منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جواهِر دغفل النسابة وأبو بكر الصديق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-03, 13:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سمير عطلاوي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Flower2 دغفل النسابة وأبو بكر الصديق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

هذه قصة طريفة وقعت بين دغفل النسابة وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه:
عن عِكْرمة عن ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب، قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَعْرض نفسَه على القبائل خَرج مرًة وأنا معه وأبو بكر، حتى رُفِعنا إلى مجلس من مجالسِ العرب، فتقدَّم أبو بكر فسلّم - قال عليّ: وكان أبو بكر مُقَدَّماً في كل خبر وكان رجلاَ نسَّابة - فقال: ممَّن القوم؟ قالوا: من رَبيعة، قال: وأيّ ربيعة أنتم؟ أمن هامَتها؟ قالوا: من هامتها العُظمى؛ قال: وأي هامَتها العُظمى أنتم؟ قالوا: ذهل الأكبر؛ قال أبو بكر: فمِنْكم عَوْف بن محلِّم الذي يقال فيه: لا حُرَّ بوادِي عَوْف؟ قالوا: لا؛ قال: فمنكم جَسّاس بن مرة الحامي الذِّمار والمانعُ الجار؟ قالوا: لا؛ قال: فمنكم أخوالُ المُلوك من كِنْدة؛ قالوا: لا؛ قال: فمنِكم أصْهار المُلوك من لَخْم؟ قالوا: لا؛ قال أبو بكر فلستم ذُهلاً الأكبر، أنتم ذهل الأصْغر. فقام إليه غلام من شَيْبان حين بَقَل وَجْهه، يُقال له دَغفل، فقال:
إِنّ على سائلنا أن نَسْالَه ... والعِبْء لا تَعْرِفُه أو تَحْمِلَه
يا هذا، إنّك قد سألتَنا فأخْبرناك ولم نكْتُمْكَ شيئاً، فممَّن الرجل؟ قال أبو بكر: من قُريش؟ قال: بَخٍ بَخٍ أهل الشَرف والرياسة؛ فمن أيّ قُريش أنت؟ قال: من ولدَ تَيْم بنِ مُرَّة؛ قال: أمكنتَ واللّه الرامي من سَوَاء الثُّغرة، أفمنكم قُصىَّ ابن كلاب الذي جمع القبائل فسمي مجمعاً؟ قال: لا، قال: أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال: لا؛ أفمنكم شَيْبة الحَمْدِ وعبدُ المطلب مُطعم طَيْر السماء الذي وَجْهه كالقَمر في الليلة الظَّلماء؟ قال: لا؛ قال: فمن أهل الإفاضة بالنَّاس أنت؟ قال: لا؛ قال: فمن أهل السقاية أنت؛ قال: لا.فاجتذب أبو بكر زِمام الناقة ورَجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الغلام:
صادف دَرُّ السيل دراً يدفعه ... يَهيضُه حيناً وحِيناً يَصْدَعه
قال: فتبسَّم النبي عليه الصلاة والسلام. قال عليّ: فقلتُ له: وقعتَ يا أبا بكر من الأعرابيّ على بائقة؛ قال: أجل، ما من طامَّة إلا وفوقها أخرى، والبلاء مُوَكَّل بالمَنْطق، والحديث ذو شجون.

(من كتاب العقد الفريد)









 


رد مع اقتباس