السلام عليكم
هذا البارت الرابع،إنه طويل قليلا لذا اعذروني.
ملاحظة فقط:إن لم أجد تفاعلا فلن أكمل.
البارت الرابع:حياتي الجديدة..
شهقتُ بخوف ونظرتُ نحو جولييت التي كانت تنظر إليهم بملامح جامدة وابتلعتُ ريقي بصوت مسموع ثم قلتُ:ما...ماهذا؟
وبعد برهة أتى الكثير من الجنود وأخذوا جسد الرجل و...ورأسه...ونظفوا المكان.
أما أنا فجلستُ في المقعد...وبعد ثانية قالت جولييت:هل صُدِمْتِ؟
قلتُ والدموع في عينيّ:أجل...صُدِمْتُ كثيييرا...ماذا كان ذلك؟
جولييت:لهذا السبب أخبرتك أنه عليك أن تعملي وتكسبي رزقك.
هززتُ رأسي دلالة على عدم فهمي فقالتْ:على كل فرد بلغ ال15 من العمر أن يعمل ويشتري منزله الخاص...ولكن الفقراء الذين لا يجدون بيوتا يأوون
إليها ولا طعاما يأكلونه فيأخذهم الجنود للعمل في حمل الصخور وأي خطأ يؤدي إلى...المـوت.
صرختُ بغضب:وما ذنب الفقراء؟ ربما لم يجدوا عملا أو طُرِدوا
جولييت:كل شخص هنا يمكنه كسب رزقه...ولكن هناك من يتكاسل عن عمله فيصبح في النهاية فقيرا.
توسعت عيناي بدهشة وقلتُ:هذا جنون...منذ متى سُنَّ هذا القانون العجيب؟
جولييت:منذ أن اختفت الأميرة
سألتها أن تشرح لي أكثر لكنها قالتْ:لقد تأخر الوقت...لنعد إلى المنزل الآن.
أتساءل لم لا تريد أن تخبرني؟
وفي الطريق إلى العودة قالتْ جولييت (بشيء من السخرية):سمعتك تقولين أن هذه أرض الأمل وأرض الأحلام...هل غيرتِ رأيك الآن
قلتُ:أجل...غيرتُ رأيي
جولييت (وقد بدت لي غاضبة أو منزعجة جدا):أنتِ لم تريْ شيئا بعد...انتظري حين تندلع الحرب...
سألتها أن توضح لكنها لم تفعل...إنها منزعجة حقا...يبدو أنها تكره هذا المكان.
في تلك الليلة كتبتُ في دفتري ما حدث...كتبتُ عن روعة المكان...وكتبتُ عن ذلك الجندي الذي قطع رأس الرجل وعبَّرتُ عن خوفي الشديد
واستيائي...وعبّرتُ أيضا عن اشتياقي للسيدة كاترين وإيلين...ثم ذهبتُ إلى النوم.
*بعد أن تعبتُ من حمل الصخور ونقلها جلستُ على الأرض وقلتُ:لقد تعبتْ،فأتاني صوت الجندي قائلا:مالذي تفعلينه؟ستنالين جزاء تكاسلك.
فقلتُ وكدتُ أموت من الخوف:لا،أرجوك يا سيدي،سأواصل العمل لكن لا تقتلني.
لكن الجندي أخرج سيفه وتقدم مني فصرختُ بقوة:لااااااااااااااااا.
فتحتُ عيناي فوجدتُ أنني على السرير،فنهضتُ وقلتُ بين أنفاسي المتسارعة:لقد...كان كابوسا مريعا.
ثم نظرتُ حولي فعلمتُ أنه الصباح...يا إلاهي عليّ أن أسرع فاليوم سيكون حافلا...جهزتُ نفسي وذهبتُ مع جولييت إلى العمل...لقد كان شاقا بعض
الشيء...وبعد ذلك ذهبتُ إلى مقر التدريب ...والتقيتُ إدوارد هناك فسُعِدتُ كثيرا وتحدثنا معا،أخبرني كيف قضى يومه الأول بالتجوال مع أخ جولييت في
المكان،وعبر لي عن تفاجئه الشديد،كما أخبرني أيضا أنه سيتدرب معي...ثم التقينا الأستاذ رين رجل في أواخر الثلاثينات له شعر بني وعينان
خضراوان...بدا لي مزعجا ومتعجرفا لأنه قال من بين حديثه: ستتمكن يا ادوارد من تعلم كل شيء خلال أسبوع على الأكثر، ثم نظر إليّ وتابع:أما أنتِ يا
سوزان فأظنك ستستغرقين عشر سنوات على الأقل حتى تتعلمي الطيران لأنك تبدين غبية وضعيفة
عبستُ وقلتُ بانزعاج:وما أدراك أنني ضعيفة وغبية،كما أنه ليس من حقك قول هذا لي.
فضحك وقال:أنا أمزح فحسب...ولكنك أثبتي أنكِ غبية فعلا ثم واصل ضحكه المزعج.
أما أنا فاحمر وجهي غيظا ،ولكن ادوارد حاول تهدئتي.مّر ذلك الأسبوع بسرعة وأصبحتُ ماهرة في استعمال طاقتي وأثبتُّ للأستاذ رين أنني لست غبية ولا
ضعيفة.
في اليوم الأول علمنا الطيران،وفي اليوم الثاني علمنا استخدام العصى (إنها لتحديد الاتجاهات) وفي اليوم الثالث علمنا استعمال السيف وقد استغرق ذلك
يومين أو ثلاثة أيام،وفي اليوم التالي علمنا إخراج الهالة الدفاعية التي تقينا هجوم العدو ولكن أخبرني أن الفتيان هنا يمكنهم اختراق هالات الفتيات باصبعه
فقط وهذا له سبب معين قديم لم يذكره لنا،أظنه يتعلق بتاريخ شخص ما أو لا أعلم.
أما اليوم الذي يليه فأخبرنا أنه علينا مبارزته ليرى مدى قوتنا ثم نظر نحو إدوارد وقال:أنتَ أولا.
أما أنا فبقيتُ أنتظر، وبعد مدة عادا وادوارد بدا متعبا قليلا والمعلم كان جيدا ثم قال لإدوارد:أنت جيد ،ستصبح قويا خلال فترة قصيرة ثم نظر إليّ وقال:أنتِ
التالية
ذهبنا إلى غرفة المبارزة ، تأملتها قليلا،إنها أفضل وأكبر الغرف.
الأستاذ رين:أعلم أنه مستحيل أن تهزميني بل مستحيل أن تلمسيني حتى...لكن سأرى إن تعلمت استعمال السيف جيدا...كنتُ سأقول له:بما أنه لا يمكن
للفتيات أن يقضوا على الرجال فلم يتدربن إذا؟ لكنني لم أفعل...فقد كنت متوترة قليلا من هذه المبارزة...وبعد مدة ليست قصيرة كان صوت ارتطام السيوف
هو السائد في الغرفة...يليه صوت لهاثي ولهاث المعلم الذي قال باندهاش:أنتِ أفضل من ادوارد بكثير...لكن لا يمكن ذلك...لا يمكن...
أما أنا فلم آبه لكلامه،ثم انتهى النزال بسقوطنا معا...الأستاذ كان مندهشا كثيرا،وأنا ظننتُ أنه تساهل معي لأنني فتاة...
بعد أن تخرجنا من مقر التدريب...أصبحت حياتي عادية في هذا العالم،كنتُ قد اشتريتُ منزلي الخاص بعد أن جمعتُ المال الكافي وقد كان ملاصقا تقريبا
لمنزل جولييت ، وادوارد اشترى منزلا أيضا وهو غير بعيد عن منزلي...حياتي روتينية فكل يوم أذهب صباحا للعمل ثم أعود لأرتاح قليلا وأقوم بالأعمال
المنزلية وفي المساء أذهب مع جولييت للتنزه وفي بعض الأحيان يأتي معنا ادوارد
.
وذات يوم...كنتُ مع جولييت وادوارد نتنزه إذ سمعنا صوت جندي يقول:سأقتلك أيتها المرأة جزاء تكاسلك.
نظرنا نحو مصدر الصوت فوجدنا جنديا وأمامه امرأة بدت في أواخر الثلاثينات فقالتْ باكية:أرجوك لا تقتلني،أطفالي ينتظرونني ،وإن متُّ فلن يكون لديهم
معيل، أرجوك.
ولكن الجندي رفع سيفه وقال:يجب أن تُقتلي.
إنه عديم الرحمة سحقا له ، ولما كاد يقتلها وقفتُ بسرعة أمامها مواجهة الجندي...أعلم أن هذا تهور وجنون...أعلم أن الجنود هم من نخبة المقاتلين...وأقوى
من الأستاذ رين ولكن...لا أستطيع...لا أستطيع أن أترك المرأة تموت وأطفالها يبقون بلا أم...لا يمكن ذلك
عقدتُ حاجباي بحزم وقلتُ توقف...لن أسمح لك بأن تقتلها يا عديم الرحمة...
إنتهى