انتشرت في الفترة الأخيرة موجة الطراز الإسلامي على التّصاميم و الدّيكورات ، هناك من استحسن الفكرة بل وذهب لاقتناء بعضها موشحاً بها زوايا بيته ، وهناك من بقي متحفظاً بخصوصها . بعيداً عن ساحة الإفتاء فلنستقرء الواقع وما نراه ، ألاّ يعلق الغبار بجدراننا ؟ ألاّ نضطر للتنّظيف و الدهان ممّا يستدعي معه إزالة اللوحات فأين سنضعها ؟ أليس امتهناناً للقرآن أن نفاضل بين لوحتين عند الشراء فننظر لحجم اللوحة وزينة الإطار وننسى قيمة الكلام الرّباني ؟ ألا نجد صعوبةً أحياناً في قراءة بعض الآيات لشدّة الزخرفة فنجد حروفاً في غير مواضعها ؟ بل و أدهى من ذلك تجسيم الآيات على شكل أحصنة و حيوانات وحتّى شكل سجود لرجلٍ لا نعلم رأسه من رجليه ؟ ثمّ هنالك ما هو أطّم و أشّد هل كلام الله يُشترى و يُزايد بثمنه ؟ ثمَّ ما يُحيرني فعلاً القرآن كلّه كلام الله فلمَ يتّم تفضيل تصميم آياتٍ وصورٍ بعينها ؟! ألاّ يجب أن نقرأ القرآن بتدبّر ! ألاّ يجب أن ننبهر بالإعجاز القرآني أكثر ممّا ننبهر بجمال تشكيل القطعة الفنّية ! كلّ ما قلته توقفت عنده مطوّلاً فخرجت بقناعة أنّ الأولى أن نزّين قلوبنا بكلام الله فعلاً و قولاً ، ثمَّ ما أسهل بعده أن ينعكس ذلك على بيوتنا.