منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ¨°o.O« الخيمة الرمضانية الكبرى "اليوم 17" إعداد وتقديم : آيات سرمدية »O.o°¨
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-22, 00:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
آيات سرمدية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية آيات سرمدية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



عظماء الاسلام



سيف الدين قطز
قاهر التتار في معركة ( عين جالوت )


الحقبة الزمنية: دولة المماليك – ما بعد الخلافة العباسية
تاريخ الميلاد: —
تاريخ الوفاة: 17 ذو القعدة 658هـ الموافق 24 أكتوبر 1260م


هو أحد العظماء الذين سيخلدهم تاريخ هذه الأمة إلى الأبد، اسمه الحقيقي هو محمود بن ممدود، وقد لقب بهذا اللقب من قبل التتار الذين استرقَّوه منذ صغره وأطلقوا عليه اسمًا مغوليًّا هو قطز، وتعني “الكلب الشرس”، ثم باعه التتار في أسواق الرقيق بدمشق واشتراه أحد الأيوبيين، وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك ليصبح من أكبر القائدين فيما بعد.

يعد قطز من أبرز قادة دولة المماليك، ورغم أن فترة حكمه لم تدم سوى عام واحد إلا أنه استطاع أن يُوقف زحف المغول؛ الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، وهزمهم هزيمة منكرة في عين جالوت.




قام الملك عز الدين أيبك أول سلاطين المماليك بتعيين قطز نائبا للسلطنة، وبعد أن قُتل الملك تولى الحكم السلطان الطفل (ذو الـ15 عاماً) المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك، وكان سيف الدين قطز الوصي عليه، ولكثرة الإضطرابات والفتن التي نشبت بالدولة وقدوم رسل التتار يهددون مصر بالإجتياح، قام قطز بعزل السلطان الطفل بعد موافقة العلماء، وأعلن نفسه سلطانًا على مصر

كان من نتائج سقوط بلاد الشام في أيدي المغول وحلفائهم أن عمّ الرعب والخوف سائر أرجائها، فهرب الناس باتجاه الأراضي المصرية، وصاروا يبحثون عن قيادة حكيمة قوية تنهي الخلاف وتوحد الكلمة، وتعيد تنظيم الشتات، وتبعث روح الجهاد الإسلامي في النفوس لدرء ذلك العدوان الذي استشرى خطره وبات يهدد ما بقي من العالم الإسلامي بالدمار والهلاك، وقد كانت مصر حينذاك هي البلد الإسلامي الوحيد المؤهل للقيام بهذه المهمة.

فبعدما سحق التتار كل الإمارات الإسلامية من الصين في أقصى الشرق مرورًا بوسط آسيا وإيران والعراق والشام، لم يتبقَّ لهم في حصادهم البشري إلا مصر، التي لو سقطت حينها لأمكن للتتار أن يرتعوا في القارة الأوروبية، فضلًا عن إفريقيا وبلاد المغرب الإسلامي، لا يردهم في ذلك رادٌّ.

وفور وصوله للحكم، أخذ قطز يجهز الجيش ويعد العدة لمحاربة التتار الذين دمروا بغداد عاصمة الخلافة واجتاحوا الشام وعاثوا فيهم الفساد والخراب، فبدأ بحنكتٍ يرتب أوراقه الداخلية ويقرب العلماء إليه ويحث الناس على الجهاد.

وبكل صلف وغرور، وبعدما احتل التتار بمعاونة الصليبيين وبعض الخونة من المسلمين بلادَ الشام، أرسلوا رسالة فيها من التهديد والوعيد إلى سلطان مصر قطز، يخبرونه فيها بضرورة تسليم مصر بكل هدوء حتى لا تكون كمثيلاتها من البلدان الأخرى، ولكن المجاهد المؤمن لا يغتر بمثل هذه التُّرَّهات، ومن ثَمَّ أمر بقطع رؤوس الرسل المغول وتعليقها في أبواب القاهرة؛ لطمأنة عموم الناس، وبثّ الأمل والثقة فيهم.




في الخامس والعشرين من رمضان عام 658هـ، انتصر المسلمون بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز في المعركة الخالدة عين جالوت، حيث قهرت الجيوش الإسلامية التتار، الذين قتلوا ملايين البشر من المسلمين وغيرهم، وقضوا على خلافة المسلمين التي كانت حينهاعاصمتها بغداد في عام 656هـ.


المعركة التي لازلنا نتغنى بها إلى يومنا هذا ( عين جالوت ) وبعد توكلٍ على الله، وخطة ذكية من قطز أثبت بها تفوقه على خصمه “كتبغا” قائد جيش التتار ونائب “هولاكو” كتب الله النصر للمسلمين، وبدأت الكفة -بفضل الله- تميل من جديد لصالح المسلمين، وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار، وكان يومًا على الكافرين عسيرًا، وقُتِل كتبغا بيدي أحد قادة المسلمين.

نظر كتبغا قائد التتار إلى مقدمة القوات الإسلامية، وكان لا يدرك شيئًا عن القوات الرئيسة المختبئة خلف التلال، فوجد أن قوات المقدمة الظاهرة أمامه قليلة جدًا بالنسبة لقواته، ومع ذلك فهي في هيئة حسنة ومنظر مهيب، فأراد كتبغا أن يحسم المعركة لصالحه من أول لحظاتها؛ لذلك قرر أن يدخل بكامل جيشه وقواته لحرب مقدمة المسلمين.

وهذا تمامًا ما أراده الملك المظفر قطز. وأعطى كتبغا قائد التتار إشارة البدء لقواته، وانهمرت جموع التتار الرهيبة وهي تصيح صيحاتها المفزعة على مقدمة جيش المسلمين بأعداد هائلة من الفرسان يزلزلون الأرض في اتجاه القوات الإسلامية.




أما
القائد المحنك ركن الدين بيبرس فقد كان يقف في رباطة جأش عجيبة، ومعه الأبطال المسلمون يقفون في ثبات، وقد ألقى الله عليهم سكينة واطمئنانًا، وكأنهم لا يرون جحافل التتار، حتى إذا اقتربت جموع التتار أعطى بيبرس إشارة البدء لرجاله؛ فانطلقوا في شجاعة نادرة في اتجاه جيش التتار.

كانت هذه الفرقة المملوكية من أفضل فرق المسلمين، وقد أحسن قطز اختيارها لتكون قادرة على تحمل الصدمة المغولية التترية الأولى، والذي يحرز النصر في بداية المعركة يستطيع غالبًا أن يحافظ عليه إلى النهاية، ليس فقط للتفوق العسكري ولكن أيضًا للتفوق المعنوي.



وفر التتار إلى منطقة تبعد حوالي عشرين كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من عين جالوت، إلا أنهم وجدوا المسلمين مُصرين على لحاقِهِم، فلم يجدوا إلا أن يصطفوا من جديد، لتدور موقعةٌ أُخرى عند “بيسان” أجمع المؤرخون على أنها أصعب من الأولى، وقاتل التتار قتالاً رهيبًا، ودافعوا عن حياتهم بكل قوة، وبدءوا يضغطون على المسلمين، وكادوا أن يقلبوا الأمور لمصلحتهم، وكانت هذه اللحظات من أحرج اللحظات في حياة القوات الإسلامية، ورأى قطز -رحمه الله- كل ذلك، فانطلق يحفز الناس، ويدعوهم للثبات، ثم أطلق صيحته الخالدة: “واإسلاماه، واإسلاماه، واإسلاماه”.




قالها ثلاث مرات، ثم قال في تضرع: “يا الله!! انصر عبدك قطز على التتار..!!”.

ما إن انتهى من دعائه وطلبه -رحمه الله- إلا وخارت قوى التتار تمامًا، وقضى المسلمون على أسطورة الجيش الذي لا يقهر ولاحق فلولهم حتى حرر الشام، حيث كانت هذه الهزيمة هي الأولى لهذا الجيش التتري والنصر الأول للمسلمين على جيوش هولاكو.

وبهذا النصر الساحق، التأم شمل المسلمين في مصر والشام والحجاز تحت قيادة الدولة المملوكية، ولم تقم للتتار قومة بعدها، وذلك بفضل الإيمان الراسخ، والثقة في الله تعالى، وكان ذلك النصر من الانتصارات الباهرة في شهر رمضان المبارك.













رد مع اقتباس