نظـرتُ مــن نافــدة البديــعْ
رأيتُ قلبا صغيـرا رضيــعْ
يقلــب أوراق زهــر الربيـعْ
كأنه يبحث عن شيء وديـعْ
فلم أراه وجد سوى الضريعْ
يبكي بكـاءً ونفسـي منه فـي حيـــرَه
كأنه لم يعبأ بتلك الرائحة المنتشــرَه
قلتُ أيها القلب الذي عبراته منهمرَه
أقبل كي نتخالا معا في هـذه الدائرَه
وحدثني عن أمور نفسـك المستتـرَه
إستنشق دفعةً وقال تلك تلك الماكرَه
طعنتنـي بتلك الأواســل الناضــرَه
هجرتنـي وتركت كلـومي زاهــــرَه
أمطرتني برونقـها كسحابة عابــرَه
فكانت قطراتها فوق جداري حافرَه
ضممته لصدري بلطف وفـي مهل
قلت نعــم نعـم محـق أنـت أجـــــل
لمـا نظرت إليها عينـك فــي عجل
هيـا تكلم لا خـوف هنا ولا وجـل
قال ألـيس أنت مثلي أيضا يا رجل؟
مسحت عن خده بكف تلك الدموع
قلت أشبـعان أنت أم مسـك الجـوع
بدى صوتي له كأنه غير مسمـوع
وانهمرت قطرتيـن مـن الدمــــوع
مكتوب عليهما بخط رقيق مسجوع
أيشـرب مــن تفجر من وريده ينبــوع؟
أيأكل من يجد نفسه في برهة مخـدوع؟
أيثبـت مـن يرى جـزءا منـه منـــزوع؟
أيصبر من حل به مثل هذا الموضوع؟
أيمكـن أن يكــون لمـن ذهبت رجـوع؟
قمت على ركبتي وقلت بنا هيَّ
نظـــرت يمينا أليست تلك هـيَ
قـام ملتـويا بالفرح كأنـه حيـــهَ
فهرول وهو يجرني من يـديَّ
يتبع........