فقد شدّد كلمة (دم) وهي مخففةٌ أصلاً ..
*****
1 / قصر الممدود:
هو كثير الاستخدام وجائز حتى في الخطب والادعية ..
ومنه قول الشاعر:
لابدَّ من صَنْعَا وإن طال السَّفَرْ *** وإنْ تَحَنَّى كلُّ عودٍ ودَبِرْ
والأصل (صَنْعَاءَ) لكنه قَصَرهَا للضرورة ..
ومثاله أيضا قول أبي نواس :
لا قلتُ شعراً ولا سمعتُ غناً*** ولا جرى في مفاصلي السَكَرُ
فقد قصر (غناء) وجعلها (غنا) ..
ومنه قول الشريف الرضي
: وا صريعاً عالج الموت بلا *** شدّ لحيين ِ ولا مدّ ردا
فقد قصر (رداء) وجعلها (ردا) .. وفي قصيدة الشريف الرضي هذه أمثلةٌ كثيرة وشواهدٌ على قصر الممدود لمن أراد الرجوع اليها ..
2 / الترخيم :
ولدينا حالتين : ترخيم المنادى و ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء ..
أ / ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء:
ومنه قول الشاعر:
لَنِعْمَ الفتى تعشو إلى ضوء نارهِ ** طَرِيفُ بْنُ مَالٍ ليلة الجوع والخصر
والأصل (طريف بن مَالِكٍ) لكنه رخَّمه للضرورة.
ب / ترخيم المنادى :
إذا كان المنادى علماً غير مركب، زائداً على ثلاثة احرفيمكن ترخيمه ..
ومنه قول زهير بن ابي سلمى :
يا حارِ لا أُرْمَيَنْ منكم بداهية *** لم يَلْقَها سُوقةٌ قبلي ولا ملِكُ
فقد رخم الشاعر اسم (حارث) وهو منادى علم غير مركب ، زائد على ثلاثة أحرف فصار (حارِ)
وترخيم المنادى المختوم بالتاء جائزٌ وكثيرٌ جداً ..
ومنه أيضا قول الشاعر:
يا مروَ إِنّ مطيتي محبوسة ٌ *** ترجو الحِباءَ وربُّها لم ييأَس ِ
فأصل (مرو) قبل الترخيم (مروة)
ومثاله أيضا قول امرئ القيس :
أفاطمُ مهلاً بعض هذا التدلـّل ِ *** وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي
وقول جميل بثينة:
ألا ليت أيام الصفاء ِ جديدُ *** ودهراً تولى يا بثينَ يعودُ
وقول كثيـّر عزة:
وقد زعمت أنـّي تغيـّرت بعدها *** ومن ذا الذي يا عزُّ لا يتغيـّرُ
3 / ترك تنوين المنصرف أي منع المصروف:
مثاله قول الشاعر:
والروض جامعُ والأزاهرُ حولهُ *** وقنادل ُ الإترنج لاحت في الغد ِ
فمنع ( جامعٌ) بترك تنوينها مع انها مصروفة ً..
ومثله ايضا :
وما كان حِصْنٌ ولا حابسٌ *** يفوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ
والأصل (مِرْدَاسًا) لكنه ترك التنوين للضرورة.
4 / تخفيف المشدد:
يكثر استخدامه في روي القوافي المقيدة ( المنتهية بحرف صحيح ساكن )
وهو غير مستساغ في حشو البيت الشعري ..
منه قول امرئ القيس:
يُعل ّ به بردُ أنيابها *** إذا النجم وسط السماء استقلْ
فقد خفف التشديد في (استقلّ)
ومثله أيضا قول الشاعر:
فلا وأبيكِ ابْنَةَ العامريِّ *** لا يدَّعيْ القومُ أنِّي أَفِرْ
والأصل (أَفِرُّ) لكنه خفف للضرورة.
5/ حذف فاء الجواب :
هي من الضرورات المقبولة [المعتدلة ] تحذف الفاء من جواب الشرط الواجب اقترانه بالفاء وكذلك من جواب (أما) ..
مثال الأول قول الشاعر :
فقلت: تَحَمَّلْ فوق طوقك إِنها *** مطَّبعة من يأْتها لا يضيرها
فقد حذف الفاء من (إنها) الواجب اقترانها بالفاء لأنها جملة اسمية ، ومن (لا يضيرها ) لأنها جملة فعلية منفية
.
ومثال الثاني قول الشاعر:
أما بنوها الطاهرون صحائفٌ *** لولا كتاب الله كادت ترفع ُ
فقد حذف الفاء من جواب (أما) الواجب اقترانها بالفاء وهي (صحائفٌ).
6 / حذف نون التوكيد الخفيفة :
مثل قول الشاعر:
يميناً لأُبغضُ كلَّ امرىءٍ *** يزخرفُ قولاً ولا يفعل ُ
فقد حذف نون التوكيد من (لأبغضن) الواجب تأكيده بها لأنه جوابُ قسمٍ مثبتٌ متصلٌ باللام ومستقبلٌ
.
وقد تحذف نون التوكيد الخفيفة عند الوقف عليها وتستبدل بألف ..
كقول الشاعر :
وإياك والميتاتِ لا تقربَنَّها *** ولا تعبدِ الشيطان، والله فاعبدا
فقد حذف النون من (فاعبدن) وعوض بدلها (ألِفاً ).
وكقول الآخر :
يحسبه الجاهل ما لم يعلما*** شيخاً على كرسيه معمّما
فقد حذف النون من (يعلمن) وعوض بدلها (الفاً )
7 / حذف الشرط وجواب الشرط :
ومن ذلك قول الشاعر :
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن *** كان فقيراً معدماً قالت : وإنْ
فقد حذف فعل الشرط وجوابه من قوله ( وإن) بمعنى: " وإن كان فقيراً معدماً أرضى به"
.وكقول الآخر
:
احفظ وديعتك التي استُودعتها *** يوم الأَعارب إن وُصلت وإن لمِ
بمعنى: " وإن لم توصل فاحفظها، فحذف الفعل والجواب " ..
8 / حذف حرف من كلمة أو حذف كلمة أو أكثر :
تعتبر من الضرورات القبيحة عند بعضهم ومنها حذف نون (لكن ، اللذان ، اللتان ) ومثل ذلك قول المتنبي :
فوا أسفاً ألا أكبّ مقبّـلا ً *** لرأسك والصدر اللذي مُـلئا حزما
فقد حذف نون (اللذين) فصارت (اللذي) ، وكقوله أيضاً:
واذا الفتى طرح الكلامَ معرّضاً *** في مجلس ٍ أخذ الكلامَ اللذْ عنى
فقد حذف الياء من (اللذي) فصارت (اللذْ) ..
ويمكن حذف أكثر من حرف من الكلمة ، كقول المتنبي:
فيا ليلة ً ما كان أطولَ بِتُّهَا *** وسُمّ الافاعي عذبُ ما أتجرّعُ
أي (ما كان أطولها) لكنه حذف الهاء والالف للضرورة ..
ويمكن حذفت كلمة أو أكثر من البيت الشعري ، كقول المتنبي:
فقلْ في حاجة ٍ لم أقضِ منها *** على شغفي بها شروى نقيرِ
فأصل الكلام ( فقل ما شئتَ) وحذف الكلمتين لضيق المقام ..
*****
[ ثالثا : ضرورات التغيير]
1 / قطع همزة الوصل:
أي تغيير همزة الوصل إلى همزة قطع ..
ومنه قول الشاعر:
ألا لا أرى إِثْنَيْنِ أحسنَ شيمةً *** على حَدَثَانِ الدهرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ
والأصل (اثْنَيْنِ) لكنه قَطَعَ همزة الوصل للضرورة.
ومنه قول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت
:
فلذا أغتربتُ في الشام حتى *** ظن أهلي مرجماتُ الظنون ِ
فقد جعل همزة الوصل في (اغتربت) همزة قطعٍ
ومثاله أيضاً قول الجواهري :
ولقد رأيت فويق دجلة منظراً *** ألشعر لا يقوى على تحليله ِ
فقد قطع همزة ( الشعر) الموصولة
.
2 / وصل همزة القطع:
هذا كثيرٌ جداً ومنه قول الشاعر:
يَا ابَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضلٍ *** فرَّجْتُه بالمكر منِّي والدها
والأصل (يَا أبَا) لكنه غير همزة القطع إلى همزة وصل للضرورة.
ومثاله قول الفرزدق:
وكيف يؤم الناس من كانت امهُ *** تدينُ بأن الله ليس بواحدِ
فقد جعل همزة القطع في (أمه) همزة وصلٍ.
3 / فك المدغم:
ومنه قول الشاعر:
الحمدُ للهِ العليِّ الأجْلَلِ *** أنتَ مليكُ الناسِ ربًّا فاقْبَلِ
والأصل (الأجَلّ) لكنه فَكَّ المدغم على تلك الصورة للضرورة.
4 / تسكين المتحرك:
من ذلك قول أبي العلاء المعري
:وقد يقالُ عثار الرِّجْل ِ إن عثرت *** ولا يقالُ عثار الرَجْل إن عثرا
فقد سكن الجيم في (الرَجُـل) مع انها متحركةٌ ..
وقول آخر
:
كتلٌ من الترب المهينِ بخرْبة *** سكر الذباب بها فراح يعربدُ
فقد سكن الراء في (خَرِبَةٍ)
ويكثر تسكين المتحرك في ضميري الغائب والغائبة ( هو , هي ) إذا سبقهما حرفا [ الواوأو الفاء ].. وأقل من ذلك اذا سبقهما حرفا [ الهمزة , اللام ] وهذا جائز في الشعر وغيره ..
ومن ذلك قول أمرئ القيس:
فأخطأتهُ المنايا قِـيس َ أنملةٍ *** ولا تحرّزَ إلا وهـْو مكتوبُ
وقول أحمد شوقي:
:
نظمت أسامي الرسل فـهـْي صحيفة ٌ *** في اللوح واسم محمّد ٍ طـُغـَراء ُ
وقول الآخر :
ما لها الأيـّـام تبكي ما لها ؟ *** أهـْيَ مثلي ضيـّعت آمالها
5 / تحريك الساكن:
هو كثيرٌ جداً ومنه ..
أ- تحريك الحرف الساكن أصلا ً في الكلمة :
ومن ذلك قول الشاعر:
تباً لطالب دنياً لا بقاء َ لها *** كأنما هيَ في تصريفها حُـلـُمُ
فقد حرك اللام في ( حلـْم) الساكنة اصلاً
ب- تحريك الياء بالفتح :
ومن ذلك قول امرئ القيس:
ظللتُ ردائي فوق رأسيَ قاعداً *** أعدّ الحصى ما تنقضي عبراتي
ج- تحريك ميم الجماعة :
إذا كان ما قبلها مضموماً حركت بالضم، مثل هُمُ.. وإن كان ما قبلها مكسوراً حركت بالكسر مثل: بِهِمِ. ولا يكون ما قبلها مفتوحاً
.
مثال ذلك قول الشاعر:
لئن لذ ّ يوم الشامتين بيومها *** فقد ولدت مني لأنْفِهِمِ رغما
فقد حرك ميم (أنفهم) بالكسر ..
وقول الآخر:
قابلتُ جهلهـُمُ حلماً ومغفرة ً *** والعفو عن قدرة ٍ ضرب ٌ من الكرمِ
فقد حرك ميم (جهلهمُ ) بالضم
.
د- كسر آخر الكلمة اذا كان ساكنًا:
الساكن اذا حرك في اللغة العربية حرك بالكسر لأنها الحركة الأقرب الى السكون وهذا خاص بالرويفقط، كما قد يكسر أيضاَ لالتقاء الساكنين أينما كان.
مثال الاول قول عنترة العبسي
: ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها *** قيل ُ الفوارس ويكَ عنترُ أقدمِ
فقد كسر ميم ( أقدم) وهو فعل أمرٍ مبني على السكون ..
وقول امرئ القيس:
تطاول َ ليلك َ بالإثمدِ *** ونام َ الخلي ّ ولم ترقدِ
فقد كسر دال ( ترقد) وهو فعل مضارع مجزوم بحرف الجزم ( لم ) وعلامة جزمه السكون
.
ومثال الثاني قول لبيد:
عفتِ الديار ُ محلها فمقامها *** بمنىً تأبـّد َ غولها فرجامها
فقد كسر تاء التأنيث الساكنة في ( عفتْ ) لالتقائها بألف ( ال ) التعريف الساكنة .
6 / تخفيف الهمزة :
هذا كثير في الشعر وغيره ..
وقد تخفف الهمزة المتحركة بتسكينها حفاظاً على الوزن ..
ومثاله قول المتنبي
:تُهَنَّا بصورٍ أم نهنئها بكا *** وقلّ الذي صورٌ وأنت لهُ لكا
فخفف همزة (تهنأُ) ..
ومنه أيضاً قول الفرزدق
:
راحت بمسلمة َالبغالُ عشيـّة ً *** فارعَيْ فزارةُ لا هناكِ المرتعُ
يريد : لا هَنَأَكِ..
وقد تخفف لأجل القافية تارة ً أخرى ..
ومنه قول الشاعر:
لبنان مجلىً للجمال وجنـّة ٌ *** رسمت روائعها يمين الباري
فلا يمكنه استخدام كلمة (البارئ) دون تخفيف لاحتياجه إلى قافية الراء المكسورة ..
وقول أبي تمام:
ما في وقوفك ساعة ً من باسِ *** نقضي ذمام الأربع الأدراسِ
فقد خفف همزة (بأس) لاحتياجه الى قافيةٍ تُجَانسُ (الأدراسِ ).
وكقول ابي الطيب المتنبي:
كم زورةٍ لكَ في الاعراب خافيةٍ *** أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ
فقد خفف همزة (الذئب) لاحتياجه الى قافيةٍ مردوفةٍ بالياء
.
7 / تقديم المعطوف:
مثل قول الشاعر:
ألا يا نخلةً من ذاتِ عرقٍ ** عليكِ ورحمةُ اللهِ السلامُ
والأصل (عليكِ السلامُ ورحمةُ اللهِ) لكنه قَدَّم المعطوفَ للضرورة.
تحياتي الخالصة ..