منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►♦ ღمجلّـة نقـآوة حُلمღ ► [[العَدد الثَاني]]ღ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-10, 18:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

تربية الطفل / أم عاكف


يقول الله جلّ وعلا: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ
وقد روى الترمذي عن جابر بن سمرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"لأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاع"..

فالأولاد أمانة في أعناق الأهل، وإنَّ أخصب مرحلة للتربية والتوجيه والتأديب هي مرحلة الطفولة التي تتميّز بالمرونة والفطرة والتلقي.
ولكل بناء أساس، فإن كانت دعائم الأسس متينة قام البناء على أفضل ما يكون بإذن الله تعالى.

فلابدّ إذاً من زرع الفضائل والقِيَم والأخلاق في نفوس الأطفال، ولا بد من تربيتهم في الميادين كلها
ابتداءً من بناء العقيدة والعبادة مرورًا ببناء الجانب الاجتماعي والأخلاقي والعاطفي والجسمي والعلمي؛
ليخرج لنا جيل قوي قادر على التغيير والإصلاح وخلافة الأرض".

وللتربية أصول وقواعد يجب اتّباعها في عملية التعامل مع الطفل من حيث الإثابة والعقاب وكيفية التعامل مع الطفل
إن ظهر منه سلوك غير مرغوب فيه أو بالعكس قام بسلوك جيد. يقول ابن القيم في تحفة المودود:
"وممّا يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خُلُقه؛ فإنه ينشأ على ما عوّده المربي في صغره".

فالأهل هم الذين يغرسون في الطفل الأدب وحسن التصرف حتى إذا ما صدر منه ما يرونه معيباً
أفهموه الخطأ ووجّهوه إلى السلوك الصائب وهكذا حتى يعتاد السلوك السليم."والسؤال
الذي يتردّد: هل التربية بالحوار أفضل أو التربية بالحزم والقسوة؟ والناس في ذلك بين إفراط وتفريط..

فالبعض يفضِّل الأسلوب الصارم واستعمال "العصا" مع الجيل الجديد ويراها طريقة أفضل من اللجوء إلى الأساليب التربوية
والنفسية التي ينادي بها الغرب. والحقيقة أن الفريقين قد جانبا الصواب في التربية الصحيحة.

فلا اللين الدائم ولا القسوة المفرطة يمكن أن يُنبِتا طفلاً سليماً واثقاً قادراً على خوض غمار الحياة. وهنا يقع على الأهل العبءُ الأكبر
في تحمّل مسؤولياتهم تجاه أطفالهم. فهم بحاجة إلى تعرّف مراحل نمو الأطفال كافة وما يحتاجونه في كل مرحلة
حتى يستطيعوا تفهّم سلوكياتهم فيوجهوهم ويرشدوهم.

ولو عدنا إلى أسباب الخطأ الذي يرتكبه الطفل فإننا نجده إمّا فكرياً؛ كأن لا يوجد عند الطفل مفهوم صحيح عن الشيء،
وإمّا عملياً كأن يقوم بعمل فلا يجيده، وإما نابعًا عن إرادة جازمة من الطفل وإصرار على الخطأ.. ولكلّ نوعٍ طريقة في التعامل.
"فحين يكون الخطأ ناتجا عن سوء فهم حقيقة الأشياء يعمد الوالدان إلى التوضيح والتفسير، فإذا علِم الطفل الصواب اتّبعه..

وهذا ما اعتمده الحبيب -عليه الصلاة والسلام- حين رأى الحسن أو الحسين -رضي الله عنهما- يأكل تمرة من تمر الصدقة،
فقال له الحبيب عليه الصلاة والسلام: "كخْ.. كخْ.. ارْمِ بها، أما علِمتَ أنّا لا نأكل الصدقة؟
" فأوضَح الرسول -صلى الله عليه وسلّم- السبب في زجره ومنعه من أكل التمرة ولم يتركه حائراً يبحث عن السبب!

وأحياناً يخطئ الطفل في القيام بعمل لم يعمله من قبل فلا يجب أن يُحاسَب على خطئه هنا لأنه من الطبيعي أن لا يُفلِح في إنجاز أمر لم يسبق له أن قام به..
وليكن شعار الوالِدَين ما قاله الحبيب عليه الصلاة والسلام للصبي الذي لم يعرف كيف يذبح الشاة حيث قال: "تنَحَّ حتى أُرِيَك"!

أمّا إن كان الطفل يعلم أن ما يفعله خطأ، وأصرّ عليه، ولم يحسِّن سلوكه، أو حين يكون في أفعاله خطرٌ على حياته؛
فهنا يصبح التأديبُ واجبًا على الأهل حتى يقوِّموا اعوجاجَ سلوك الطفل ليمتنع عن أعمال خطيرة عليه أو عادات سيئة..
يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: "مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً".

فيُلاحَظ هنا أن الشرع أعطى الطفل مدة طويلة حتى يوجه إلى أفضل الأعمال –الصلاة– وصَبَر عليه طوال سبع سنوات،
وأمَرَ الأهل أن لا يبادروا إلى العقاب إلا حين يصرّ الطفل على عدم أدائها بعد سنّ العاشرة.
وعلى الأهل انتهاج هذا الأسلوب في تعاملهم مع أطفالهم بأن يصبروا على توجيههم والحوار معهم
وترك العقوبة إلى آخر المطاف.. فإنّ من أكبر الأخطاء في التربية أن يُعلّم الابن السلوك قبل أن يُعلَّم المعتقد،
فالمُعتَقَد الراسخ هو الذي يعلِّم السلوك!".

وتستجلي الإشكالية في التعامل مع الأبناء بقولها: "والمشكلة أن الأب والأم في بعض الأحيان لا يؤدّيان عمل المربي في البيت،
وإنما يعملان عمل القاضي والمحقِّق، فيطلِقان الأحكام ويعاقبان دون أن يقوموا بالتوجيه والحوار بدايةً..

وأمّا إذا لم ينتهِ الطفل ولم ينفع معه الإرشادُ وأصرّ على القيام بالسلوك غير المرغوب فحينها يكون التأديب بسبيل آخر غير الحوار..
ولكن على أن يكون العقاب الجسدي هو آخر المطاف..



إلى اللقاء في عدد قادم .....










رد مع اقتباس