منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العلاقة بين المحور الإيراني والمصري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-05, 19:56   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
قاهر العبودية
عضو محترف
 
الصورة الرمزية قاهر العبودية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

النظام المصري وتطبيع العلاقات مع الأسد



يبتعد النظام المصري في مواقفه عن مطالب وأهداف الثورة السورية، ويقترب أكثر من مواقف روسيا وإيران الحليفين الرئيسيين لنظام بشار الأسد، وتشير التطورات الأخيرة في أفعال النظام المصري إلى أنه ماض في سياسة "إعادة المياه" إلى مجاريها رويداً رويداً مع نظام الأسد.

ومنذ تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم في مصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بدأ التوجه المصري نحو الثورة السورية ونظام الأسد يتخذ منحاً جديداً، وأصبح للقاهرة دوراً أكثر نشاطاً في القضية السورية لكنه بحسب محللين وعدد من المعارضين السوريين لم يكن إيجابي.

وكانت العلامة الفارقة في سلبية الموقف المصري حيال الثورة السورية مع تأييد مصر للضربات الجوية التي يشنها الطيران الروسي منذ سبتمبر/ أيلول الماضي ضد فصائل المعارضة ومناطق المدنيين بالدرجة الأولى، ومن ثم في عدد قليل من الغارات تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتشير الوقائع إلى أن النظام بدأ في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد الذي لا يبدو أنه يؤيد رحيله عن السلطة، وإذا كان من غير المؤكد مئة بالمئة أن الرئيس السيسي استقبل في أغسطس/ آب الماضي رئيس مكتب الأمن القومي في نظام الأسد، علي مملوك، حسبما أكدت وسائل إعلام مؤيدة للنظام، فإنه لا مجال للشك في أن مصر تشارك إلى جانب إيران وروسيا في كسر العزلة المفروضة على النظام.

وبدا ذلك واضحاً مع بدء زيارات وزراء في نظام الأسد إلى مصر كوزير الإسكان والتنمية محمد وليد غزال الذي زار القاهرة السبت الفائت، والمدير العام للشركة السورية للنفط طراد صالح المسلم الذي وصل إلى القاهرة في ذات اليوم. وتعد زيارة غزال هي الأولى لمسؤول رفيع المستوى في نظام الأسد منذ سحب السفير المصري من دمشق وتعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية عام 2013.

واللافت أنه بعد هذه الزيارة بيوم واحد أعلنت مصادر في مطار القاهرة أن طائرة ركاب مصرية غادرت الخميس الفائت إلى مطار دمشق الدولي في أول رحلة لطائرة مصرية منذ توقف رحلات شركة مصر للطيران قبل ثلاثة أعوام.

ويرى أستاذ القانون والعلاقات الدولية وسام الدين العكلة في تصريح خاص لـ"السورية نت" أن التقارب الذي شهدته العلاقات بين نظام الأسد والنظام المصري خاصة خلال الفترة الأخيرة، يصب في خانة رد الفعل على التقارب أو على الأقل عدم التنافر السعودي - القطري - التركي والتنسيق حول رؤية الحل السياسي في سورية. ويضيف أن مصر، والأردن، والإمارات بدعم روسي تعمل على مواجهة التقارب الثلاثي.

ولفت العكلة إلى أن نتائج هذا التقارب المصري الروسي ظهرت في مقاطعة هيثم مناع رئيس تيار "قمح" وعضو هيئة التنسيق الوطنية لمؤتمر الرياض، الذي يجري برعاية السعودية ويجمع أطيافاً واسعة من المعارضة السورية، ويهدف إلى الخروج بوفد معارض موحد لخوض المفاوضات مع نظام الأسد، ضمن مرحلة انتقالية نص عليها بيان فيينا.

ويبدو أن سورية لم تعد مجرد ساحة لتصفية حسابات الدول الغربية، إذ أن مصر تسعى إلى الرد على تركيا العدو اللدود للقاهرة حالياً في سورية، حيث تتخذ سياسات معاكسة لسياسات أنقرة، وبالإضافة إلى ذلك يقول العكلة إن "البرود الحاصل في العلاقات المصرية السعودية جراء استقبال الأخيرة لبعض القيادات المصرية المعارضة للسيسي، دفعت الأخير إلى التقارب مع نظام الأسد كرد فعل على ذلك".

ونشر موقع "ديبكا" الإسرائيلي، أمس، تقريراً كشف فيه عن اتفاق سري بين موسكو والقاهرة لتعزيز العلاقات بينها مع نظام الأسد، وقال الموقع إنه ""خلال الأسبوع الماضي، أبرم مكتبا كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفاتح السيسي سراً اتفاقاً ثلاثياً لتعزيز العلاقات بين موسكو والقاهرة ودمشق".

وأضاف التقرير أن بوادر هذا الاتفاق هو "الهبوط المفاجئ لأولى رحلات الركاب المصرية في مطار دمشق الدولي ومدينة حلب في شمال سورية، لتصبح شركة الطيران الوطنية المصرية أول شركة طيران عربية تجدّد رحلاتها إلى العاصمة السورية التي مزقتها الحرب منذ عام 2012". واعتبر الموقع أن "لفتة السيسي ترقى إلى أن تكون صوتاً داعماً لبشار الأسد في مواجهة خصومه في الساحة العربية، كما إنها أيضا دليل على الثقة في السياسة الروسية التي تصر على الحفاظ على الرئيس السوري في السلطة، في مواجهة أصوات قوية في الغرب والمنطقة تدعو إلى الإطاحة به".

وفي تعلقيه على هذا التقرير قال العكلة لـ"السورية نت" إن "صحة التقرير واردة بقوة لأن زيارة وزيرة الاسكان ومدير شركة النفط السوري الى القاهرة خلال الأيام الماضية وهناك معلومات عن زيارة علي مملوك الى القاهرة قبل حوالي شهرين كلها تؤشر على إمكانية عودة العلاقات بين البلدين خاصة في ضوء الخلافات الموجودة حاليا بين القاهرة والرياض".

وصور أستاذ القانون والعلاقات الدولية تصرف النظام المصري حيال القضية السورية على أنه "كلما اشتدت الخلافات بين مصر والسعودية، كما اقتربت مصر من نظام الأسد لتنافر المصالح بين الطرفين".

ولم يستبعد العكلة أن تتطور العلاقات بين مصر ونظام الأسد إلى حد نرى فيه وزير الخارجية وليد المعلم في القاهرة، ولفت العكلة إلى أن الأمين للجامعة العربية نبيل العربي، قال إنه على استعداد للقاء وليد المعلم في الوقت الذي يختاره لزيارة مقر الجامعة في القاهرة، وينظر محللون إلى أن مواقف العربي تتناغم بدرجة كبيرة مع توجهات النظام المصري.

ويشير العكلة إلى أن العربي أدلى بتصريحات عكست الموقف المصري من تركيا، حيث استنكر ما أسماه "التدخل التركي" السافر في العراق (جراء إرسال تركيا قوات لها إلى محافظة نينوى)، في حين "لم نسمع صوت العربي اتجاه الاحتلالين الإيراني والروسي لسورية والعراق"، وفقاً للعكلة.

ولا تبدو مهمة إعادة تأهيل الأسد على يد النظام المصري بالأمر السهل، لأسباب تتعلق بالنظام المصري من جهة، وبنظام الأسد من جهة أخرى، وفي هذه النقطة يقول العكلة: "لا أتوقع أن تنجح مصر بتعويم نظام الأسد لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالنظام المصري بالأصل أصبح منبوذاً من قبل العديد من الدول التي دعمته في البداية، فنرى اليوم علاقاته متوترة مع روسيا على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وعلاقاته مع بعض الدول الأوروبية سيئة بسبب ملف حقوق الإنسان، وهو ما رأيناه مؤخرا خلال زيارته لبريطانيا والبرود الذي تم استقباله فيه".


وكالات









رد مع اقتباس