منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بيان ما في الإنجيل من تحريف وتبديل واختلاف في لاهوتيه المسيح
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-20, 21:55   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


1- أنه جاء بعقيدة وثنية نقضت عقيدة التوحيد الخالص المقررة في التوراة وجميع كتب أنبياء بني إسرائيل. وقد صرح المسيح بأنه ما جاء لينقض الناموس، بل ليتممه، وأصل الناموس وأساسه الوصايا العشر، وأولها وأولاها بالبقاء ودوام البناء:- وصية التوحيد.


2- مخالفته في عقيدته وأُسلوبه لكل ما هو مأثور عن جماعته وقومه قبل المسيح وبعده.


3- مخالفته للأناجيل التي كتبت قبله في أمور كثيرة أهمها: تحاميه ما ذكر فيها من الأعراض البشرية المنسوبة إلى المسيح مما ينافي الألوهية؛ كتجربة الشيطان له، وخوفه من فتك اليهود به، وتضرعه إلى الله خائفًا متألمًا ليصرف عنه كيدهم وينقذه منهم، وصراخه وقت الصلب من شدة الألم – إلى غير ذلك.


ومن تأمل أساليب الأناجيل وفحواها يرى أن إنجيل يوحنا غريب عنها، ويجزم بأن كاتبه متأخر سرت إليه عقائد الوثنيين، فأحب أن يلقح بها المسيحيين.


ونقول:- (ثانيًا): إذا فرضنا أن موافقة بعض أهل القرن الثاني لهذا الإِنجيل في روح معناه بعد شهادة له بأنه كان موجودًا في منتصف القرن الثاني، فأين الشهادة التي تثبت أنه كان موجودًا في القرن الأول والصدر الأول مما بعده؟
ثم تبين لنا من تلقاه عنه حتى وصل إلى أولئك الذين اقتطفوا من روحه.


بعد كتابة ما تقدم راجعت [إظهار الحق] فرأيته استدل على أن إنجيل يوحنا ليس من تصنيف يوحنا الذي هو أحد تلاميذ المسيح بعدة أمور:-
منها: أسلوبه الذي يدل على أن الكاتب لم يكتب ما شاهده وعاينه بل ينقل عن غيره.
ومنها: آخر فقرة منها وهو ما أوردناه في الاستدلال على أنه لم يكتب عن أحوال المسيح وأقواله إلا القليل، فإنه ذكر فيه يوحنا بضمير الغائب، وأنه كتب وشهد بذلك. فالذي ينقل هذا عنه لابد أن يكون غيره، وقصاراه أنه ظفر بشيء مما كتبه فحكاه عنه ونقله في ضمن إنجيله، ولكن أين الأصل الذي ادعى أن يوحنا كتبه وشهد به؟ وكيف نثق بنقله عنه ونحن لا نعرفه، ورواية المجهول عند محدثي المسلمين وجميع العقلاء لا يعتد بها البتة.


ومنها: أنهم نقلوا أن الناس أنكروا كون هذا الإنجيل ليوحنا في القرن الثاني على عهد (أرينيوس) تلميذ (بوليكارب) الذي هو تلميذ يوحنا، ولم يرد عليهم أرينيوس بأنه سمع من بوليكارب أن أستاذه يوحنا هو الكاتب له.


ومنها: نقله عن بعض كتبهم ما نصه: كتب استادلن في كتابه: إن كافة إنجيل يوحنا تصنيف طالب من طلبة مدرسة الإِسكندرية بلا ريب.


ومنها: أن المحقق (برطشنيدر) قال: إن هذا الإِنجيل كله وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه، بل صنفها أحد (كذا) في ابتداء القرن الثاني.


ومنها: أن المحقق (كروتيس) قال: إن هذا الإِنجيل عشرين بابًا ألحقت كنيسة أفساس الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا.


ومنها: أن جمهور علمائهم ردوا إحدى عشرة آية من أول الفصل الثامن... الخ.
7- علمنا مما تقدم:- أن النصارى ليس عندهم أسانيد متصلة ولا منقطعة لكتبهم المقدسة، وإنما بحثوا ونقبوا في كتب الأولين والآخرين وفلوها فليًا لعلهم يجدون فيها شبهة دليل على أن لها أصلاً كان معروفًا في القرون الثلاثة الأولى للمسيح، ولكنهم لم يجدوا شيئًا صريحًا يثبت شيئًا منها، وإنما وجدوا كلمات مجملة أو مبهمة فسروها كما شاءت أهواؤهم، وسموها: شهادات، ونظموها في سلك الحجج والبينات، وإن كانت هي أيضًا غير منقولة عن الثقات، ثم استنبطوا من فحواها ومضامينها مسائل متشابهة، زعموا أن كلا منها يؤيد الآخر ويشهد له، وقد أشرنا إلى ضعف كل واحدة من هاتين الطريقتين.


فثبت بهذا البيان الوجيز صدق قول القرآن المجيد: }فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ{ [المائدة: 14]. وثبت به أنه كلام الله ووحيه، إذ ليس هذا مما يعرف بالرأي حتى يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد اهتدى إليه بعقله ونظره.


ونظير هذه العبارة وأمثالها في الدلالة على كون القرآن من عند الله تعالى – قوله تعالى: }فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ{ [المائدة: 14]. فأنت ترى مصداق هذا القول بين فرقهم وبين دولهم لم ينقطع زمنًا ما.


8- إن أحد فلاسفة الهنود درس تاريخ الأديان كلها وبحث فيها بحثًا مستقلاً منصفًا، وأطال البحث في النصرانية، لما للدول المنسوبة إليها من الملك وسعة السلطان والتبريز في الفنون والصناعات، ثم نظر في الإسلام فعرف أنه الدين الحق فأسلم، وألف كتابًا باللغة الإِنجليزية سماه: [لماذا أسلمت] بيَّن فيه ما ظهر له من مزايا الإسلام على جميع الأديان. وكان أهمها عنده، أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي له تاريخ صحيح محفوظ، فالآخذ به يعلم أنه هو الدين الذي جاء محمد بن عبد الله النبي الأمي العربي المدفون في المدينة المنورة من بلاد العرب. وقد كان من مثار العجب عنده أن ترضى أُوربا لنفسها دينًا ترفع من تنسبه إليه عن مرتبة البشر فتجعله إلهًا، وهي لا تعرف من تاريخه شيئًا يعتد به، فإن هذه الأناجيل الأربعة على عدم ثبوت أصلها، وعدم الثقة بتاريخها ومؤلفيها – لا تذكر من تاريخ المسيح إلا وقائع قليلة، حدثت كما تقول في أيام معدودة، ولا يذكر فيها شيء يعتد به عن نشأة هذا الرجل وتربيته وتعليمه، وأيام صباه وشبابه، ولله في خلقه شئون. اهـ.


بل إن كثيرًا من مفكريهم وأدبائهم وعلمائهم المعاصرين يعترفون، أن الأناجيل الموجودة ليست سوى مجموعة كتب كتبت في أوقات متباعدة عن بعضها. فقد جاء في [دائرة المعارف البريطانية] في المجلد الخامس صحيفة 636 طبعة 1953 ما نصه: (لم يبق من أعمال السيد المسيح شيء ولا كلمة واحدة مكتوبة). وقال اللورد هدلي في أحد كتبه: ليس الإِنجيل إلا مجموعة كتب كتبت في أوقات متباعدة عن بعضها. وقال الأستاذ ولز: إن السيد المسيح هو واضع نواة المسيحية، وليس بمنشئها. وقال أيضًا: إن بعض الكتاب يرى أن السيد المسيح لا تربطه بالمسيحية الحاضرة أية صلة.


ولعل من أبرز الدلائل على التحريف والتغيير والتبديل ما يزعمه النصارى من أن عيسى ابن الله ورسوله. ففضلاً عما لدينا في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من النصوص الواضحة في أنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فقد جاء في [دائرة المعارف البريطانية] المجلد الخامس منها ما نصه: (إن سيدنا
عيسى عليه السلام لم تصدر عنه أي دعوى تفيد أنه من عنصر إلهي أو من عنصر أعلى من العنصر الإنساني المشترك). كما أنه جاء فيها أن كثيرًا من المراسيم والطقوس الكنيسية المعمول بها الآن لم يمارسها سيدنا عيسى نفسه، ولم يأمر بها.



وقد يكون من المناسب أن نذكر خلاصة أقوال استشهد بها الأستاذ أحمد علوش في كتابه (The Religion of Islam) لعلماء مسيحيين غيورين على المسيحية.
أحد هذه الأقوال: أن الأناجيل الأربعة الموجودة الآن سبقتها محاولات عديدة، وقد كان قبل هذه الأربعة عدة أناجيل.


القول الثاني: أن نسبة الأناجيل الأربعة الموجودة الآن إلى كاتبيها المعنيين نسبة مشكوك فيها، ولم تثبت صحتها حتى الآن، وما زالت مصدر أخذ ورد.
الثالث: هذه الأناجيل الأربعة أُلفت تأْليفًا، ولم تصدر عن وحي.


الرابع: يختلف إنجيل يوحنا عن الأناجيل الثلاثة الأخرى اختلافًا شديدًا واضحًا.
الخامس: الأناجيل الثلاثة الأخرى تختلف فما بينها اختلافًا واضحًا كبيرًا. وإن كان الاختلاف فيما بينها أقل بالنسبة إلى إنجيل يوحنا.


أما ما ذكره الأخ شمس الدين أحمد من أن من ناقشوه من رجال الدين المسيحي تعرضوا للقرآن، فلم يذكر لنا الطريقة التي تعرضوه بها حتى يكون ردنا عليهم متجهًا نحوها. ولعله وفقه الله يذكر لنا الشبه التي ذكروها له؛ لأن مجرد قولهم:- بأن القرآن لم يسلم من التحريف يكفي في الرد عليهم به أنهم كذابون، وأن الله تعالى تولى حفظه عن التغيير والتبديل والتحريف. قال تعالى وهو أصدق القائلين: }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{ [الحجر: 9]، وقال تعالى: }وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ{ [فصلت: 41، 42].


فلقد نُقِل القرآن إلينا بالنقل المتواتر بإجماع الأمة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظه ومعانيه. كما أن كثيرًا من المسلمين سلفهم وخلفهم يحفظون القرآن في صدورهم حفظًا يستغنون به عن القراءة في المصاحف؛ مصداقًا لما ثبت في [صحيح مسلم] عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إن ربي قال لي: إني منزل عليك كتابًا لا يغسله الماء، تقرأه نائمًا ويقظانًا». فلو غسل بالماء من المصاحف لم يغسل من القلوب، ولو أخفيت بعض قراطيسه كما هي الحال في التوراة والإنجيل وغيرهما لما خفي الأمر على المسلمين فضلاً عن حفاظهم.


بل إن من كمال الحق ما شهد به الأعداء، فلقد قال (السير وليم موير) وهو أحد خصوم الإسلام حسبما حكاه عنه الدكتور حسنين هيكل في كتابه [حياة محمد]: ومع ما أدى إليه مقتل عثمان نفسه من قيام شيع متعصبة ثائرة زعزعت ولا تزال تزعزع وحدة العالم الإسلامي فإن قرآنًا واحدًا قد ظل دائمًا قرآنها جميعها، وهذا الإسلام منها جميعًا إلى كتاب واحد على اختلاف العصور حجة قاطعة على أن ما أمامنا اليوم إنما هو النص الذي جمع بأمر الخليفة السيء الحظ. والأرجح أن العالم كله ليس فيه كتاب غير القرآن ظل اثني عشر قرنًا كاملاً بنص هذا مبلغ صفائه ودقته.


وقال في موضع آخر: والنتيجة التي نستطيع الاطمئنان إلى ذكرها هي: أن مصحف زيد وعثمان لم يكن دقيقًا فحسب، بل كان كما تدل عليه الوقائع كاملاً، وأن جامعيه لم يتعمدوا إغفال أي شيء من الوحي. ونستطيع كذلك أن نؤيد استنادًا على أقوى الأدلة: أن كل آية من القرآن دقيقة في ضبطها كما تلاها محمد.


وقال هيكل بعد ذلك: أطلنا في اقتطاف عبارات (سير وليم مويو)، على أن ما اقتطفناه يغنينا عن ذكر ما كتبه (الأب لامنسي) و (فون هامر) ومن يرون هذا الرأي من المستشرقين، هؤلاء جميعًا يقطعون بدقة القرآن الذي نتلوه اليوم، وبأنه يحتوي على كل ما تلاه محمد على أنه الوحي الذي تلقاه من ربه صادقًا كاملاً. فإذا ذهبت بعد ذلك قلة من المستشرقين غير مذهبهم غير آبهين بالأدلة العلمية التي ساقها (موير) وكثرة المستشرقين، كان ذلك نجنبًا على الإسلام لم يمله غير الحق على الإسلام، وعلى صاحب الرسالة الإسلامية. اهـ.


وقال (اربثنت): ولقد ظل القرآن كما هو حتى اليوم بدون أي تحريف أو تبديل، لا من المتحمسين له، ولا من ناقليه إلى لغات أُخرى، ولا ممن يتربصون به الدوائر، وهو موقف لم يقفه مع الأسف أي كتاب من كتب العهدين القديم والحديث معًا.


وقال: (لوزتنا بوز) كذلك: فلم تكن هناك أي فرصة لتبديل أي جزء في القرآن أو تحويره ولو بوازع الحماس له، وهو الكتاب الوحيد الذي ينفرد بهذه الميزة بين سائر الكتب التي جاءت بها الديانات القديمة العظمى.
هذا ما تيسر لنا إيراده، وبالله التوفيق. والسلام عليكم.










رد مع اقتباس