منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الفساد يلاحق أركان حكومة أردوغان .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-16, 19:17   رقم المشاركة : 499
معلومات العضو
said27330
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


مخالب القط في تركيا .. فمن سيقتل القط؟؟
------------------------------------------
نجا اردوغان مرة أخرى .. ولانزال نقرأ عن أسباب تراجع الحركة الانقلابية ومن يقف وراءها وهل هي حركة اميريكية ام عفوية ام فخ نظمه حزب العالة والتنمية لقوى عسكرية ممتعضة رصد أنها لاتملك حماسا لمشاريع حزب العدالة والتنمية .. فاستدرجت هذه القوى الى انقلاب غير متين ووقع منظموها في ارتباك غير مدروس وتراجعوا في ساعات ولم يظهروا حنكة في ادارة قوتهم الضاربة .. وهذا ربما سيمنح اردوغان كل مبررات الاستبداد وقمع كل من يعارضه بحجة انه مهدد بالانقلابات وانه يحمي الديمقراطية .. وبدت اولى علاملات جني الارباح من محاولة الانقلاب انه اعتبر ان الانقلاب مدبر من الولايات المتحدة .. وهذا سيغسل يده من العمالة للولايات المتحدة التي تدير معه مشروع الاسلاميين وسيعيده الى صورة الرجل الذي تتآمر عليه القوى الصليبية واليهودية بعد أن أحرجته عودته الى حضن اسرائيل مجانا ودون مبرر لأن اسرائيل ليست على حدوده مثل العراق وسورية وروسيا وايران وليست اسلامية بحيث يجب الحرص على استعادتها والتصالح معها .. وبذلك يعود الرجل من الانقلاب كما يعود المسلم من الحج طاهرا نقيا غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر ..
ورغم أنني غير ميال الى هذا التفسير الا أن وثائف التاريخ للمخابرات الغربية تعترف ان كثيرا من العمليات والانقلابات يتم تدبيرها أحيانا لصالح نظام ليبرر عملية تطهير واسعة في صفوف خصومه .. أو لتبرير الحرب .. فتدبير هبوط الألماني ماتياس روست في طائرة شراعية في الساحة الحمراء في موسكو حرر غورباتشوف من ضغط الجنرلات الشيوعيين القدماء وتحفظاتهم على البيريسترويكا .. وظهروا امام الرأي العام الروسي انهم مهملون ومقصرون في حماية اجواء البلاد فقام غورباتشوف باستئصال آخر الشيوعيين القدامى في الجيش في عملية تطهير كبرى .. كما أن أحداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة تشير الى عملية غض الطرف المتعمد عن التهديد الارهابي مما أعطى المحافظين الجدد كل القوة القانونية لمصادرة بعض الحريات واحراج المعارضين الذين قد لايتحمسون للحروب الخارجية ..
وسواء قبلنا ان الانقلاب فخ مدبر أم عفوي فان علينا أن نقوم بتشريح مظاهره .. وأعماقه .. لأنه حتى وان كان فخا لاصطياد الخصوم واستعادة الهيبة والمصداقية المتآكلة بسرعة فان هناك حقيقة وهي أن الانقلاب العفوي يعني أن درجة من الاحباط والغضب في صفوف العسكريين الأتراك وهي تعكس مزاجا شعبيا مناهضا وصل الى درجة التمرد واللجوء الى السلاح .. وهذا يعني أن موجات التمرد بأشكال اخرى قد تتلاحق اما في الشارع او عسكريا .. وسيكون الانقلاب الذي لم يكتمل بالأمس سببا في اطلاق يد القمع والاستبداد الاردوغاني مما يعمق الهوة بينه وبين نصف الشعب وقد بدا أن ميلسشيا حزب العدالة والتنمية هي التي تصدت للجيش عندما اطلق اردوغان أمر عمليات للميليشيا التي استنفرت في المساجد بشعارات دينية وطائفية أحيانا ونزلت الى الشارع وكان من الواضح للانقلابيين انهم أمام حمام دم قادم لم يكونوا مستعدين له وكانوا يريدون انقلابا نظيفا بأقل عنف ممكن .. فيما الطرف الآخر أظهر تهورا واستعدادا لغسل الشوارع بالدم وبدأ بذبح الجنود الأتراك الانقلابيين .. وهنا نجد ان الاسلاميين الأتراك بنوا ميليشيا واسعة خلال حكمهم الطويل وانزلت الى الشارع فورا وهي مستعدة للقتال وبشعارات جهادية .. على عكس الاسلاميين المصريين الذين تسلموا السلطة لعام واحد وعندما واجهوا التهديد الوجودي لم يكونوا جاهزين بميليشا واسعة بعد مما جعل ابعادهم سهلا ..
في حالة الانقلاب العفوي سيدفع الأكراد تحديدا ثمنا عنيفا جدا لهذه الحركة لأنه وبحجة حماية الدولة سيبالغ اردوغان في سحق الأكراد كجزء من حالة التمرد في الدولة بأوجه متعددة .. فالكل ارهابي ويريد الشر بالوطن التركي .. وسيبلغ النظام التركي حدا كبيرا من الهوس بالانقلابات والتمردات بحيث انه سيكون مشغولا أكثر بحماية النظام بطريقة عسكرية ومخابراتية كما حدث في العراق حيث كان الرئيس صدام حسين شخصية محبوبة جماهيريا وله شعبية كبيرة وكان مريدوه من أهل الجنوب العراقي تحديدا في بداية السبعينات .. لكنه عندما بدأ يخشى التمردات والانقلابات بسبب عدم رضا المزاج الشعبي في الجنوب عن حربه مع ايران ارتد هذا القلق الى كابوس ورغبة في الردع فأطلق يد الموالين أمنيا لتمكين نظرية الردع وقام هؤلاء الأمنيون بارتكاب فظائع ومخالفات رهيبة غض عنها الرئيس نظره مما فصل بين الرئيس والجنوب العراقي الذي انقلب مزاجه وانطلقت منه عمليات تمرد وثورات بل ومحاولات انقلاب .. فرد الرئيس العراقي بمزيد من التوتر والقلق وهاجس استقرار الحكم مما حول الجنوب الى معقل للعصيان والرفض والمؤامرات .. وهنا دخلت الولايات المتحدة بينه وبين الشعب واحتضنت المعارضة العراقية التي سقطت في حضن المخابرات الاميريكية ..
أما في حال أن الانقلاب كان مدبرا وفخا من صنيعة المخابرات التركية للاجهاز على بؤر الاعتراض العلمانية في الجيش والقضاء والجامعات خوفا من (سيسي تركي) واعادة الاعتبار لحزب العدالة أو كان مدبرا بالتنسيق سرا بين المخابرات التركية مع الاميركيين لاطلاق عملية سطو كاملة على الجمهورية باسم الخوف من الكيان الموازي فان هذا يعني أن الحزب دخل في مرحلة من الاستبداد الشامل وأنه سيعمق الصراع مع الشرائح الاجتماعية التركية التي سيبتلعها وخاصة المؤسسة العسكرية التي ستتعرض الى مثل هذه الفخاخ وستدفع ثمن طموحات اردوغان وحزبه في تهديد كل المعارضين أنهم سيكونون عرضة للاتهام بالخيانة الوطنية وتهديد الاستقرار .. وسيجد الأتراك أن ميليشيا حزب العدالة والتنمية صارت هي الكيان الموازي الشرس والدولة داخل الدولة التي سيحكم بها اردوغان والتي سيقويها بمنح صلاحيات كبيرة وحرية حركة ..
أنا أكثر ميلا لاعتبار الانقلاب محاولة جدية من العسكريين والجيش لاعادة الاسلاميين الى الحظائر لأن هناك من صار يرى أن المجتمع التركي يميل الى التوحش الكامن بسبب الميول الدينية المتصاعدة والنزعة المذهبية التي تنتشر في المنطقة .. ولاشك أن منظر اذلال الجيش التركي في الشوارع بلباسه وهو يعتقل من قبل الشرطة لن يروق للكثير من العسكريين الذين لن يقبلوا باذلال الجيش مهما كانت النتائج .. وفي كلتا الحالتين نحن أمام بلد غير مستقر وهو مقبل على اهتزازات متتالية على كل الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والعرقية وقد بدا في الانقلاب حيث هناك جهة تريد ابتلاع جهة أخرى بالقوة .. سواء تيار معارض متمرد لاشك اننا رأينا رأس الجبل الجليدي فيه الغائص في عمق المجتمع التركي .. أو تيار حزب العدالة والتنمية الذي يعيش هاجس الموت المفاجئ بانقلابات عسكرية .. وسيرد على القلق بمزيد من الشراسة والقبضة الأمنية لأنه صار على يقين أن هذا الانقلاب لن يكون الأخير اذا كان عفويا وهناك بؤر كثيرة ستنفجر ان عاجلا أو آجلا ..
نعم نجا أردوغان مرة أخرى كقط بسبعة أرواح .. ولكن الى حين .. لأن البقاء في بلد يتحول الى غابة من التناقضات يحتاج سبعين روحا .. فلن ننتظر طويلا الى أن نسمع بهزة جديدة أمنية أو اقتصادية او عسكرية في بلد سيحكمه مخلب القط المتمثل بكيان مواز من الميليشيا الاسلامية .. ولكنه بلد متخم بالتشوهات العرقية والتناقضات المذهبية والتراجعات الاقتصادية ومحاط بكل النقائض وقد أضاف الانقلاب شعورا من عدم الثقة باستقراره الاقتصادي والأمني لدى المستثمرين الذين لاشك صاروا يحزمون حقائبهم ويغلقون أرصدتهم لأن ماحدث بالأمس مؤشر سيء على رادارات المال وسيثير قلقهم العميق من هزات قادمة الى مجتمع يصنع مأساته القادمة جيل من الاسلاميين الموتورين .. ولكن الضربات المتواصلة ستكسر مخلب القط شيئا فشيئا .. ولاشك أن هناك من يرصد القط .. ليقتله .. ويخلص الشرق منه .. لانشك في ذلك









رد مع اقتباس