يقول طرفة بن العبد ..
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً *** فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا *** فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى *** فشاوِرْ لبيباً ولاتعصهِ
وَذو الحَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّهُ *** فَإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصِهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ، *** حديثاً إذا أنتَ لم تُحصهِ
ونُصَّ الحديثَ إلى أهلِهِ، *** فإن الوثيقة َ في نصهِ
ولاتحرصَنّ فرُبَّ امرئٍ *** حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُهُ، *** وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخرَ تحسبهُ أنوكاً *** ويأتِيكَ بالأمرِ مِنْ فَصّهِ
لبِسْتُ اللّيالي، فأفْنَيْنَني، *** وسربلَني الدهرُ في قُمصهِ