منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تربية الابنأء في الاسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-09-15, 20:43   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أم عاكف ( الأم المعلمة )
مشرف منتديات الثقافة الطبية
 
الصورة الرمزية أم عاكف ( الأم المعلمة )
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ 
إحصائية العضو










افتراضي

أسلوب الزجر والشتيمة والنقد من أخطر أساليب الحوار بين الآباء و الأبناء:
هناك ملاحظة أحياناً أعد أخاً في الصباح، صباحاً الإنسان نشيط، استيقظ من النوم جسمه نشيط، أحياناً الموعد عقب يوم مليء بالمتاعب، تجد ما عندك إمكانية أن تحاور، ما عندك إمكانية أن تتابع الأمر متابعة دقيقة، ما عندك إمكانية التركيز، طبعاً الموضوع عام، إن أردت أن تلتقي بإنسان، والإنسان مهم طبق هذه الشروط نفسها، الحوار له شروط.
أولاً:
(( علموا ولا تعنفوا ))
[أخرجه البيهقي عن أبي هريرة ]
أي أسلوب الزجر، والشتيمة، والنقد، هذا مع الأسف الشديد أكثر الاتصالات الهاتفية تؤكد هذا الموقف من الأب، ما عنده إلا السُباب، ما عنده إلا التشدد، ما عنده إلا اللوم، ما عنده إلا الدعاء على أولاده، البيت مكروه صار عند الابن، تجد الابن دائماً خارج البيت مع أصدقائه، لا يحتمل النقد، والتعنيف، والسُباب، والتجريح، إضعاف الثقة بالنفس، من لم يعرف الله عز وجل يكن أسوأ أب. بطولة الإنسان لا أن يكون محترماً من أولاده فقط بل أن يكون محبوباً عندهم أيضاً:
أخوانا الكرام، هناك حقيقة سأقولها لكم ولكن مع التأكيد عليها، ثقافة الشرق أوسطية إن صحّ التعبير، الثقافة الإسلامية الآن محترمة، لكن ما كل أب محترم محبوب أنا أخاطب الآباء أحياناً، بطولتك أيها الأب لا أن تكون محترماً من أولادك، أن تكون محبوباً عندهم، فالحب يحتاج إلى بذل جهد، يحتاج إلى وقت، يحتاج إلى مال، يحتاج إلى أن يرى هذا الشاب أن أباه شيء مهم جداً بالنسبة إليه.
انطلاقاً من هذه الحقيقة أقول لكم: العمل عبادة، أنت حينما تتقن عملك، وتكسب مالاً معقولاً، وتنفقه على أولادك تشدهم إليك، الأب الذي ينفق على أولاده بالمعقول محترم جداً و محبوب، أولاده له، أما مقصر في عمله مع التقصير يوجد دخل ضعيف، مع الدخل الضعيف كل شيء طلبه ابني ما معي إياه، دائماً ما معك ؟ يقول لك: لماذا أنجبتنا إذاً يوجد سؤال كبير.
العمل عبادة:
فأنا من هذا المنطلق أرى أن العمل عبادة، أنت بالعمل الزوجة والأولاد إليك، أجمل كلمة قالها صحابي جليل: حبذا المال أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي، حينما أقول حبذا المال لا أقصد به البذخ، لا أقصد الإتراف، التبذير، إطلاقاً، لكن جاء الشتاء الابن عنده معطف ؟ عنده كومبيوتر صغير ؟ يوجد أشياء بسيطة مؤمنة، حاجاته الأساسية مؤمنة، إذاً الابن مشدود إلى أمه وأبيه، إذاً لا تزجره.
(( علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ))
[أخرجه البيهقي عن أبي هريرة ]
أنا أذكر مُدرسة قالت لطالبة عندها: أنت غبية، هذه الكلمة سارت معها عشرين عاماً، عقدتها، يقسم بالله شاب، أو طفل أصح، دخل إلى المسجد وصلى بالصف الأول، هم كانوا سبعة، لكن الذي كان إلى جانب الطفل ما انتبه أنهم سبعة أشخاص، فدفعه نحو الخلف، هذا الطفل الذي دُفع نحو الخلف ترك المساجد لخمسة و خمسين سنة، يقول: من هذا الدفع لم أتجه إلى المسجد، طفل، الأطفال أحباب الله.
أولادنا الورقة الرابحة الوحيدة في أيدينا:
والله أيها الأخوة، أقول وقلبي يعتصر: لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادهم، والأولاد يعني المستقبل، لا تعنف، لا تسب، لا تزجر، لا تضرب، هذه كلها أساليب لا تجدي، هذه الأساليب تجعل شرخاً كبيراً بينك وبين ابنك، هذه الأساليب تجعل ابنك ينافق لك، يقول لك ما يرضيك، وله أفكار أخرى، أما حينما يحبك يصارحك، هكذا قال لي صديقي، بابا ما قولك ؟ حينما تفلح أن يكون ابنك صديقك فأنت أب مثالي، أحياناً يكون نبرة صوت حادة، كلام لطيف، كلام رقيق، يعني الكلمة الطيبة صدقة، الابتسامة صدقة، أن تربت على كتفه شيء مسعد، حديث لطيف مع ود، الوقت مفتوح، مرتاح أنت وهو، هذا اللقاء قد يكون له آثار كبيرة جداً.
الله عز وجل أوامره مشفوعة بالتعليل فعلى كل أب أن يعطي ابنه الأمر مع التعليل: احتراماً
مثلاً هذا الإله العظيم الذي خلقنا له أن يأمرنا، طبعاً، أن يأمرنا وكفى، من دون تعليق، من دون تعليل، من دون حكمة، قال لنا:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
( سورة التوبة الآية: 103 )
إله، يأتي الأمر مشفوعاً بالتعليل، بالحكمة، أراد أن يقنعك بهذا الأمر لا أن يأمرك. مثل آخر:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
( سورة البقرة )
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ ﴾
( سورة العنكبوت الآية: 45 ).
﴿ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾
إله، كن فيكون، زل فيزول، أعطاك الأمر، أعطاك التعليل، فإذا أنت كلما أمرت ابنك أمراً قل له يا بني هذا الأمر لصالحك، من أجل مستقبلك، من أجل مكانتك، من أجل سمعتك، من أجل نجاحك في العمل، إله كن فيكون، زل فيزول، أعطانا الأمر مع التعليل، فأنت من باب أولى أنت أب أن تعطي الأمر مع التعليل، لأن التعليل احترام له.
أنا مرة كنت بمنصب قيادي، مدير ثانوية، عندي مئة و ثلاثة عشر مدرساً، وعندي موجهون، وعندي أمين سر، وعندي، فأجمع كل فئة على حدة، أقول لهم: نحن جميعاً فريق عمل، في موضوع، في عندنا مشكلة، ما الحلول عندكم ؟ إما أن أقنعكم بما عندي من حلّ، أو أن تقنعوني، هذا الحوار يعمل وداً، يعمل تألقاً، يعمل انتماءً، يعمل تطبيقاً.










رد مع اقتباس