شرح نونية القحطاني | الدرس 23 | الأبيات 126-128 | الإيمان بالقرآن الكريم
Posted in
دروس شرح نونية القحطاني .
126 وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ
مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ في أَزْمَانِ
وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة:77-79].
قال البغوي رحمه الله في تفسيره: ” {إِنَّهُ} ، يَعْنِي هَذَا الْكِتَابَ وَهُوَ مَوْضِعُ الْقَسَمِ. {لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} عَزِيزٌ مَكْرَمٌ لِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ المعاني: الكريم الذين مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُعْطِيَ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ. {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} مَصُونٍ عِنْدَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، مَحْفُوظٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ. {لَا يَمَسُّهُ} أَيْ ذَلِكَ الْكِتَابَ الْمَكْنُونَ،
{إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ الْمَوْصُوفُونَ بِالطَّهَارَةِ” انتهى
127 وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا
وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ
(وَهُوَ) أي القرآن (الْمَصُونُ) أي المحفوظ والمحمي (مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا) أي محفوظ من الكذب والخطأ والخلل والنقائص، (وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ) أي من أي تحريف أو تغيير يطرأ عليه بفعل البشر، وقد قال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]
128 كَلِمَاتُهُ مَنْظُومَةٌ وَحُرُوفُهُ
بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ وَحُسْنِ مَعَانِي
فالقرآن الكريم يتميّز بتمام اللفظ، أي أن الشُّعراء عندما ينظمون بيتاً قد يحتاجون لتبديل أو تغيير لفظاً من الألفاظ ليتماشى مع التفعيلة، ومثال على ذلك في البيت قبل السابق قال الإمام (وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ) فبدل أن يقول (في اللوح المحفوظ) قال (الحفيظ) وهذا وقع لكل الشّعراء في كل القصائد، فهذا يقع للشعراء الذين هم أبلغ النّاس، أما القرآن وهو كلام من خَلَق البلاغة تجد أن ألفاظه لم تأت إلا كما أراد الله عز وجل.