منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كُشِف النقــآب ..!~ لا تَخْدَعُــونِي بهِ بَــعدَ اليَومْ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-21, 16:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي كُشِف النقــآب ..!~ لا تَخْدَعُــونِي بهِ بَــعدَ اليَومْ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هَذه كلمآتٌ مُبعثَرةٌ مُــتنآثرة عَــلَى رَصِيفِ ذِكرَيــآتِي وَددتُ أن أشَــآركَــكُم بِهــآ إخوتِي أخوآتِي ..

..
.
هي قصّةٌ مِن وَاقِعِي المُعَــاش أنقُلُهآ إلَيْكُم كَــمآ سَجَّلَـهآ التآريخُ فِي مُخَيلَتِي .. وأضفت إليهآ طآبعًــا أدبيا لأجلكم .. أرجو أن تعجبكم
.
.
قَبل عَــآمٍ مٍن هَذهِ اللَّحظآت..

كُنتُ في سآحَة ثانوِيَتنا جالسَةً تنتَابُني خواطر حُزنٍ تارَة وأطيافُ لحظاتٍ جميلة تارةً’ أخرى فأبتسِم
لَم أنتَبِه إلّا وَيَدُ زمِيلَتي بالقِسمِ " سمية" تُربّتُ علَى كَتِفِي .. نظرَت إليّ مُرتابَة لا تَدري بأي الكلماتِ تبدأ أو تَنتَهِي ..

.. لاحظْتُ عَلَى عَينَيها
المتلألئتَين المتزينتين للعامة والخاصة ( بالريسيل وتبِعَاتِه) دُموعًــا متَحجّرة مذهُولَة تأبَى النّزول
أشرتُ إلَيهَــآ أن اجلِسِي ..!! والدّهشَة تَملؤنِي أهذِه حَقا " سميّة" الّتِي كانَت تُدِير رأسَها عن كلّ كلِماتِي الّتي كُنتُ أوجّهُها إلَيهَــا .. مالّذي حَدثَ الآن ؟! لا شَك أن وراء هذا التغيّر أمرًا مَهُولا ..
تَرَكتُ دَهشَتِي وأفكارِي المتَلاطمة جانبًا وتوجّهتُ إلَيْها بنظراتي أستفسِر خَبَرها
تنهّدت بحَسرَة ..وقالت:
- ساجدة .. أوتعلَمِين ؟ خُدِعتُ بَــينَ لَيلَة وضُحاها ..!! لا أدرِي أيّهما كان أسبق إلي أسواد الليل وحلكته أم لهيب الضحَى؟..
لتتبع كلماتِها دموع حارقَة ..شكلَت وادِيين أسودين لعلهما كانا كلون الاختناق الذي كانت تعيشه في تلك اللحظات
فاستوعبتُ ما قالته وفهمت ما ترمي إليه .. لأجيبها من جنس سؤالها : أولم تعلمي قبل الآن أنك مغدورة مخدوعة ؟
شَهقَت .. نظرتْ إلي ولمحتني جيدا .. وكأن روحها تناجيني بأسى (أين كنتِ قبل الآن؟! أما كان عليك أن تزيلي غمامة الجهل التي أظلتني)
فسارعتُ بإجابتها : - يا ليتك التَفتِّ إليّ حينَ كنتُ أطلبُك لأحدثك .. لكن لبيك الآن ها أنا معك
ثم أضفت -بصرامة زائدة- : - أولست تذكرين تأوهاتي من بعيد .. ؟ أولستِ مَن قال هي الأخوة ؟ .. فتلكَ هي إذن!! اتركيك من كل هذا الآن وحدثيني بما جرى
اغرورقت عيناها بالدموع .. تحاملت لتكتمها عني لكن هيهات!
قالت بصوت مرتجف وكأن رعشاتها تناديني خذيني معك ! :
- يا ساجدة.. اسمحي لي
كنا في حصة الفنون أمس حين كنتِ متغيبة وكعادتي كنت ألتفت بين فينة وأخرى إلى "فؤاد" نتغامز ونضحك ويبثني نظرات الشوق والحنين وأبثه ..

رمقتني بنظرات حسرة فأشرتُ أن تابعِي
أكملت قائلة : كانت "سعاد" تنبهني وتحذرني مما أنا فيه .. لكني لم آبه فالأستاذ بالفعل كان كأنه غائب عن الوعي !
كنت أسر ضحكات هازلة ساخرة من تفكيرها الذي كنت أراه فكرا غير ناضج وتابعت لعبي ومراوغتي
كان الأستاذ جالسا يكتب في "دفتر النصوص" غير آبه بالفوضى التي آل إليها القسم
تقدم إلي "فؤاد" ودنا مني دنوًّا عظيما .. لا أخفيك سرا ..أحسست بالسعادة تنتشلني من مجلسي وترميني بين سحب الأحلام البيضاء الناصعة !! فَرُحتُ أحدثه بكل ما جال في خاطري .. كل هذا و"سعاد" تحاول صد كلماتي بنظراتها إلا أنها لم تكن مؤثرة ..!

تابعت تقول : - انزعَـجَت مني ونادت الأستاذ :
- يا أستاذ أما انتهيت من رسم كتابتك وتنميقها ألن تحدثنا عن شيء ينفعنا أم هناك ماهو أهم من تلاميذك ؟ ورمتني بنظرات غضبى
رفع الأستاذ رأسه متثاقلا كأنه كان يغط في نوم عميق وبنظرات "سعاد" إلي فهم الأستاذ مرادها
قام من مجلسه وتقدم بخطوات متأنية .. رمقني بنظرات لم أفهمها! فأوجست خيفة منه أطرق بصره قليلا محاولا استرجاع ذاكرته الغائبة وإذا بالأفكار تثور في رأسه
قلّب بصره ثم ركزه نحوي -ومازال "فؤاد" بالطبع بجانبي- فأطرقت رأسي متسخطة !! ثم أزاح نظره نحو ذاك الجذع المترامي بجانبي وأطال النظر إليه .. وجهت نظري إلى "فؤاد" فإذا به زاهيًا بنفسه ضاحكا غيرَ آبه به

..
قال الأستاذ : -أبنائي بناتي .. كنت وقبل مدة ليست بالطويلة أدرّس هاهنا طلابا أمثالكم يسألوننا كغيرهم الخروج لقضاء الحاجة -كما زعموا- ولكن إن هم إلا ذئاب تسعى وراء حاجة هي أكبر من أن تستوعبها العقول والفطر السليمة .. المهمّ.. كنت أدرسهم كالعادة وإذا بطالبة تلحّ في الطلب لتخرج وبحسن نية أذنتُ لها فخرجَت تسابِقُ خطاها ..
ما كان غائبا عني أنه في هذه الاثناء كان ينتظرها صديقها خارجا .. اتجهت إليه وأخذا يسيران معا مبتعدين عن الأنظار لئلا يرمقهما أحد فيصد شيطانهما عن المسير .. وفي هذه اللحظة -سبحان الله- يستأذن أخ هذه الفتاة من أستاذه ليخرج لملاقاة صديقته .. هو كذلك !!
خرج ساعيا وراءها باحثا عنها ..دون جدوى ولكنه رأى ظلا منبعثا من خلف الأسوار فظنها عنزته المزعومة !! فهرول ناحيتها .. فإذا بها اخته مع فتاها !!
من غير شعور منه أخرج سكينا وهوى به على رقبته ولكنه تفادى الضربة .. مشوها كامل وجهه بتلك الحركة

وماكاد ينهي كلامه حتى نظرتُ إلى "فؤاد" لأرى ضحكاته الساخرة البادية على محياه
توجه الأستاذ إليه بالكلام : وأنت يا بني ماذا فهمت مما حكيته لكم ؟؟!
فأجابه برصاص أدمى قلبي -وبكل وقاحة- : إذن أستنتج أنه علي أن أصادق أخاها واهادنه -يعنيني- حتى لا يباغتني بضربة مفاجئة إذا ما اختليت بها ..!!
فضحك القوم ....!! واسودّ وجهي خجلا .. لا أدري أي أرض ألوذ بها ..المهم أن أبتعد عن ذاك المجلس الذي علت ضحكاته سخرية مني
فسأله الأستاذ سؤالا آخَر: بالله عليك.. أعلم أن وجهك لا حياء فيه فاصدقني القول ما حاجتك ؟
أجابه بوقاحة زائدة لم أستوعبها لحد الآن : حاجتي منها كحاجة الذكر من الأنثى ووالله لا زوجة أقبلها ولا أما لأولادي .. هل رضيت بجوابي الآن ؟؟!!.. ثم أكمل : إنما أخوض وألعب .. ثم غن حان وقت الجد جددت المسير .. ومضيت قدما نحو من لم تلطخها أياد وأفواه ..!!
انتهـى .. بقلمي سآجدة
والآن إخوتي أخواتي أعضاء المنتدى أعلم أن هذه القصة ربما لن تكون جديدة عليكم فمثيلاتها كثر .. بل ربما هناك ما كان أشد منها
لكن في القصة أمور كثيرة وددت مناقشتها معكم
ما رأيكم في الأستاذ ؟ بل في موقف كل من كان في القصة وأفكاره ؟
ثم هل أصبح مجتمعنا بكل هذا الانحطاط وقلة الأدب ..؟
تأملوا جيدا كلام التلميذ الوقح مع أستاذه ثم وعدم اكتراث الأستاذ بتلاميذه ..
أترك لكم باب النقاش مفتوحا ..
سلام..