منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ¨°o.O« الخيمة الرمضانية الكبرى "اليوم 08" إعداد وتقديم :فريقـ‘هن -»O.o°¨
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-13, 00:04   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أم عاكف ( الأم المعلمة )
مشرف منتديات الثقافة الطبية
 
الصورة الرمزية أم عاكف ( الأم المعلمة )
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ 
إحصائية العضو










افتراضي



رســـائل مقدســـة
يا إلاهي عطفكـ ؛لقد مضى عام مند الحادثة التي أودت بمصنعي و لم أجد بديلا عنه ،كيف سأطعم أبنائي و زوجتي ،، بينما كان محمد يردد هذا الكلام في منتصف الليل تائها إذا بزوجته فاطمة تربت على كتفيه و تردد صبرا صبرا يا أبا عامر ماعلينا سوى الصبر، توكل على الله و أطلبه أوليس هو من قال أدعوني أستجب لكم؟ فمثلما إحترق المصنع سيعوضك خيرا إن شاء الله

اليوم و بينما الجميع منشغل في قاعة الضيوف إذا بمصطفى يقبل مسرعا يصرخ : لقد وصلك طرد يا أبي ،، أمسك الوالد الطرد و فتحه و الكل ملتف حوله ينتظر مايحمله ، و هنا كانت المفاجئة ، إنه طرد من أمريكا رددت آسيا هذا و اكملت قائلة ، مبارك عليك الوظيفة ياأبتي ؛ قيل أنه يمكنك البدء بعد أسبوع من تلقيك الرسالة ...،فرح الجميع و بعد أسبوع كان اليوم المنتظر و وصلت سيارة الاجرة وقبل ذهابه أوصاهم أن يهتموا بأنفسهم جيدا و أن يراسلوه.

مرت الشهور و الأعوام و توالت الأحداث و المصائب واحدة تلو الأخرى على العائلة و كانوا كلما وصلتهم رسالة من الوالد إكتفوا بتقبيلها و الحفاظ عليها كما هي في صندوق مقدس لدى العائلة..

طال غياب الوالد كثيرا و في يوم ممطر كئيب فتح باب البيت على غير عادته ...إنه الوالد الغالي ، أسرع مصطفى لحضن والده يبكي و يقبله بشغف و يردد إشتقت إليك ياغالي ، الحمد لله على عودتك ،لاترحل ثانية أبي أرجوك لاتفعل هذا ثانية ،، بادر الوالد بتقبيل ابنه ووعده ألا يتركه ثانية و لكن لفت إنتباهه خلوة البيت من زوجته و باقي أولاده ،، فقال بتعجب : أين والدتك يابني .. سكت مصطفى برهة ثم ردد : البقية بحياتك يا ابتي ،، لقد توفيت قبل عام و نصف ،، لم يحتمل الوالد الامر و جثى على ركبتيه مرددا : إنا لله و إنا إليه راجعون ، قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا..ولكن كيف هذا يامصطفى كيف حصل يابني؟ ، أجاب مصطفى لقد مرضت بمرض شديد و لم نجد مالا لعلاجها ..لم تقاوم كثيرا و ماتت تاركتا إياي وحدي ياأبي ، فبعد وفاتها رحمها الله لم يحتمل أخي عامر الأمر فذهب مع رفقاء السوء و لم يعد وآسيا ياأبي فلقد تزوجت بالشاب الذي أرسلت لك رسالة تخبرك بانه قد تقدم لطلبها و ليتها لم تفعل فهو يضربها يوميا و هي تعيسة معه أشد تعاسة .. وقف الأب ثائرا : كيف يحصل كل هذا ألم تتلقوا رسائلي؟؟ ،، قال مصطفى : بلى يا أبي و لكننا كنا نحتفظ بها في الصندوق المقدس لم نشأ فتحها و إفسادها
هنا ردد الوالد قائلا : رسالتي الاولى حملت مبلغا ماليا ضخما لوالدتكم ،، و ورسالتي الثانية حملت وصايا لعامر أن يبتعد عن رفقاء السوء ،، و رسالتي الأخيرة كانت لآسيا أخبرها أن ذلك الفتى سيء الأخلاق..


إلى هنا إخوتي تكون قصتنا قد إنتهت و لكن فقط وأنا أقرأها وأتأمل الحال الذي وصلت له هذه العائلة و تشتت شملها لأنها لم تتطلع على رسائل الوالد و تنتفع بها و كيف أنهم إكتفوا بتقبيلها و تنظيفها بل و تقديسها أيضا ،، صرت أمرر عيناي إلى المصحف الواقع على مسافة مني ،، ياويحك يا لويزة إنكي تعاملين رسالة الله عزوجل كما عامل هؤلاء رسالة أبيهم .

إنني أغلق مصحفي واضعة إياه على الطاولة كغيره من الأغراض الموجودة هناك لا أقرأه و لاأنتفع به و هو منهاج حياتي أفليست كلها لله عزوجل ؟ فاستغفرت الله و أخرجت مصحفي و عزمت ألا أتركه ما تبقى من حياتي بإذن الله ..
كما اوصيكما بنتاي أحلام و رشا ألا تفارقا كلام الله أبدا و إعتبرا من قصة هذه العائلة كما فعلت أنا ، و كما تعلمان إن القرآن يأتي شفيعا لقارئه يوم القيامة ،، فعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه .











رد مع اقتباس