منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ✿.•¯`•.✿ مشروع حفظ كتاب الله.....الفوج 01 ✿.•¯`•.✿ *~قرآني في قلبي*~
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-06, 12:16   رقم المشاركة : 3197
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع الرابع :


قال الله عزوجل:

"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" (يوسف:3).





سليمان عليه السلام والهدهد وملكة سبأ بلقيس


سليمان عليه السلام كان نبيا وملكا , أنعم الله عليه بحكمة ورزانة منذ كان صغيرا , هو النبي الذي خصه الله بنعم كان لها شكورا فقد كان يفهم منطق الطير ... والنمل... وله الرياح مسخرة .... والجن تحت أمره وسخر له عين القطر .... وغيرهاا من نعم الله الكثيرة ...

قال عزوجل
... وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾ سورة سبأ

سليمان عليه السلام كان شكورا لنعم الله تعالى عليه ....
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾ النمل



كان ملكا عادلا , حريصا على قومه وأمنهم وحازما في أمور الجيش , فكان عليه السلام يتفقد بنفسه جيشه من الجن والإنس والطير .... وذات يوم وبينماا هو يقوم بجولته كالعادة افتقد سليمان الهدهد , سأل عنه لكن لم يعلم به أحد ... و لحرص سليمان الشديد على جيشه هدد الهدهد أمام جيشه , فإما أن يأتيه بعذر لتخلفه أو سيذبحه ... ﴿١٩﴾ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢١﴾ ..... رجع الهدهد بعد فترة إلى النبي سليمان , قال له سليمان مالذي أخرك , قال الهدهد .. يا نبي الله لا تستعجل علي فقد أتيتك بخبر يقين ونبإ عظيم ..
﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ ..... قال سليمان وماهذا الخبر اليقين ؟؟؟ قال الهدهد .. ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿٢٦﴾ ...... فلسطين كاانت هي موقع سيدنا سليمان , أما الهدهد فقد أتاه بخبر من مملكة سبأ ... مملكة تحكمهاا ( بلقيس) .. كل الأمة في سبأ تحت إمرتها , ولها عرش عظيم كما قال الهدهد .. لكن .. كانوا يعبدون الشمس ويسجدون لهاا من دون الله .. سبحان الله حتى الهدهد استنكر هذا الأمر , كيف لأمة أعطاها الله العقل أن تسجد للشمس ؟؟ .. سليماان عليه السلام صدم بهذا الخبر .. لكنه لم يتسرع في الحكم , فذكائه وفطنته جعلتاه يفكر في التأكد من الأمر أولا قبل أن يقوم بأي شيء , هل الهدهد صادق أم كاذب .... ﴿٢٦﴾ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾
فماذا فعل سليمان عليه السلام ؟.... سليمان خاطب الهدهد قائلا .. ﴿٢٧﴾ اذْهَب بِّكِتَابِي هَـذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ نعم سليمان بعث مع الهدهد برسالة إلى بلقيس , طلب منه أن يلقيها عليها وينظر ماذا تفعل .... , وبالفعل هذا ما قام به الهدهد , ألقى بالرسالة .. بلقيس فتحت الرسالة وتعجبت ..من أين نزلت هذه الرسالة , فتحتهاا فإذا مكتوب عليها ﴿٢٩﴾ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾ ..... سليمان طلب من بلقيس وقومهاا أن ياتوه مسلمين لله مستسلمين له , غير متكبرين على دين الله ....



بلقيس جمعت الوزراء, الملأ والمقربون تسألهم .. ماذا أفعل , ماذا أصنع .. ﴿٣١﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴿٣٢﴾ ... ( سبحان الله فعل بلقيس يدل على أنها كانت أيضا عادلة في حكمها فلم تشأ أن تتصرف وحدهاا بل فضلت أن تجعل الأمر شورى بينهم ويقرروا ما الأنسب لمملكتهم ) ... لكن , من شاورتهم بلقيس لم يكونوا عقلاء كفاية فقد حرضوها مباشرة على القتال .. ﴿٣٢﴾ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿٣٣﴾ ... أما بلقيس كانت أعقل من ذلك , هي لا تريد حربا , فقالت لهم ﴿٣٣﴾ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٣٤﴾ .... قالوا لها إذا ماذا نفعل ؟؟؟ قالت .. ﴿٣٤﴾ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿٣٥﴾ .... نعم بلقيس أرادت أن ترسل إلى سليمان بهديه , هذه الهدية قافلة كبيرة محملة بالذهب والفضة والمجوهرات وكل ما يهنأ به الإنسان , فإن كان سليمان نبيا كما يزعم فإنه لن يقبل بهذه الأموال , وإن كان من أهل الدنيا فستسكته هذه الأموال , وأرسلت القافلة ...



فلما أتت سليماان هذه القافلة سأل الرجل... ما هذا ؟ فأجابه بأنها من بلقيس ملكة سبأ .... وهل سليماان يقنع بشيء من حطام الدنيا زائل ؟؟؟ قال وهو غضبان .. ﴿٣٥﴾ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿٣٦﴾ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٣٧﴾
نعم أمر الرسول أن يرجع بماله وهديته إلى مملكته ... ثم جمع الملأ يستشيرهم وهو غضبان .. ٣٧﴾ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨﴾ , سليمان سأل جيشه من الذي يستطيع أن يأتيه بعرش بلقيس والآن قبل أن يأتوه مسلمين , فهذه المرأة ترشيه ..
قال عفريت من الجن .. أنا آتيك بعرشها قبل أن يأتي منتصف النهار فتقوم من عرشك .. ﴿٣٨﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿٣٩﴾ .... لكن سليماان عليه السلام استبطأ الأمر فقد أراد من يأتيه به بأقصر من ذلك .. قال الذي عنده علم من الكتاب ( يا سليمان إن أردت عرش بلقيس , ما يطرف بصرك إلى بعيد ويرجع إلا وتجد عرشها أمامك ), فقال سليمان ( لك ذلك ) .. ﴿٣٩﴾ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ , فلما أغمض سليمان عينيه وفتحهما حتى رأى عرش بلقيس أمامه , مستقرا عنده , فقال .. فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ سليمان لا ينسى دائما أن يشكر الله على نعمه , ما يفتأ يذكر نعمه تعالى عليه ويشعر بضعفه دائما أمام خالقه ومالكه ...


سليماان .. قال لجنوده , نكلوا لهاا عرشها , بدلوه لنختبرها هل تعرف عرشها أو لا , ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾ ..... فلما وصلت بلقيس سألها سليماان , هل هذا عرشك ؟ ﴿٤١﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـكَذَا عَرْشُكِ ..... ردت بلقيس .. قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾ .... لم تثبت ولم تنف وذلك من حكمتها .... بلقيس كانت ذات حكمة وعقل ولكن ما صدهاا عن الحق أنها كانت وسط قوم كافرين ... ﴿٤٢﴾ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٤٣﴾

سليمان دعا بلقيس أن تجلس على عرشهاا , هذا العرش الذي نكره كي لا تعرفه .. وطلب من جنوده أن يجعلوه فوق زجاج شفاف رقيق ... فلما رأت بلقيس ذلك حسبته ماءا ... ﴿٤٣﴾ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ...... بلقيس كان يكفيهاا هذا فقط لتعترف بأنها كانت ضالة عن سبيل الله , قلبها كان لينا وأبسط شيء ردهاا إلى سواء السبيل , بلقيس وهي تذهب إلى عرشها ..... قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٤﴾

وأسلمت بلقيس مع سليماان , هناك روايات تقول بأن سليمان عليه السلام تزوجها وأنجب منها الأولاد لكني سأكتفي بما ورد في القرآن الكريم .. فلا شيء ولا رواية تؤكد هذا الخبر ...




وختاماا أسأل الله تعالى أن يعلمنا من القرآن ما ينفعنا ... وأن ينفعناا بماا علمناا , وأن يجعلنا ممن يحفظونه ... ويعملون به ياارب ....

والسلاام عليكم ورحمة الله وبركاته