منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تربية الابنأء في الاسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-09-15, 20:45   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أم عاكف ( الأم المعلمة )
مشرف منتديات الثقافة الطبية
 
الصورة الرمزية أم عاكف ( الأم المعلمة )
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ 
إحصائية العضو










افتراضي

الشدة تعلم الأولاد النفاق و الكذب:
أخوانا الكرام، هناك نقطة مهمة، لما غلط ضربته، أي خطأ جاءه الكف، انتهى، لا يأمنك أبداً، بدأ يكذب عليك بكل شيء، صار في موقفين، أنت بشدتك علمته النفاق، بشدتك علمته الكذب، بشدتك علمته أن يكون هو بوادٍ وأنت في وادٍ، أما بالود والحوار تجعله صديقك، أنا أعرف أمهات كثيرات من قريباتي، البنات صديقاتها، ما الذي حدث في المدرسة يُبلغ للأم، والأم توجه، ماذا قيل لك ؟ أين ذهبت ؟ ما الذي حصل معك؟.
أيها الأخوة، أنا أحياناً ألتقي بأخ كريم، في ود بالغ، في سلام بمنتهى الأدب، في ابتسامة، ومع ذلك يحضر عندي عشر سنوات أقول لا أعرفه، لماذا لا أعرفه ؟ ما سمعت منه كلمة، لما يتكلم أعرف مستوى وعيه، مستوى إدراكه، لغته، نصوصه، محاكمته، مهما إنسان داوم بجامع لسنوات تلوى السنوات ما دام ما تكلم ما احتككت فيه، أحياناً اُسأل عن أخ من أجل الزواج، أقول والله لا أعرف شيئاً، عندي من ثمان سنوات لكن ولا مرة زارني بالبيت، ولا مرة جلست معه وحدثته، ولا حدثني، لا أعرف شيئاً عنه، إلا أنه لطيف، وسلامه حار، ومبتسم فقط.
عدم معرفة طريقة التفكير عند ابنك و ملاحظته و لغته إلا عند محاورته:
عندما ابنك يحكي لك، ترى لغته، تفكيره، قيمه، مبادئه، ما الشيء الذي لفت نظره ؟ لماذا حفظ هذه القصة ولم يحفظ تلك ؟ لما يحكي الابن تكشف كل شيء، دائماً الابن يتلقى تعليمات منك، وساكت، تعليمات وساكت، لا تعرف شيئاً عنه، لما تعطيه مجال يحكي، يشرح، يبين، يؤكد لك بعض الأشياء تنتبه أنت.
إذاً لن تعرف ابنك إلا إذا حاورته، طريقة تفكيره، ملاحظته، ذاكرته، لغته، نصوصه، مثلاً ممكن يكون موضوع الحوار مشكلة، أحياناً يكون كلاماً مفتوحاً، لا يوجد قاعدة، لا يوجد محور، لا يوجد بنود، لقاء عفوي، من قصة إلى قصة إلى قصة.
مرة قال لي أخ كريم: حضرت خطبة عند إنسان فتح 28 موضوعاً، ما أغلق ولا واحد، خواطر، خواطر، خواطر.
الحوار بين الأب و ابنه يقوم على النهوض بالابن و الاستماع إليه:
أحياناً اللقاء إذا لم يكن مُعَداً، خواطر عشوائية، أما لو فرضنا أنا جلست معه أحاوره في موضوع دراسته، موضوع الدراسة، هل هناك مواد صعبة عليك ؟ هل هناك مواد تحتاج إلى مدرس خاص ؟ أي مادة تعلقت بها ؟ تعرف أن هناك مواد تفوق بها، مواد لم يتفوق بها، أما أنه لا أعرف شيئاً عنه، اجعل باللقاء موضوع واحد، موضوع محدد، أو في مشكلة في البيت التأخر مثلاً صباحاً، كيف تعالج هذه المشكلة ؟ يعني دائماً المدرسة تشكو لأولياء الصغار تأخرهم عن المدرسة، هذه مشكلة كيف تعالج ؟.
أنا أقدم لكم موضوعاً عن الحوار بشكل عام، ممكن تحاور زوجتك، أولادك أصدقاءك.
إذاً حبذا لو كان في موضوع محدد للحوار، ودائماً الموضوع عرض المشكلة، طرح حلول، مناقشة هذه الحلول، أو عرض البديل لهذه الحلول، أحياناً هناك إنسان دون أن يشعر عنده رغبة بتصيد الأخطاء، هذا نموذج موجود، إذا الأب هدفه الأول يتصيد أخطاء أولاده هذه مشكلة كبيرة، الحوار لا ينجح، ممكن يغلط بكلمة، ممكن يعطي رقماً غير صحيح، أنت تناسى سبعة ثمانية أخطاء، وحاسبه على واحدة، أما هذه غلط، هذه غلط، قام أسكته، انتهى، أنا أقول: الحوار قضية أن أنهض به لا أن أحاسبه.
الإصغاء للآخر بطولة وذكاء وأخلاق عالية:
سيد الخلق وحبيب الحق، هذا الإنسان العظيم كان مستمعاً من الطراز الأول، أكثر الأشخاص المثقفين اللسان طليق، لكن بطولتك كإنسان أن تتقن فن الاستماع، وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه، ولعله أدرى به، كان عليه الصلاة والسلام حينما يأتي إلى البيت قد تحدثه السيدة عائشة حديثاً طويلاً، مرة حدثته عن أبي زرع وأم زرع، قصة طويلة، ووقت طويل استغرق لروايتها، وهو يصغي لها، حدثته عن شجاعته، وعن كرمه، وعن محبته لزوجته، ثم إنها في النهاية قالت له: غير أنه طلقها، النبي علق على هذه القصة قال: وأنا كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك.
أنت قد تكون عالماً كبيراً، مثقفاً ثقافة واسعة، الإصغاء للآخر بطولة وذكاء وأخلاق عالية.
آداب الحوار:
إذاً ابتعد عن تصيد الأخطاء، وابتعد عن المقاطعة، كن مستمعاً لبقاً له، أحياناً أخطأت، ارتكبت خطأ كبيراً، أنا أسأله ما قولك بهذا العمل يا بني ؟ هل تعتقد أنه صواب أم خطأ ؟ اجعله هو ينطق أنه خطأ، القصة كلها ممن يملي على الآخرين، أو ممن يحاورهم ليصل معهم إلى النتائج، يوجد بالقرآن أساليب كثيرة، فيها حوار مع الطرف الآخر كي يوصلهم ربهم إلى نتيجة كان من الممكن أن تفرض عليهم، هذه القواعد في الحوار تصلح مع كل الأطراف، مع زوجتك، حتى مع رئيسك في الدائرة، عود نفسك النفس الطويل بالحوار.
أحياناً في نظر حاد، وفي نظر لطيف، لا تشد نظرك إلى الآخر، نظر رفيق، أحياناً العين تنتقل يمنة ويسرة، علواً، وسفلاً، أما أحياناً التحديق المستمر بشخص هذا شيء يبتعد عن اللباقة في اللقاء، يجب أن يشعر وأنت تحاوره أنه في أمان، وأنه بالإمكان أن يدلي بآرائه، ولو أنها لا تعجبك، يعني أحياناً في مدرس ديانة في سؤال من طالب ما عنده جواب له، لكن محرج مثلاً، يصب عليه نقمته، وغضبه، ويتهمه بالكفر ؟ لا.
قال له: ائذن لي بالزنا (والله لا يوجد أوقح من هذا السؤال) شاب قال للنبي الكريم ائذن لي بالزنا، الصحابة ضجروا، قال لهم: دعوه، تعال يا عبد الله، اقترب اِقترب، قال له: أتحبه لأمك ؟ قال: لا، قال: ولا الناس يحبونهم لأمهاتهم، لأختك ؟ لخالتك ؟ لعمتك ؟ لابنتك ؟ يقول هذا الشاب: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وما من شيء أحب إليّ من الزنا، وخرجت من عنده وما من شيء أبغض إلي من الزنا.
هذا حوار أيضاً.










رد مع اقتباس