منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - /*/ اليــــومُ العالمــــيُّ للَّغــــةِ العربــــيَّةِ - 18 ديسمــــبر./*/
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-18, 11:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
jakoi1993
عضو محترف
 
إحصائية العضو










Flower2 /*/ اليــــومُ العالمــــيُّ للَّغــــةِ العربــــيَّةِ - 18 ديسمــــبر./*/

الأستاذ عادل الجزائري/ فيسبوك./ مجموعة أساتذة اللغة العربية في الجزائر.

اليوم العالميّ للّغة العربيّة:
------------------------
أصل الحكاية.
-------------
لمْ تكنِ اللغة العربيَّة لغةً مُسْتخدَمةً في المحافلِ الدوليَّة، وعلى رأسِها الأمم المتحدة التي تأسستْ في أعقاب الحرب العالميَّة الثانية عام ١٩٤٥.
ولم تعتمد هيئة الأمم إلا خمس لغات فقط هي: الإنجليزيَّة، والفرنسيَّة، والروسيَّة، والصينيَّة، والإسبانيَّة!
وبناءً على ذلك، فإذا حدث أنَّ رئيسًا عربيًّا أرادَ إلقاءَ كلمة هناك، فعليهِ أنْ يستخدمَ أقربَ لغةٍ يتقنُها، وهي لا تخرجُ عَنِ [الإنجليزيَّة أو الفرنسيَّة]، أو يحضر معه مترجمًا!
وظلَّ الوضع على ما هو عليهِ إلى أن كسر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هذه القاعدة؛ فكان أوَّلَ رئيس عربيٍّ يتحدَّثُ اللغةَ العربيَّة مِنْ فوق منصة الأمم المتحدة، في ٢٥ سبتمبر/ أيلول/ شتنبر عام ١٩٦٠، فيما عُرِفَ وقتها بـ دورة الرؤساء، وقد كان حينئذٍ ممثلا لدول عدم الانحياز.
[وهذا جاء بعد جهود كثيفة في الخمسينيات لم تسفرْ إلا عن إجازة الترجمة التحريريَّة فقط إلى اللغة العربيَّة، مع تقييد ذلك بعدد معيَّن مِنَ الصفحات، وإتمام الترجمة بمبالغ طائلة!]
وتمضي الأيام دون اعتماد اللغة العربيَّة أو الاعتراف بها دوليًّا، إلى أن يحدَثَ ذلك في ١٨ ديسمبر/ دجنبر/ كانون الأول عام ١٩٧٣.
وسبب ذلك ما حققتُه الدول العربيَّة مجتمعةً في حرب تشرين/ أكتوبر ١٩٧٣؛ إذ إنَّ القرار [ ٣١٩٠- د ٢٨] الذي أصدرته الأمم المتحدة باعتماد اللغة العربيَّة ضمن لغاتِها الرسميَّة قد جاء بعد شَهْرَيْنِ مِنْ أهم إنجازٍ عسكريٍّ حققته البُلدان العربيَّة ضد الكِيان الصِّهْيَوْنيِّ، وقد كانت مقولة أنَّ "العربَ يمكن أن يشكلوا القوَّة السادسة عالميًّا" تترددُ بقوَّةٍ في هذا الوقتِ!
وبعد اعتماد العربيَّةِ لغةً رسميَّةً في الأمم المتحدة، ألقى الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين أوَّل خطبة كاملة بها مِنْ فوق المنصة!
والحقيقة أنَّ العربيَّة لم تأخذ حجمها الطبيعيَّ في الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة إلا في عام ١٩٨٣.
وتمضي الأيام إلى أن نصلَ إلى عام ٢٠١٢، وهو العام الذي احتفلتْ فيهِ اليونسكو للمرَّةِ الأولى بالثامن عشر مِنْ ديسمبر، بوصفهِ اليوم العالمي للغة العربيَّة، واعتمدته ضمن أيام اللغات الرسميَّة التي تحتفل بها في أيَّام معيَّنة مِنْ كلِّ عام، على النحو الآتي:
• اللغة الفَرَنسيَّة: ٢٠ مارس/ آذار.
• اللغة الصينيَّة: ٢٠ إبريل/ نيسان.
• اللغة الإنجليزيَّة: ٢٣ إبريل/ نيسان.
• اللغة الروسيَّة: ٦ يونيو/ حزيران.
• اللغة الإسبانيَّة: ١٢ أكتوبر/ تشرين الأول.
• اللغة العربية: ١۸ ديسمبر/ كانون الأول.
وعلى ذلك فإنَّ هذا العام [٢٠١٥] – هو العام الرابع الذي يُحتفَلُ فيهِ باليوم العالميِّ للغةِ العربيَّة!
وقد صممتِ اليونسكو شعارًا لهذا اليوم، ...
وقد أتى ذلك بعد اقتراح وجهودٍ كبيرة بذلتها كلٌّ مِنْ: المملكة المغربيَّة، و المملكة العربيَّة السعوديَّة، وليبيا، خلال انعقاد الدورة [١٩٠] للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو!
وإذا تصفح أيٌّ منكم موقع الأمم المتحدة فسيجد أنَّهُ متاحٌ باللغات الست السابقة وحسبُ!
https://www.un.org/ar/index.html
قد كانَ ضروريًّا أن تأخذَ العربيَّةُ مكانتَها في المحافل الدوليَّةِ؛ فهذا فخرٌ لنا، ولا أقولُ فخرًا للعربيَّة؛ لأنَّ العربيَّة تشرِّفُ نفسَها بنفسِها، وإنما نحنُ الذينَ نتشرَّفُ بها وباستخدامِها وبجعلِها شعارًا ولسانًا ناطقًا، يحملانِ قيمَنا وتراثَنا وحضارتَنا وهُويَّتنا وأفكارَنا وثقافتَنا...!
فضلا عمَّا لذلك مِنْ بُعْدٍ سياسيٍّ!
وإنَّ عُلوَّ مكانةِ اللغةِ بين لغات الأمم مرتبطٌ بتقدُّمِ أصحابها وعلوِّ شأنِهم وتميُّزِهم، ولن يعلو شأنُ أمَّةٍ بلا لُغةٍ سليمة بها تُفكِّرُ وتُبْدِعُ وتطوِّرُ!
وتبقى العَلاقة قائمة بين عزِّ الأمَّةِ وعزِّ لغتها؛ فكلاهما مرتبط بالآخر متصل بهِ!
... توقفتُ عند أهم المحطات التي مرَّ بها اعتمادُ العربيَّة؛ إذ كانت هناك تفاصيلُ كثيرةٌ، وجهودٌ حثيثةٌ، مِنْ خمسينيَّاتِ القرنِ الماضي، وإلى الآن، أدت في النهاية إلى وصولِ العربيَّة إلى مكانتِها التي هي عليها حاليًّا في المحافل الدوليَّة، ولكنْ...
هذه مجرُّدُ بدايةٍ!
ب.و
منقول للفائدة.









 


رد مع اقتباس