منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ✿.•¯`•.✿ مشروع حفظ كتاب الله.....الفوج 01 ✿.•¯`•.✿ *~قرآني في قلبي*~
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-06, 12:16   رقم المشاركة : 3200
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع السابع
قصة سيدنـا يوسف عليه السلام
كان لسيدنا يعقوب بن إسحاق عليه السلام 12 ولد ذكور ، و من بينهم سيدنا يوسف عليه السلام حيث كان حسن الخُلق بشوش الوجه و قد كان له عند والده مكانة و محبة خاصة ، مما جعل إخوته يحسدونه ، و في ليلة من الليالي المظلمة رأى سيدنـا يوسف عليه السلام و هو نائم رؤيا عجيبة فقد رأى أن 11 كوكبا و الشمس و القمر يسجدون له و عند استيقاظه ذهب مسرعـا لإخبار أبيه ، فلما علم برؤيا ابنه عرف أنه سيكون له شأن عظيم في المستقبل فحذره من أن خبر إخوته فيطغى الشيطان على قلوبهم و يجعلهم يحقدون عليه و يحسدونه على ما آتاه الله من فضل ، فطبق سيدنا يوسف وصية والده و لم يقُّص عليهم رؤياه ، و رغم عدم إخباره لهم برؤياه إلا أن لهيب الحقد كان يسري في قلوبهم و لم يهدأ لهم بال حتى اجتمعوا جميعا لنصب مكيدة لأخيهم يوسف و ذلكـ بغية التخلص منه و ابعاده عن أبيه فاقترح أحدهم أن يقتلوه و لكن الأخ الاكبر رفض الفكرة و اقترح ان يرموه في بئر بعيد حتى يعثر عليه بعض السائرين في الطريق فيأخذونه و يبيعونه و لقيت هذه الفكرة استحسانا و قبولا ، و هنا بدأ التفكير في حيلة تجعلهم يأخذون أخوهم و ينفذون ما اتفقوا عليه و بعد تشاورهم ذهبوا الى أباهم و قالوا أنهم يريدون أن يأخذوا يوسف معهم و لكن باءت محاولتهم الأولى بالفشل فلقد رفض سيدنا يعقوب طلبهم و قال أنه يخاف أن يأكله الذئب و أنتم غافلون إلا أنهم ردوا على أباهم بجواب مقنع جاء في الآية لكريمة "لئن اكله الذئب و نحن عصبة إنا إذا لخاسرون" . قَبِلَ سيدنا يعقوب أن يخرج يوسف مع إخوته ،
و في الصباح خرج الإخوة جميعا برفقة أخيهم الصغير يوسف عليه السلام الى الصحراء ليرعوا اغنامهم و ما ان ابتعدوا عن أبيهم سمحت لهم الفرصة بتنفيذ مكيدتهم فذهبوا الى البئر وخلعوا ملابسه و ألقوه فيه ، شعر يوسف عليه السلام بالخوف لكن الله كان معه و أوحى له بأن لا يخاف و أنه نجا من طغيان إخوته ، و بعد أن تخلص الإخوة من أخيهم يوسف عليه السلام بدأوا يفكرون في حجة يقولونها لأبيهم فاِتفقوا على أن يقولوا له أن الذئب قد أكله و ذبحوا شاة و لطخوا بدمائها قميص يوسف و عند حلول الليل عادوا الى أبيهم و الحزن يخيم على وجوههم فلما دخلوا على أبيهم بكوا بكاءً شديدا فنظر سيدنا يعقوب اليهم و لم يجد يوسف معهم ، فأخبروه أن الذئب أكله و أخرجوا القميص الملطخ بالدم ليكون دليلا على صدقهم ، و لكن سيدنـا يعقوب عليه السلام كان فطنـا و رأى أن القميص سليم و لم يمزق حيث أنه لم يخطر على بال أحد هذا الأمر فقال لهم : عجبا لهذا الذئب كان رحيما بيوسف حيث أنه أكله دون أن يمزق قميصه كاشفا بهذا القول كذبة أبنائه.
و في حين كان يوسف عليه السلام في البئر مرت عليه قافلة متجهة الى مصر فتوقفت بغية التزود بالماء فأرسلوا أحدا لفعل ذلكـ و عند إلقائه بالدلو تفاجئ بوجود غلام جميل داخل البئر ففرح بذلك و نادى رجال القافلة لإخراجه و أخذوه معهم ليبيعونه ، و كان عزيز مصر يتجول في السوق أنذاك ليشتري غلاما له لأنه لم يكن له أولاد و في أثناء سيره وجد هؤلاء يعرضون يوسف للبيع فاشتراه منهم بدراهم قليلة و رجع الى زوجته و هو سعيد بالغلام الذي اشتراه و طلب منها أن تكرم هذا الطفل و أن تحسن معاملته فاِتخذاه ولدا لهما و هنا أصبح سيدنا يوسف عليه السلام محاطا بعطف العزيز و رعايته،



قصة سيدنا يوسف عليه السلام الجزء (2)
و بعد مرور سنوات كبر يوسف عليه السلام و أصبح شابا قويا رائع المظهر و كانت زوجة عزيز مصر تراقبه يوما بعد يوما و ازداد إعجابها به فبدأت تظهر له الحب عن طريق الإشارة و التعريض ،و في يوم من الأيام انتهزت فرصة غياب زوجها عن القصر فتعطرت و تزيت و دعت سيدنا يوسف الى حجرتها أغلقت كل الأبواب و طلبت منه أن يفعل معها الفاحشة و لكن سيدنا يوسف رفض رفضا قاطعا و كان جوابه كالأتي "مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"ثم أسرع يوسف ليخرج و لكنها جرت خلفه لتمنعه من الخروج فأمسكت بقميصه قتمزق و فجأة جاء العزيز و علم بما حدث إلا أن زوجته أنكرت الأمر و اتهمت سيدنا يوسف بالخيانة و قالت لزوجها أنه يجب عليه أن يسجن يوسف أو يعذبه عذابا أليما فهو قد حاول الاعتداء على زوجتكـ و عند سماع سيدنا يوسف ما قالت حاول الدفاع عن نفسه بقوله "هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي"فأمر العزيز بأن يبقى الأمر سرا و لكن سرعان ما انتشر الخبر في المدينة و تحدث نسوة عن المعصية التي كادت ان تفعلتها زوجة العزيز فعند علم الزوجة غضبت غضبا شديدا و دعتهم إليها و عند وصولهم إليها أجلستهم على كراسي مريحة و أعطت لكل واحدة منهنّ سكين و أمرت من يوسف أن يدخل عليهنّ ففعل سيدنا يوسف ما أمرت منه زوجة العزيز و عندما رأت النسوة سيدنا يوسف عليه السلام انبهرن بجماله و أخذن يُقطعن أيديهن دون أن يشعرن و ظنّ جميع النسوة أنه ملك كريم و ليس بشر و لما كثرت الفتنة في المدينة بسبب إعجاب النساء بسيدنا يوسف رأى القائمون على أن يدخلوا يوسف الى السجن ، فسجنوه و قد سُجِنَ معه فتيان أحدهما خباز والآخر ساقي و قد رأو في سيدنا يوسف أخلاقه الرفيعة و عبادته لربه مما جعلهم يعجبان به و ذات ليلة رأى الفتيان رؤيا أحدهم رأى أنه يعصر خمرا و يقدمه للملك و الآخر رأى أنه يحمل فرق رأسه خبزا تأكل الطيور منه و لمّا استيقظا قصا رؤياهما على النبي يوسف عليه السلام و طلبا منه تأويها فقال لهم يوسف عليه السلام بأن أحدهما سيخرج من السجن ويرجع إلى عمله كساق للملك وأما الآخر وهو خباز الملك فسوف يصلب وتأكل الطير من رأسه ، و قبل خروج الساقي من السجن أوصاه سيدنا يوسف عليه السلام بأن يقول للملك أنه يوجد شخص بريئ في السجن و لكن ذاك الساقي أنساه الله ما أوصاه به يوسف عليه السلام وظل يوسف بضع سنين في السجن و مع مرور الوقت رأى الملكـ في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع نحيفات وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فقام من نومه خائفا مفزوعًا مما رآه فجمع رجاله وعلماء دولته وقص عليهم ما رآه وطلب منهم تأويله و لكن أعوانه لا يجيدون تأويل الرؤى فتذكر الساقي أمر يوسف عليه السلام و ذهب مسرعا إليه و لمّا سرد عليه الرؤيا قال له يوسف عليه السلام أن هذه البلاد ستتعرض لدورتين خصب و جدب ، و أن البقرات السمان والسنبلات الخضر بسبع سنين يكثر فيها الخير وينجو الناس فيه من الهلاك ولم يكتف يوسف بتفسير الحلم وإنما قدم لهم الحل السليم وما يجب عليهم فعله تجاه هذه الأزمة وهو أن يدخروا في سنوات الخير ما ينفعهم في سنوات القحط والحاجة من الحبوب بشرط أن يتركوها في سنابلها و لما عرف الساقي تأويل الرؤيا ذهب و أخبر به الملكـ و قال له أن يوسف هو من أولها فطلب الملك من أعوانه دعوة يوسف إليه إلا أن يوسف رفض الخروج من السجن حتى تظهر براءته و يعلم الملك ما حدث له من نساء المدينة فدعا الملك مرأة العزيز والنسوة و أمرهم أن يقولوا الحقيقة فاعترفنّ بذنبهنّ و أكدوا أنهنّ لم يروا من يوسف سوءً قَطْ و أظهرت امرأة العزيز براءة يوسف أمام الناس أجمعين ،،،


قصة سيدنا يوسف عليه السلام الجزء(3)

و بعدها أصدر الملك حكما ببراءة يوسف و دعاه ليكرمه و ليقربه منه ثم أمره أن يختار منصبا يعمل به فقال يوسف"قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" فوافق الملكـ ، و بعد مرور مدة من الزمن تحققت رؤيا الملكـ و انتهت سنوات الرخاء و بدأت المجاعة فأصبح جميع الناس يتوافدون على بلاد مصر ليأخذوا حاجياتهم من مخازن الملك و في يوم من الأيام و أثناء توزيع الحبوب على النـاس رأى يوسف مجموعة من الأشخاص فعرف أنهم إخوته الذين ألقوه في البئر و هو صغير قد جاءوا يطلبون الطعام فوقفوا أمامه دون ان يعرفوه فأحسن إليهم سيدنا يوسف بعدما أساءوا إليه ، وقد أخبروه ان لهم أخا صغيرا لم يحضر معهم و لكن سيدنا يوسف طلب منهم إحضار أخيهم الصغير حتى يسمح لهم بأخذ الطعام و القمح معهم فأدركـ الإخوة أن هذا الأمر عسير و لكنهم قرروا تنفيذ الامر فرجعوا الى أبيهم و قصوا عليه ما حدث معهم و طلبوا منه أن يرسل معهم أخيهم الصغير إلا أن سيدنا يعقوب رفض و خشي عليه و لكـن الإخوة ألّحوا على ذلكـ و قالوا لأبيهم أنه لا كيل لنا إذ لم ترسل أخانا معنا و عزموا أنهم سيحفظون أخاهم فوافق سيدنا يعقوب و أمرهم أن لا يدخلوا من باب واحد ففعلوا ما أُمروا به و عندما وصلوا رأى يوسف عليه السلام أخاه الصغير فدنا منه و أخبره أنه أخوه يوسف، و بعد أن قدم لهم الطعام أراد يوسف عليه السلام أن يبقي أخاه عنده فأمر أعوانه بأن يضعوا إناء الكيل في أمتعت أخيهم الصغير و عندما بدأت القافلة في الرحيل سمعوا مناديا ينادي و يقول إنهم لسارقون فتعجب الإخوة لأمر هذا المنادي و أكدوا لهم أنهم لم يسرقوا شيئا فأمر سيدنا يوسف عليه السلام بتفتيش أوعيتهم فلما وصلوا لوعاء أخيهم وجدوا إناء الكيل فاتهموه بالسرقة و حسب شريعة بني اسرائيل السارق يكون عبيد المسروق منه فتذكر الإخوة العهد الذي قطعوه لوالدهم بأن يحافظوا على أخوهم فقالوا بأن له أبا طاعن في السن يحبه كثيرا و لا يستطيع العيش بدونه و أنهم وعدوا أباهم بأن يرجعوه إليه سالما غانما و اقترحوا على سيدنا يوسف أن يأخذ أحدا غيره فأجاب سيدنا يوسف عليه السلام: "قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ" و هكذا احتفظ يوسف بأخيه الصغير أما إخوته فأصبحوا في حيرة من أمرهم و أخذوا يفكرون ماذا يقولون لأبيهم ، و بعدها قرر كبيرهم ألا يخرج من مصر وألا يواجه أباه إلا أن يأذن له وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويخبروه الحقيقة بأن ابنه سرق فأخذ بما سرق وإن شك في ذلك فليسأل القافلة التي كانوا معها أو أهل المدينة التي كانوا فيها فعادوا إلى أبيهم وأخبروه بما حدث إلا أن أباهم لم يصدقهم وقال "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "

❖۩❖قصة سيدنا يوسف الجزء الأخير❖۩❖

ثم تركهم وأخذ يبكي على يوسف وأخيه حتى فقد بصره فاغتاظ أبناءه وقالوا "قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ"فرد يعقوب عليه السلام عليهم أنه يشكو أمره منهم أن يذهبوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه فهو يشعر بقلب المؤمن أن يوسف مازال حيا وتوجه الأبناء إلى مصر يبحثون عن أخيهم ولما وصلوا دخلوا على يوسف فقالوا له : " يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ " ففاجأهم يوسف بهذا السؤال "قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ " فتنبهوا إلى رنين هذا الصوت وإلى هذه الملامح التي يعرفونها فقالوا له بأنك يوسف أخونا،،فأخبرهم يوسف بحقيقته فاعتذر له إخوته و اعترفوا بخطئهم فعفا يوسف عنهم وسأل الله لهم المغفرة ثم سألهم يوسف عن أبيه فعلم منهم أنه قد فقد بصره بسبب حزنه عليه فقال لهم بأن يأخذوا قميصه و يلقوه على وجهه و ذلكـ ليسترجع بصره بإذن الله فأخذوا القميص وخرجوا من مصر متوجهين إلى أباهم وقبل أن تصل العير قال يعقوب لمن حوله أنه يشم رائحة يوسف فقالوا له "قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ "وبعد أيام عاد إخوة يوسف إلى أبيهم وأخبروه أن أخوهم يوسف مازال على قيد الحياة و أن أخوهم الصغير في امان ثم أخرجوا قميص يوسف ووضعوه على وجه يعقوب فاسترجع بصره وطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يستغفر لهم فاستغفر لهم و بعدها غادروا أرضهم متجهين إلى مصر فلما دخلوها استقبلهم يوسف بترحاب كبير وأكرم أبويه فأجلسهما على كرسيه وهنا لم يتمالك يعقوب وامرأته وبنوه الأحد عشر أنفسهم حتى انحنوا تحية ليوسف وإكبار لوفائه وتقديرا لعفوه وفضله وتذكر يوسف رؤياه القديمة التي رآها وهو صغير فالأحد عشر كوكبًا بعدد إخوته والشمس والقمر هنا أبواه ، ثم توجه يوسف عليه السلام إلى الله عز وجل يشكره على نعمه في قوله "رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"

و تحية الإسلام خير ختام
"السلام عليكم و رحمة الله و بركاته"