منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ¨°o.O(«۩☼۩ « دُررٌ إيمانيّة وجَواهِر رمضانيّة <<الخيمة الشرفيّة>> ::★صمت الأملْ★ ::۩☼۩»)O.o°¨
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-21, 12:00   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي





هي خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجيّة زوجة أوس الصّامِتْ مثال المرأة المناضلة في سبيلِ حقّها
الموقِنةِ بربّها.. التي خلّد القرآن الكريم قصّتَها وسمِع الله قولها وأجاب سؤالَها وفرّج كُربتَها
القصّة العِبرة للمُدافعين عن الحقّ والباحثين عن الخير والموقنينَ باللهِ حقّ اليقين.


دخل يوما أوس بن الصّامت على زوجته خوْلة وهي تصلّي، فانتظرها متأمّلاً جمالَها وإليهِ طلَبَها
بعد أن فرغَتْ من صلاتها فتمنّعَت فصرخ غضِباً: (أنتِ عليّ كظهْرِ أمّي)
كلامٌ كان إذا قاله الرّجلُ في الجاهليّةِ لامرأتِه حرُمَتْ عليه. فندِم فدعاها فأبَت وقالت:
(والذي نفسُ خولة بيدِه لا تصِلْ إليّ وقد قُلتَ ما قُلتَ حتى يحكم الله ورسوله فينا)
فذهبت خولة تشكو أمره للرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتسأله مخْرجاً من المأزق الذي وقعت فيه –وقد تهدّم عُشّها وانتهت سعادُتها-
فسلّمت على رسول الله وهو ببيتِ أمّ المؤمنين عائشة يغسل رأسه،
ولم يُمهلها قلقُها لتأجيل سؤالها بل قالت:
يا رسول الله إنّ أوْساً تزوّجني وأنا شابّةٌ مرغوبٌ في، فلمّا خلا سنّي ونُثرت بطني
جعلني عليه كأمّي وتركني إلى غيرِ أحدٍ، فإن كنتَ تجد لي رُخصةً تُنعشُني بها وإيّاه فحدّثني بها..

فقال عليه الصّلاة والسّلام (ما أراكِ إلاّ قد حُرّمتِ عليه)
قالت: ما ذكرَ طلاقا..
وجادلتِ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مرارا ثمّ قالت:
(اللهمّ إنّي أشكو إليكَ شدّة وحدتي، وما يشقّ عليّ مِن فراقه..
وأنّ لي صِبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتُهم إليّ جاعوا..)

وجعلت ترفعُ رأسها إلى السّماءِ في خضوعٍ وخضوعٍ وحُزنٍ وتصرُخ:
اللهمّ إنّي أشكو إليكَ اللهمّ فانزِل على لسانِ نبيّك..

ورأت عائشة تغيّرات على الرّسولِ كتلك التي تراها عند نزولِ الوحيِ فأمرت خولة بالصّمتِ المُطلق،
وما هي إلاّ فترة وجيزة حتّى هشّ الرّسول في وجهِ خولة حيثُ نزل عليه قوله تعالى في سورة المجادلة:
((قد سمِع الله قول التي تُجادِلُكَ في زوجِها وتشتكي إلى اللهِ والله يسمعُ تحاوُرُكما إنّ الله سميعٌ بصيرٌ،
الذين يظهرون منكم مِن نِسائهِم ما هُنّ أمّهاتهم إلاّ اللّائي ولدنهم وإنّهم لَيقولونَ منكرا من القولِ
وزوراً وإنّ الله لعفوٌّ غفورٌ، والذين يظهرون مِن نسائهِم ثمّ يعودون لما قالوا فتحريرُ رقبةٍ
من قبل أنْ يتماسّا ذلكم توعَظونَ به والله بما تعملون خبير، فمن لم يجِد فصيامُ شهرينِ متتابعينِ
من قبل أن يتماسّا، فمن لم يستطِع فإطعامُ ستّينَ مسكيناً ذلك لتؤمنوا باللهِ ورسولِه
وتلك حدودُ اللهِ وللكافرينَ عذابٌ أليمٌ))
~*"*"~*~"*"*~
فعادتِ البسمة إلى الشّفاه، والطُّمأنينةُ إلى القلوبِ، والسّعادة إلى العُشّ الهادئ..
وارتفعت المعرفة في نفوس المؤمنين بهذا الحادث إلى مقام المعاينة والمشاهدة..

حادثةٌ تنطُق بالصِّلة القويّة بين الأرضِ والسّماء..بين الإنسانِ وخالقِه.
فالله معنا مُحيطٌ بنا وأقرب إلينا من حبلِ الوريد

~*"*"~*~"*"*~
وقال الإمام الرّازي رحمه الله أنّها واقعةٌ تدلّ على أنّ من انقطع رجاؤُه عن الخلق،
ولم يبق له في مهمّة أحد سوى الخالق، كفاهُ الله ذلك المهِمّ..
وعليهِ إن صُدّت علينا أبواب الخلْقِ فأبوابُ الخالِق مفتوحة أمامنا على الدّوام



وتمضي السّنون..
وبينما كان ذات يوم أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يسير ومعه بعض أصحابه
إذ تناديه سيّدة عجوز:
(رويدك يا عمر حتّى أكلّمك كلمات قليلة...)
فوقف فأصغى إليها أمير المؤمنين فقالت له:
(يا عمر عهدي بك وأنت تسمّى عميرا، ثمّ قيل لك عمر، ثمّ قيل لك أمير المؤمنين،
فاتّق الله يا عمر فإنّه من أيقن الموت خاف القوث، ومن أيقن الحساب خاف العذاب...)

ثمّ انصرفَتْ وتركته يُجيب عن أسئلة أصحابه الذين شاهدوا اهتمام أمير المؤمنين بهذه العجوز..
فقال له رجلٌ: يا أمير المؤمنين، حبست رجال قريش على هذه العجوز؟
قال عُمر رضيَ الله عنه: ويْحك، أتدري من هذه؟
قال: لا
قال: هذه امرأةٌ سمع الله تعالى شكواها من فوق سبع سموات،
والله لو لم تنصرف حتى أتى الليل ما انصرفتُ حتى تقْضي حاجتها..
نقـلٌ
بـ
ت
صرُّف




-فانظرن أيّتها الأخوات كيف أنّ اليقينَ باللهِ يُعْطِ للعبدِ مكانةً رفيعةً
ويفتَحُ بابَ الاستجابةِ بينه وبينَ خالقِه

فسُبحانك اللهمّ نستغفرُك ونتوبُ إليكَ
ونشْهَدُ أنّنا على يقينٍ بك حتّى نلْقالك.











آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2016-06-29 في 22:24.
رد مع اقتباس