منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رسالة إلى فقير
الموضوع: رسالة إلى فقير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-02, 18:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

أسباب الفقر

1-العجز والكسل: فداء العجز والكسل قد يكونان سببا من أسباب الفقر في المسلم؛ لأن الله جل وعلا خلق الإنسان وفيه مقومات الكسب في الأرض، وجعله قادرا على الجهاد لأجل رزقه، ولذلك قال سبحانه: }لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ{.


وهذه المكابدة تقتضي منه النفرة والحركة والسعي لأجل الرزق والبركة، ولذلك قال سبحانه: }أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ{، فأثبت سبحانه الزرع لنفسه بعد إثبات الحرث للإنسان، وفي ذلك بيان واضح على ضرورة العمل والمكابدة ومغالبة الصعاب، هل سمعت بزرع لم يسبقه حرث!



وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في التعوذ من العجز والكسل ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل والجبن والبخل، وضلع الدين وقهر الرجال»، وقال صلى الله عليه وسلم:«احرص عل ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء، فلا تقل : لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان». [رواه مسلم].



2- الذنوب والمعاصي: فالفقر والفاقة من المصائب النازلة، وقد يكون سببها الذنوب والمعاصي كسائر البلاء، قال تعالى :}وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{.



قال ابن عباس رضي الله عنه: «إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضا في قلوب الخلق».



وبحسب المعاصي تمحق البركات.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه». وحرمانه يكون بانعدامه أو التنقص منه أو انعدام نفعه فيكون مهما كثر وبالاً على صاحبه..



فحاسب – أخي الكريم – أعمالك.. وانظر في صحائف أفعالك.. تَفَقَّدْ حالَك مع الصلاة، تَفَقَّدْ برك وخوفك من الله.. كيف حالك مع الأرحام.. كيف تعامل أهل الإسلام.. وتذكر أن الذنوب جالبة العيون.. وأَيُّنا لا تغمره الذنوب.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».



أخي.. إذا وجدت فقرك بسبب ذنب أو ذنوب.. فاعلم أنك ممن سبقت له من الله العناية.. وسارع إلى التوبة ومحو الحوبة:}إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ{.



قال ابن الجوزي رحمه الله : «إن الله لا يغير ما بقوم من الكروب حتى يغيروا ما بأنفسهم من الذنوب، فلا يكون التغيير إلا بعد التغيير».



لا تحزن على فقرك.. بل ابك على خطيئتك وذنبك.. ثم احمد الله أن استوقفك بالبلاء على حقيقة نفسك.. لتراجعها.. وتحاسبها.. وتزكيها.. ألم تر أنه استدرج من هم أعتى وأطغى.. وأغلظ منك وأعصى.. وأملى لهم.. ورزقهم من بهيمة الأنعام.. وقال لهم:}سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ{: فما أفقرك الله ليشقيك.. بل ليهذب أعمالك.. ويؤجرك في الوقت نفسه على ما لاقيته من حرمان.. فأظهر لله صبرك.. ثم أنب إليه دهرك.. }إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{.



3-حماية الله لعبده من الطغيان: أجل – أخي ؛ فلربما علم الله من حالك أن الغنى يؤذيك ويتعسك في الدنيا، ويشقيك في الآخرة، أو يطغيك في الأرض على الناس فيكون سببًا لنزول العقاب!



قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه؛ فإني إن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل».



وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين ذلك فيقول: «إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب، تخافون عليه». [رواه أحمد، وهو في صحيح الجامع رقم: 1810].



4- سبق المنزلة عند الله: فإن من عظيم كرم الله وَجُودِهِ أن يكرم العبد على العمل قبل إنجازه، ومن ألطف كرمه وأعظمه أن يكتب لعبده منزلة لا يمكنه بلوغها بعمله فيستخرج منه حسناتها بابتلائه؛ سواء في ماله أو ولده أو جسده؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال : «إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في ماله أو جسده أو ولده».


وهذه المنزلة هي منزلة المؤمنين الصادقين؛ فقد جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أحبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعد للفاقة». [السلسلة الصحيحة: 2827].



وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: «اصبر أبا سعيد! فإن الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على الوادي، ومن أعلى الجبل إلى أسفله». [السلسلة الصحيحة: 2828].



فعلام الحزن والاكتئاب.. والتطير والقلق.. والتشاؤم والتسخط.. وقد علمت أن الله يكرم بالبلوى.. كما يكرم بالنعمى.. ويبتلي بالنعمى كما يكرم بالبلوى.. تأمل في قول الله جل وعلا كيف استنكر على الإنسان سوء ظنه بربه إذا أفقره..}فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ{: أي كلا ليس كل من نعمته فقد أكرمته.. ولا كل من ابتليته برزقه أهنته.









رد مع اقتباس