[بقلاوة]

جاوزت الثلاثين و لم يكن موضوع العريس يؤرقني بعد .....كنت أحس أني بنت السادسة عشر و أنا فوق الثلاثين بشهور....عملي ربما هو السبب أو مرحي و صبري... أو جاذبيتي التي كان يمدحني بها الجميع.... أو هي بذرة الايمان بداخلي تخبرني أن العريس سيأتي في الوقت المناسب
لكن الناس من حولي أعرفهم كنت ، أو حتى من جمعهم بي القدر صدفة، أكثروا من السؤال: كل بطريقته: هل أنت متزوجة؟ لم لم تتزوجي حتى الان؟ أما من مشروع خطبة في الافق؟ معقول هذا الجمال و هذه الحلاوة و لا يوجد عريس؟ حتى أني في احدى المرات زرت راقيا لسبب مرضي فسألني ان كنت متزوجة...قلت لا ، فقال جازما: ستتزوجين بعد 3أشهر...... و مرت 3 سنوات بعدها و مثلها و مثلها و لم اتزوج
بدأت الشكوك تراودني من كثرة تركيز الناس على هذا السؤال، و بدأت الحسرة تعتصرني ، خاصة بعد ان بدأ اخوتي الاصغر مني بالزواج، الواحد تلو الاخر و أنجبوا، و أنا الاخت الكبرى ما من أحد يدق بابي......كم من مخدة بللتها دموعي ليلا و كم من سجادة! و كم من تنهيدة زفرتها روحي و كم من جرح بلا ضمادة...... و مع كل ذلك ما شعرت يوما بالحسد تجاه أي كان، كنت دوما مؤمنة بالقدر و المكتوب
من عملي الى البيت و من البيت الى العمل و الجميل في عملي السفر بين الفينة و الاخرى ، ما يكسر قساوة الروتين ورتابة الايام ، كما أنها فرصة بالنسبة لي ، علني ألتقي بتوأم روحي في احدى سفرياتي......و مرت الايام و السنين و الاسئلة تتهاطل علي كل يوم و الجواب نفسه: ما زال المكتوب
في الحقيقة خلال تلك السنوات جاءتني عدة عروض للزواج و لم ترقني فكنت أرفض دون تردد، سأبقى عازبة على أن أتزوج لمجرد الزواج و اسكات الناس،،،
كانت هناك صورة في ذهني لمن سيكون شريك حياتي، و لن أقبل بسواها
ها أنا على مشارف الاربعين ولم يصل بعد......

يتبع