لميس ....تلك الطفلة المشردة التي لمحتها يوما ......كأنني لمحت الموت والاغلال المعلقة برقابنا يوم القيامة تصرخ اين حق اليتيم يا بني ادم
يتخلل شعرها التراب ووجهها الغطىء باحمرار اسود وعيناها البريئتان تسرد قصة المعاناة ........كانت في حجم كف يد تركض مع الاطفال وكأنها تركض امام الدنيا ان اتركيني تعبت.........ثياب مهترئة وجبة قصيرة زيتونية اللون تحتها سروال ازرق مغطى بالتمزقات.....كانت تلعب بالتراب وتشكله دمية ولكن كلما كانت تبنيه يسقط ويتفتت.....لم يا دنيا؟انها طفلة ماذنبها؟......كانت تحتضن التراب و تبكي وتقول دميتي اسفة وكأنها تذعن مالم يستطع الكبار فهمه......لما مرت سيدة متبخترة بثيابها وجاهها مدت لميس ببراءة يدها وابتسمت:هل لي بحلوى؟بكل معالم البراءة لم ارى مثلها..........لكنها لم تطأطأ راسها حتى لترى من كانوا يحسبونهم اراذل وواصلت نحو جهنم فماهي بنفسها فاعلة.........يامن ترافع رأسك عندما تلقاني ..سيغنيك الذي اغناك عني فلا فقري يدوم ولا غناك