[عبد الباسط آل القاضي]

السلام عليكم ورحمته وبركاته
الحمد الله الذي تتم بنعمته الصالحات والصلاة والسلام على النبي المصطفى الخاتم الامين اما بعد
جزى الله صاحب هذه النقول الطيبة خير الجزاء فهذا شرف المؤمن ان يتعلم اصول دينه وبخاصة علم الحديث الذي هو قبة الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء ؛ وكما قال ابن سيرين ؛ إن هذا العلم دين فليتحرى كل واحد ممن ياخذ دينه أما بعد ؛ فعلى ضعف بعض الاحاديث ضعفا ظاهرا لا انجبار فيه ؛ لنكارة في المتن او ضعف في رواة الاسانيد من حيث انهم وضاعون او متروكون او بجمل القول كذابون فمثل هذا الراوي لا ينجبر لا بمتابعة ولا شواهد ولا يحتج به ولا يكتب حديثه ولكن لهذه الاحاديث الموضوعة بخاصة والمنكرة في المتن والتفرد بما يعنيه المتأخرون كابن حجر والذهبي وغيرهم الا ان لها اصلاً صحيحاً ؛ فالضعف الذي ابطلت به هذه الاحاديث اغلبه في الاسناد لعلة قادحة في رواته وليس المتن الا في قليل منها مما ليس من قول النبي في في معنى كلامه فضلا عن لفظه وهو بأبي وامي اوتي جوامع الكلم .
لكن هذا لا يبطل أن المرأة تكفر العشير وفي ذلك حديث صحيح أنهن اكثر اهل النار ؛ وامرهن بالتصدق ولما سألنه قال : تكفرن العشير والعشير هو الزوج والصاحب وبمعنى قوله انه لو احسن اليكن الدهر كله واساء يوما قلتم ما راين منك خيرا قط ؛ وكذا الامر بالنسبة للضلع الاعوج فيه حديث صحيح ؛ وكذا ما تركت فتنة اضل للرجال من النساء ؛ او نحوا كما قال - فليتنبه القارىء اني اسوق الاحاديث بالمعنى - وكذا في الصوم ينبغي لها ان تستأذنه في النافلة ، وكذا في الخروج ؛ وكلها احاديث صحيحة اوردها صاحبنا باسانيد ضعيفة وزيادات منكرة في اللفظ وقد ضعفها الالباني ليس لمعناها انما كما ذكرت آنفا لضعف شديد في رواة الحديث وغرابة شاذة في بعض المتون ؛ واعلم رحمك الله واياي وغفر لنا ؛ ان القصد من العمل بالحديث الصحيح هو الاتباع الصحيح وعدم نسب كلام من هب ودب الى النبي صلى الله عليه وسلم لانه قد يعمل به في الاحكام وفي المواريث وفي النكاح وفي غيره من احاديث الاحكام لذا كان لا معدى من تبين الاحاديث الضعيفة الواهنة التي لا تنجبر لا بمتابعات ولا بشواهد ورواتها هلكى وتالفين ؛ لكن من باب الحكمة ان يقولها المرء لما ذكرنا ان لها شواهد واصول صحيحة والله اعلى واعلم الا ما استبان بطلانه ولا اصل له فهو مردود