زاد الدّاعية
كلنا نقرأ القران في هدا الشهر الكريم لكن أحببت في هاته الفقرة ان ادكر نفسي و أخواتي بمحاور القرأن الكريم
يقول الشيخ محمد الغزالي :
إن المسلمين ظلموا دينهم مرتين: مرة بسوء التطبيق ومرة بالعجز عن التبليغ..
فسوء التطبيق عرَّض الدين نفسه للتهم حتى قيل: إنه ضد الفطرة والحرية والعقل..
والعجز عن التبليغ أبقى جماهير كثيفة في المشارق والمغارب لا تدري عن الإسلام شيئا يُذكَر”.
فالشيخ يؤكد أن مظاهر العقل والنقل تتزاحم لتؤكد أن القرأن الكريم { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }.
و يؤكد وظيفة القرآن في الحياة قائلاً:
“انه يُعرّف الناس بربهم على أساس من إثارة العقل وتعميق النظر، ثم يحوّل هذه المعرفة إلى مهابة لله، ويقظة في الضمير،
ووجل من التقصير واستعداد للحساب.. هناك أفكار أرضية تبدئ وتعيد في نطاق الحمأ المسنون، أما القرآن؛ فهو يدع الناس يمشون في الأرض، بعد أن يجعل رؤوسهم في السماء”.
فالمحاور التي دارت عليها سُوَر القرآن الكريم في خمسة محاور:
المحور الأول: الله الواحد
وقد أفاض القرآن في هذه القضية، وهو يمزج في ذلك بين أمرين:
1- فقر العالم إلى الله وقيامه به واستمداده الوجود منه؛ لأنه من المستحيل أن ينتظم هذا العالم من غير منظِّم أو يتخلق من غير خالق.
2- أن هذا الخالق المدبر واحد لا شريك له، ليس له ندّ ولا ضدّ، كل شيء هالك إلا وجهه..
“فإننا نشبه المصابيح الكهربية التي لا تضيء من ذاتها؛ وإنما تضيء بتيار يسري في الأسلاك إليها؛ فإذا انقطع هذا المدد الخارجي أظلمت”.
المحور الثاني: الكون الدال على خالقه
“إن الجهاز الذي يخترعه أحد العباقرة ينطق بعقل صاحبه وشدة تألقه، وبديع السماوات والأرض أودع في خلايا الأجسام الحية، وفي ذرات الأجرام الميتة ما ينادي يعلمه وحكمته وبركته..
إن هذا الكون هو المسرح الأول لفكرنا والينبوع الأول لإيماننا”..
وهنا يتلاقى الشيخ الغزالي مع العقّاد في قوله: “إن التفكير فريضة إسلامية”؛
فيثبت أن المجال الأول للفكر هو مادة هذا الكون، و”لن يحسن معرفة الله امرؤ يعمى عن سنن الحق، ولن يخدم رسالات الله جهول بهذه السنن”.
المحور الثالث: القصص القرآني
القصص القرآني أداة للتربية ومصدر توجيه ووعظ واعتبار؛ لذا قصّ القرآن علينا قصص الماضين؛ لأن “الإنسان هو الإنسان قد يختلف في ريفه
وحضَره وأميته وثقافته؛ ولكن ذلك الاختلاف في وسائله إلى أهدافه؛ أما غرائزه فهي في أصلها ثابت؛ قلما يعروها تغيير.
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.
المحور الرابع: البعث والجزاء
إن الله أوجد البشرية لا لتعيش برهة من الزمن ثم تفنى؛ بل خَلَقها الله لتخلد، وهذا الموت الذي يعترض مسيرتها هو رقدة مؤقتة،
أو نقطة فاصلة بين مرحلتين من الوجود، كانت الأولى للغرس؛ بينما كانت الثانية للحصاد.
المحور الخامس: ميدان التربية والتشريع
يُحلّق بنا الغزالي في ميدان محمد صلى الله عليه وسلم، الذي صاغ به تجربة فريدة ونماذج عَقُم الزمان أن يجود بمثلها، إ
نها الربانية التي زرعها محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس أتباعه رضوان الله عليهم جميعاً أن تترك الرذائل؛ لأن الموصول بالله لا يكون من الأراذل،
وتتحلى بالفضائل لله لا لسواه؛ فالربانية في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، هي أساس أنشطتهم في اليقظة والنوم؛ فالله غاية كل سعي وباعث كل حركة،
ولا عجب أن كان شعارهم في السلم والحرب: “الله أكبر”.
لقد نجح الشيخ الغزالي في أن ينقل علاقتنا بالقرآن الكريم من علاقة المتلقي للاستماع أو القارئ لبلوغ آخر السورة، إلى علاقة المتلقي للتنفيذ والقارئ للتدبر..
وهي النقطة التي صاغ بها القرآن القلوب وفتح بها العقول لتسُود الدنيا كلها { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ }.
للمطالعة الكتاب كاملا
https://download-islamic-pdf-ebooks.com/freedownload5988
آخر تعديل نائلة 2016-06-25 في 02:13.
|