هم بنو حميان بن عقبة بن يزيد بن عيسى بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامِر، وهم من أكبر قبائل الجزائر اليوم، وينتشرون في التل والصحراء. انتقلوا مع بني عامر إلى صحراء تلمسان في عهد يغمراسن بن زيان، وعفوا وكثروا بمن اندمج فيهم من زغبة من بني يزيد وبني عامر وغيرهم، وهم بطون وأفخاذ لا تكاد تُحصى، لخّصها شاعرهم فقال :
احميان أهل النعرة و الشان
اهل الخير والبر والاحسان
ناس ابطال والصفة شجعان
ما فيهم دوني ما فيهم عيان
غير الغى لهم ..يا عروش احميان
يحضروا ليك في رمشة لعيان
بكاكرة وسرور وزيد السندان
غياترة وبني عقبة وقبايل لمقان
مغاولية وعكرمة ورزان
أولاد مبارك ومنصورة ثان
واولاد خليف وبني مطرف الشجعان
هدا عرشنا غرابة وشراقة يا لخوان
والشراقة منهم الشفعة والجنبة ثان
والغرابة فيهم اولاد زياد والطرافي جيران
هذه هي العايلة يا قوم احميان
والسماغنة والشلاليل في العشرة أخوان
وأهل أربا وات ولعمور و زواوة م زمان
في سنة 1915، انبهر ضابط عسكري سامي بالجيش الفرنسي ـ أسندت له مهام مدنية وإدارية في المشرية ـ بنمط حياة قبائل حميان العربية الهلالية فكتب عنهم وثيقة تاريخية واجتماعية تطرق فيها إلى جميع الأبعاد تقريبا. ومن بين ما قاله :
حميان!
بالنسبة للذين أقاموا بالجنوب الوهراني في عصر البطولات، يرنّ هذا الاسم كنغمات حربية تفجر في نفسه تصور ركوب الخيل لجولات رائعة وإنجازات حربية زاهية!
مع ذلك، أثناء مسيرتنا المتواصلة نحو الجنوب، كنا نلتقي بهؤلاء الفرسان الأشداء، السُرعان، الأخفّاء، في حالة تأهب مستمر، مستعدين دائما للقتال...كتابة تاريخهم لا تكون إلا تحفة أديب أو شاعر لأنه لا تتلاءم مع أعمالهم الباهرة إلا الأهازيج المرفوقة بالحركات. (النقيب نوال/ رئيس مكتب شؤون الأهالي ـ المشرية 1915)