى في الحواس
ولن أصدّق أني قد متُّ موتاً كاملاً
فلربما أن بين بين ..وربما أنا ميّت متقاعد
يقضي إجازته القصيرة في الحياة ...~
محمود درويش : الأسطورة