البارت الثاني:
كنتُ مستلقية على الأرض...وكل جزء في جسمي يصرخ من الألم...في الحقيقة كانت سقطة عنيفة جدا...فتحتُ عيناي بصعوبة وبقيتُ أتأمل المكان
حولي...واكتشفتُ أن الرمال تحيط بي من كل جانب...رفعتُ نفسي بصعوبة وأصدرت أنينا ضعفا...وبعد برهة أتى إليّ إدوارد وسألني إن كنتُ
بخير،فأجبتُه:ليس تماما...لقد آلمتني السقطة.
فقال:وأنا أيضا.
بقينا نتأمل المكان من حولنا...وصُدِمْنا كثيرا عندما أدركنا أننا الآن...وسط الصحراء.
جثوتُ على ركبتاي من الصدمة...وقلتُ:لا...لا يمكن حدوث شيء كهذا.
إدوارد (وقد بدا مصدوما): كيف...كيف حدث هذا...كنتُ أظنُّ أن ما قاله استيفن لي مجرد خرافات....لم أتوقع...لم أتوقع أن تتمكني من فتح البوابة...ولم
أتوقع أن نصبح عالقين في الصحراء.
قلتُ (وقد كنت مصدومة أيضا):وأنا ...وأنا كذلك لم أتوقع حدوث هذا..
.
بدأتُ بالبكاء وقلتُ بصوت ضعيف مبحوح:ليتني لم ألحق بك...ليتني لم أقف فوق مركز تلك الدائرة الملعونة...سحقااا
إدوارد:لا...لا تبكي...هذا لن يفيد شيئا...سأذهب لأبحث عن المخرج...وأنتِ انتظريني هنا.
مسحتُ دموعي وأومأت برأسي أن نعم
*ذهب إدوارد للبحث عن مخرج...أما أنا بقيت جالسة فوق الرمال...ثم نظرتُ إلى الشمس وقلتُ:الحر شديد...أنا عطشى.
شربتُ القليل من قارورة الماء المعدني والتي كانت مع إدوارد...وتركتُ له أيضا...فلا شك أنه يسكون عطشا عندما يعود.
وعندما قاربت الشمس على المغيب...أخرجت دفتري والذي دائما ما يكون معي ...وبدأت أكتب...كتبتُ عن الصحراء التي علقنا فيها...وعبرت عن
اندهاشي...وفي الأخير كتبتُ:أتمنى أن نجد مخرجا من هنا...يا إلاهي ساعدنا.
ثم أغلقت دفتري وقلتُ:لقد تأخر إدوارد...
وماهي إلا لحظات قليلة...حتى رأيتُ إدوارد يركض نحوي...وعندما وصل...بدأ يلهث وقال من بين أنفاسه:سوزان...لقد...وجدتُ...المخرج.
جلس على الرمل وارتاح قليلا...ثم شرب قليلا من الماء...وبعد برهة أمسك يدي وقال:تعالي معي...
ثم بدأ يركض مسرعا...ولما وصلنا...أخفضتُ رأسي ووضعتُ قبضة يدي على صدري وبدأت ألهث...ثم رفعتُ رأسي فرأيت...رأيتُ...النور...كان يمتد
إلى بعيييد...
نظرتُ إلى إدوارد وقلتُ فرحة:رائع،لا شك أن في نهايته يوجد المخرج.
إبتسم إدوارد وأومأ برأسه...أما أنا فقلتُ:الحمد لله
ثم نظرنا إلى ذلك النور وقد عزمنا...على الوصول إلى مصدره...
وبعد ساعة من الزمن...جثا إدوارد على ركبتيه وقال:يا إلاهي...نحن نمشي منذ ساعة ولم نجد مصدر هذا النور...لا شك أنه مجرد سراب.
نظرتُ إليه وقلت بانزعاج:مالذي تقوله يا إدوارد؟ لقد قطعنا شوطا كبيرا...لا يمكننا التوقف الآن.
إدوارد:ولكن...لقد تعبت.
قلتُ:إصبر قليلا...سترتاح عندما نصل إلى المخرج.
نهض إدوارد ثم قال:حسنا.
بقينا نمشي ساعات أخرى...نتوقف تارة...ونواصل تارة أخرى...في الحقيقة حتى أنا...تسلل اليأس إلى قلبي...وظننتُ أن هذا النور مجرد...سراب.
ولكن وبعد نصف ساعة...شعرنا أننا لم نعد نمشي على الرمل...نظرتُ إلى إدوارد ونظر إليّ كذلك...ثم نظرنا معا إلى الأرض وقلتُ:وأخيرا...خرجنا من
الصحراء
جثوتُ على ركبتاي من التعب...وكذلك فعل إدوارد...ثم أخفضنا رأسينا...ووضعتُ قبضة يدي على صدري...لهثنا قليلا...ثم رفعنا رأسينا لنتأمل المكان
الذي وصلنا إليه...فإذا بعيوننا تتسع من الدهشة...وصاح إدوارد:مَ...ما هذا...ما هذا المكان؟
أما أنا فقد عُقِدَ لساني ولم أستطع الكلام...
إنتهى