منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وصايا قيمة
الموضوع: وصايا قيمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-15, 18:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي وصايا قيمة

يا لها من وصايا


عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا رسول الله عظني وأوجز"
فقال صلى الله عليه وسلم:
" إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع
ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا
وأجمع اليأس مما في أيدي الناس"



رواه أحمد وصححه الألباني في صحيحي الجامع(742)
هذه الوصايا الثلاث يا لها من وصايا إذا أخذ بها العبد تمت أموره وأفلح
فالوصية الأولى
تتضمن تكميل الصلاة والاجتهاد في إيقاعها على أحسن الأحوال
وذلك بأن يحاسب نفسه على كل صلاة يصليها
وأن يتم جميع ما فيها من واجب وفرض وسنة
وأن يتحقق بمقام الإحسان الذي هو أعلى المقامات
وذلك بأن يقوم إليها مستحضرا وقوفه بين يدي ربه وأنه يناجيه بما يقوله
من قراءة وذكر ودعاء ويخضع له في قيامه وركوعه وسجوده وخفضه ورفعه
ويعينه على هذا القصد الجليل توطين نفسه على ذلك من غير تردد ولا كسل قلبي
ويستحضر في كل صلاة أنها صلاة مودع كأنه لا يصلي غيرها
ومعلوم أن المودع يجتهد اجتهادا يبذل فيه كل وسعه
ولا يزال مستصحبا لهذه المعاني النافعة والأسباب القوية حتى يسهل عليه الأمر
ويتعود ذلك
والصلاة على هذا الوجه تنهى صاحبها عن كل خلق رذيل
وتحثه على كل خلق جميل لما تؤثره في نفسه من زيادة الإيمان ونور القلب
وسروره ورغبته التامة في الخير
وأما الوصية الثانية
فهي حفظ اللسان ومراقبته فإن حفظ اللسان عليه المدار وهو ملاك أمر العبد
فمتى ملك العبد لسانه ملك جميع أعضائه ومتى ملكه لسانك فلم يصنه عن الكلام
الضار فإن أمره يختل في دينه ودنياه
فلا يتكلم بكلام إلا قد عرف نفعه في دينه أو دنياه
وكل كلام يحتمل أن يكون فيه انتقاد أو اعتذار فليدعه فإنه إذا تكلم به ملكه الكلام
وصار أسيرا له وربما أحدث عليه ضرر لا يتمكن من تلافيه
وأما الوصية الثالثة
فهي توطين النفس على التعلق بالله وحده في أمور معاشه ومعاده
فلا يسأل إلا الله ولا يطمع إلا في فضله
ويوطن نفسه على اليأس مما في أيدي الناس فإن اليأس عصمة
ومن أيس من شيء استغنى عنه
فكما أنه لا يسأل بلسانه إلا الله فلا يعلق قلبه إلا بالله
فيبقى عبدا لله حقيقة سالما من عبودية الخلق قد تحرر من رقهم
واكتسب بذلك العز والشرف
فإن المتعلق بالخلق يكتسب الذل والسقوط بحسب تعلقه بهم
والله أعلم


بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله









 


رد مع اقتباس