زهـير ، شاعر الحكمةِِ و االأدب ، و صاحبُ الحَــوليــــات المُنقَّحه و المُتْقَنه... ،
كانَ في سعةٍ من مالهِ كما كان في أدبهِ و نُبلهِ و وقارِهِ ، فجـــاء شِعرهُ خاليـــــــــًـا من الفُحشِ ، وهو شِعْرٌ جاهلــي ...
حتى قيل أن عمر بن الخطَّاب -رضي اللهُ عنهُ- كان يأنسُ لشعرهِ ..
ومُعلَّقتُه أشهر من أن تُذكر
"أمن أم أوفى دمنة لن تكلَّمِ *** بـحومانةِ الدرَّاج ، فالمُتثلَّمِ ".
فقــــال بعد أن أعياهُ الجهد في معرفةِ الرَّســمِ و الطَّلَــل :
" وَقفتُ بها من بعدِ عشرينَ حجَّة *** فلأيا عرفتُ الدَّار ، بعدَ توهُّمِ ".
.
.
" فلمَّا عرفتُ الدار ، قلتُ لرَبْعِها : *** ألا عِمْ صباحًا أيُّها الرَبعُ ، و اسْلمِ ".
.
.
و قد جَنى عليهِ هذا الربعُ ، اذ ذكَرهُ فذكَّرهُ ، فحنَّ لما مضى ، و توهَّمَ ( بعد عشرين حجة ) :
" تبصَّر خَلِيلِي هل ترى من ظَعَائنٍ *** تَحملنَ بالعلياءِ ، من فوقِ جُرثُمِ ".
و ( جرثُم ) اسمُ نبعِ ماءٍ بعينهِ ، فأجادَ زُهيــــــــر في وصفِ الماءِ بعدها :
"فَلمَّا وردنَ الماءَ ، زرقًا جِمامُهُ ، *** وضعنَ عِصيِّ الحاضِرِ المُتَخيِّمِ ".
.
.
و ختمَ المعلَّقه بحكمٍ تداولها أهلُ الأدب حتى وصلتنا ....
" و مهما تَكنْ عندَ امرئٍ من خَليقةٍ *** - وإن خَلهَا تخفَى على النَّاسِ - تُعلَمِ "